أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ممدوح بيطار - البقاء للأفضل!!!! , تأبين العقل وبقاء الآية والنص














المزيد.....

البقاء للأفضل!!!! , تأبين العقل وبقاء الآية والنص


ممدوح بيطار

الحوار المتمدن-العدد: 6927 - 2021 / 6 / 13 - 02:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بشكل عام لم تعد هناك مشكلة مع المسيحية في أوروبا وخارج أوروبا , لقد اقيلت أو استقالت من وظيفة التدخل في شؤون حياة الأرض, الا أن الاسلام لم يستقيل , ولايزال يعترض بشدة على اقالته , ويملك شبكة من الفاعليات التي تمكنه من اقتحام الفضاء العام والتعامل مع المجتمع كمادة أولية تجري قولبتها واعطائها الشكل الذي يريده ,ثم تحصينها بجدار مفهومي وأحكام عقائدية تمكن المادة من التماسك والبقاء .
الذي نريد اقالته يتدخل بشكل مباشر في أدق تفاصيل الحياة من قوننة ونظرة الى الكون وفي شؤون المجتمع , هذا اضافة الى تعبدات وعبادات تكرارية تحول العقل الى ممارس لنمطية مقدسة ,تريح العقل من عناء التفكير والبحث عن الصواب , مهما حاول الانسان تحصين عقله , فالتكرار قاتل وقادر على اختراق أعتى الحصون , التكرار كان وسيلة غوبلز الناجحة في ادخال مايريد ادخاله في عقول الناس .
يقاوم الاسلام السياسي محاولة اقالته من وظيفة الاشراف على ترتيبات الحياة الدنيا باعلان النفير العام والتعبئة المفهومية وحالة الطوارئ , التي بدأت ومستمرة الى اللانهاية , أساسها مقايضة بين التنازل عن العقل مقابل ريع الجنة , ومقابل تأمين المفهوية الدينية لما يلزم من الأوامر والنواهي والقواعد والأحكام حول السلوك والممارسات , وتنظيم علاقة الرجل بالمرأة , ثم تعريف هذه العلاقة المرتكز بشكل رئيسي على خدمة الذكورية المتحالفة مع الدين , بتقديم مادة النكاح بأبخس الأسعار ودون أي مخاطر , فعنما تجف المرأة نكاحيا وتفقد جاذبتها الجنسية يطلقها بالثلاث أو يتزوج عليها , حتى المأكل والمشرب له ترتيباته المريحة للعقل والتي ترشد الجسد الى الحلال والحرام , العقل في استراحة ابدية , والله ذلك الخادم الحكيم الحاكم الأمين يعمل أبديا ليلا نهارا ,يقال في خدمة الأنسان,ومن الخدمات التي قدمها ويقدمها الله كانت تلك التنظيمات والأحكام بخصوص عدم جواز تهنئة الغير مسلمين بأعيادهم, حتى لتحية المرأة المسلمة كانت هناك قواعد وأحكام , يمنع الالتزام بها من ارتكاب المعاصي , وحتى امر التحيات لم يغب عن نباهة الله الغفور الرحيم .
بهذا يمكن القول بأن الاسلام السياسي يتعامل مع الناس على أنهم أدوات أو أشياء يمكن قولبتها واعطائها الشكل المطلوب والصيغة المستحسنة , التي على العبد تقبلها مهما كانت وكيفما كانت , فالله خلقهم ليعبدوه وليس لأن يتمردوا عليه ويخالفوا أحكامه , العبيد قاصرون ولا مأخذ على ذلك , فهم في رعاية الكتب والآيات ,لا خوف عليهم ولاهم يحزنون , فوعيهم من انتاج خارجي , والمستورد من الخارج كفيل بتغطية القصور الذاتي , وما أنقص الله عندهم من تكوين عقلي ونفسي , يقدم لهم معاوضة على طبق من الذهب دون جهد أو عناء , طبعا وفق رؤية خالقهم , ليكونوا تقريبا على كسمه ووفق تصوراته , دون الوصول الى مطابقته المطلقة , فقصة التطابق مخصصة لمن أراد لهم النبوة خاصة لآخرهم .
لا تقتصر العناية الالهية على ممارسة الوصاية والارشاد الشامل الكامل , فالأمر تعدى ذلك الى تأمين مستقبل هؤلاء العبيد حتى في الحياة الآخرة ..انه غفور رحيم !!! الجنة لمن آمن به وجاهد في سبيله , حتى لو زندق المسلم عبد الله ,فالصيام لمرة واحدة يكفي حسب معلوماتي لمحو كل الزندقات والآثام ,خط الجنة مفتوح عمليا بشكل أو بآخر للجميع للمسلمين دون غيرهم , باستثناء بعض التحفظ بخصوص النساء المسلمات , أذ أن الرسول لم ير الكثير منهم في الجنة , ورأى العديد منهم في جهنم , ولأسباب متعددة لالزوم لذكرها بالتفصيل , أما الذكور فلهم نعيمهم وراحتم الأبدية في جو مليئ بالمفاجآت السارة ,ليس فقط في الحوريات المكتملات جمالا , والمتكاملات في أدق الجزئيات , حتى ان الخالق لم ينس غشاء البكارة, الذي عليه أن يتجدد بعد كل معاشرة , لذا فالتسارع في الوصول الى الجنة أمر منطقي واهمال الحياة الدنيا العابرة أمر أكثر منطقية .
النظر لهذا الأمر من ألفه الى يائه بعين الشك يرينا وجها قاتما لهذه العملية بأكملها , ففي أمر وصاية الله ورعايته لعبيده شكلا من أشكال المصادرة لخصوصية الفرد وحريته , حيث يتم تنميط البشر بنمط واحد كالمعلبات ..متجانسة متشابهة شيه أبدية مقفلولة ومسدودة على ظروف الزمان والمكان , بالنتيجة يمكن القول بأن الانسان في هذه الحالة يتحول الى شيئ الى مادة يصنع منها شيئا آخ ر حسب ارادة ورغبة خارجية , انه تشييئ الانسان , وفي مقدمة الأشياء وضع الله سبحانه تعالى المرأة لتكون الشيئ الأبخس بكل معالمه وخواصه .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إسرائيل قاتلة الأطفال تحاول بث نار الفتنة الطائفية
- سلي أطفالك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- ماذا يعني اعتراف روسيا بإمارة أفغانستان الإسلامية؟
- “بدون تشويش أو انقطاع” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة 2025 ...
- بابا الفاتيكان يدعو لوقف ’وحشية الحرب’ في قطاع غزة
- الرئيس الروسي يلتقي في موسكو كبيرَ مستشاري قائد الثورة الإسل ...
- هآرتس: تصدع في دعم الإنجيليين الأميركيين لإسرائيل بسبب استهد ...
- بابا الفاتيكان يدعو لإنهاء -وحشية الحرب- ووقف العقاب الجماعي ...
- بابا الفاتيكان يدعو لإنهاء -وحشية الحرب- ووقف العقاب الجماعي ...
- تفاصيل خطيرة.. مصر تحبط مخطط -حسم- الإخوانية لإحياء الإرهاب ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ممدوح بيطار - البقاء للأفضل!!!! , تأبين العقل وبقاء الآية والنص