أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هند الصنعاني - من يؤتمن على العرض ... !














المزيد.....

من يؤتمن على العرض ... !


هند الصنعاني

الحوار المتمدن-العدد: 6922 - 2021 / 6 / 8 - 07:52
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



شهدت الأيام الأخيرة ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي عندما قام والد عروس ببادرة مختلفة قوبلت بالاستحسان و الدهشة عند البعض، و خلقت لغطا عند البعض الآخر، فقد رفض هذا السيد تحرير قائمة بالمنقولات الزوجية و كتب مكانها " من يؤتمن على العرض لا يسأل عن المال..." بادرة طيبة بالنسبة للمجتمع المصري، الهدف منها تخفيف الاعباء و دعوة لحسن اختيار الأزواج و الربط بينهم بالمودة و الرحمة لا بالماديات و هو ما ينعكس على المجتمع الذي بدأ يتآكل بالصراعات بين الأزواج.
" من يؤتمن على العرض لا يسأل عن المال.." عبارة نقف عندها، تعني الكثير عند ذلك الأب الذي يقدم اغلى ما لديه لرجل غريب قد يشك او لا يشك في خباياه التي ستظهر حتما بعد العشرة.
هذه المبادرة لا أراها فريدة حتى تحصل هذه الضجة، لأنها مسألة اختيار، ربما غريبة فقط على المجتمع المصري لكنها عادية جدا في معظم الدول العربية لأنها لا تعتبر بندا من بنود الزواج، فهذا البند الذي استغربه انا شخصيا خصوصا انه لا يستخدم لاسترجاع المنقولات عند الطلاق، لكنه غالبا ما يستعمل لحبس الزوج باستعمال الاعيب كثيرة.
الأكيد أن كل اب لا يتمنى ان يلجأ الى هذه الأساليب، و يبقى " الرجل السوي" هو المطمع الذي ينادي به كل اب، لكن يا ترى من هو هذا الرجل السوي، و ما هي صفاته؟!
الرجل السوي، هو ذلك الرجل الخالي من العقد النفسية المدمرة و السامة، هو أيضا ذلك الرجل الذي تتطابق صورته الداخلية و الخارجية، يكون في معظم الأوقات واضحا و صريحا، لا يحب الطرق الملتوية للوصول الى الهدف، غالبا ما يكون متصالحا مع نفسه و متقبلا للغير بكل اختلافاته، يتمتع بمرونة فكرية تجعله قادرا على التواصل بطريقة حضارية، قادرا على استيعاب الصدمات و ادارتها، و ايضا على السيطرة على انفعالاته، يتميز بهدوء نفسي طبيعي، يستطيع رؤية الأمور من زوايا مختلفة بدون تعصب، مقتنع بخطواته و قراراته، قادرا على اكتساب الحكمة و الاستفادة منها من خلال كل التجارب التي مرت عليه، فهل هذه الصفات متواجدة بداخلنا حتى نضمن حياة مستقرة لنا ولأطفالنا؟!.
الجواب...بالطبع لا!، معظمنا شخصيات غير سوية، تأثرت بالعديد من المشاكل و الصراعات و التجارب السلبية، لذلك جل العلاقات الزوجية الحالية تعاني من صراعات تتضخم آثارها حتى اصبحت ظاهرة تستحق الدراسة لأنها تحولت في بعض الأحيان إلى جرائم يهتز لها المجتمع.
اختلفت الحياة، و اختلفت الخلافات أيضا، فالطرفين في عصرنا الحالي لا يتصفان بأهم الصفات و هما الصبر والرضا، هاتان الصفتان كانتا اهم مبدئين عند ابائنا و اجدادنا، ليتحول الخلاف البسيط بسبب العناد الى خلاف هدام لا ينتهي الا بالمحاكم، وتقف المرأة وسط طريق مليء بالالغام بسبب ثغرات القانون، التي تناصر الرجل، و تساهم في تقديم الأطفال ضحية اختيار خاطىء، ويضاف هذا الطفل فيما بعد الى قائمة الرجال المعقدين المدمِرين والمدمَرين و يصبح طابور من "لا يؤتمنون على العرض" أطول و أطول.
الجانب المادي لا يضمن حياة سوية لأحد، لذلك علينا مراعاة نقاطا أخرى أهم من الماديات و " القايمة" والمؤخر ، لنهتم بالتربية السوية لأطفالنا فهم رجال الغد، علينا ان نربيهم على قدسية الحياة الأسرية، ولا نقدم على خطوة الزواج الا و نحن جاهزون معنويا قبل ماديا، و ان نربيهم على الحب و الاحترام و الرضا و القناعة، لكن كل هذا لا يعني اننا نتجاهل الحقوق المادية في حالة الطلاق لأن المحاكم لن تغلق ابدا، لكن علينا ان نطالب بقوانين صارمة و ان يتم تفعيلها أيضا لضمان للزوجة والأطفال كافة الحقوق بدون الجلوس على سلالم المحاكم لسنوات طويلة أو الخضوع للممارسات المهينة التي يلجأ إليها الزوج للانتقام منها واذلالها، حتى نجعل من الطلاق وسيلة للراحة عند الاختلاف لا وسيلة للانتقام و ارتكاب الجرائم وقتها لن نحتاج الى قوائم تهدد حياة الأزواج.



#هند_الصنعاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ...الى جانب التناقض، الرجل العربي يحتاج علاجا نفسيا
- التناقض...صفة الرجل العربي بإمتياز
- ظل حيطة و لا ذل راجل
- الخيانة...هل هي وجهة نظر!!
- جعلوني تريند..!
- المحاربات الورديات و نصف جمالهن..!
- -وراء كل امرأة فاشلة رجل-


المزيد.....




- ألمانيا تلقي القبض على ليبي متهم باغتصاب وتعذيب معتقلات في س ...
- رصدتهما الكاميرا متعانقين.. امرأة تغطي وجهها والرجل يختبئ في ...
- كاميرا في حفل كولد بلاي تضع رجلا وامرأة في ورطة
- حصان يتسبب بمقتل امرأة اثناء عملها
- رئيس تجمع العشائر يتحدث عن مجازر وقطع رؤوس واغتصاب بالسويداء ...
- حيوية في التسعينيات من العمر.. ما سرّ تمتع هذه المرأة بالنشا ...
- رسم -شعر عانة- لامرأة عارية وتوقيع ترامب برسالة عيد ميلاد جي ...
- “هام وعاجل” Link التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الجزائر 2 ...
- “سجلي بسرعة الآن” خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- “800 دينار بعد الزيادة” التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هند الصنعاني - من يؤتمن على العرض ... !