أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - الولاء والبراء , وخطورة الكراهية على المجتمعات.















المزيد.....

الولاء والبراء , وخطورة الكراهية على المجتمعات.


اسكندر أمبروز

الحوار المتمدن-العدد: 6910 - 2021 / 5 / 27 - 16:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هنالك الكثير من السموم المختلفة متخذة أشكالاً عديدة فمنها ما يؤكل ويشرب ومنها ما يتخلل العقول والأفكار كالدين مثلاً...وأخطر أعراض السم الديني هو الكراهية التي تلتهم داخل الشخص , محولة الانسان العاقل الى حيوان ممسوح العقل والانسانية والتفكير.

حيث تبدأ مجتمعاتنا الموبوئة بالإسلام بتعليم وتلقين الكراهية للأطفال منذ نعومة أظفارهم , وحتى ولو لم تكن هذه الكراهية صريحة وواضحة المعالم عن غالبية العوام من الناس , إلّا أنها موجودة على صورة تصرفات وأقوال تزرع في عقل الطفل من بداية حياته , فمن شحن الكراهية العميق ضد اليهود والمقرون بنظريات المؤامرة الرهيبة , الى شحن الكراهية ضد المسيحيين أو أي مخالف ومغاير في العقيدة لبهائم الصحراء , كلها مظاهر معروفة وواضحة لأي شخص يعيش فترة قصيرة في وسط هكذا شعوب.

وطبعاً كل هذا الكره والبغض متأصّل في نصوص دينية صفراء سقيمة , سوائاً بالقرآن أو ما يرادفه من أحاديث وسيرة لصعلوك الصحراء , كلها تؤسس وتساهم بشكل مباشر وغير مباشر في شحن الكراهية الرهيبة الموجودة اليوم لدى بهائم الصحراء تجاه كل من يخالفهم في الفكر والعقيدة.

ولو أضفنا على هذا تأثير خطاب المظلومية ونظريات المؤامرة والشيطنة المستمرّة للآخر , سنصل الى مجتمع مريض نفسياً بكل معنى الكلمة , مستعد للقيام بأي شيء لتفريغ هذا الشحن المستمر من البغض والكره
تجاه الآخرين.

ولنلقي نظرة الآن على تأثير الكراهية على المجتمعات والأفراد , وما الذي يمكن أن يتسبب به هذا المنظور الخطير والفاسد من تخريب وتدمير ونسف للحياة.

⚫فيمكن أن تولّد الكراهية المزيد من المشاعر السلبية و يمكن أن تؤثر على العلاقات الشخصية والمهنية , والكراهية تغير الكيمياء في الدماغ حيث تحفز المنطقة في الدماغ المسؤولة عن تخطيط وتنفيذ الحركة (القشرة الحركية) , حيث يؤدي هذا إلى إثارة العدوان مع الشعور بالكراهية للدفاع أو الهجوم.

ويؤدي هذا أيضًا إلى استجابات "القتال أو الهروب" ويزيد من مستويات هرمونين: الكورتيزول والأدرينالين واللذان يتسببان في زيادة الوزن والأرق والقلق والاكتئاب والأمراض المزمنة. حيث تدفع الكراهية العقل أيضًا لمحاولة التنبؤ بما قد يفعله الشخص المكروه كآلية للدفاع وهذا يؤدي إلى المزيد من القلق والأرق والتفكير الوسواسي والبارانويا , مما يؤثر على الصحة العقلية بشكل عام.

وتؤثر الكراهية سلبًا على الجهاز العصبي وجهاز المناعة والغدد الصماء. تؤدي المشاعر الشديدة إلى إفراز هرمونات التوتر في الدماغ , وبمرور الوقت تؤدي هرمونات التوتر هذه إلى زيادة الالتهاب في جميع أنحاء الجسم , مما يؤدي إلى عواقب صحية كبيرة. فكلما ازدادت حدة المشاعر , زادت الحاجة الجسدية لاحتوائها , والتمسك بالكراهية مرهقٌ للغاية حيث يسبب بانقباض لا إرادي في الفك , وطحن الأسنان . وشد العضلات والأعصاب. (1)

--------------------------------------------------------------------------------------------

⚫تحت الكراهية غالبًا ما يقبع هناك شعور عميق بالخوف وانعدام الأمن تخفيه الكراهية , والأشخاص الذين يكرهون الآخرين ويقنعون غيرهم بالكراهية يحاولون تعزيز قيمتهم الذاتية لتجنب مواجهة نقاط ضعفهم , لأن الاستمرار في الكراهية هو وسيلة لعدم التعامل أو تجنب هذه المشاعر الكامنة وعقد النقص الخطيرة.

وقد يواجه الشخص غير القادر على التعامل مع كرههم مشكلة في الانسجام مع الآخرين ويمكن أن يتسبب ذلك في مشاكل لهم في حياتهم. قد يكافحون من أجل الحفاظ على العلاقات أو ينتهي بهم الأمر بفقدان وظائفهم بسبب الصراع اللفظي والبدني مع الآخرين. والأسوأ من ذلك أنهم قد يصبحون مسيئين لفظيًا أو جسديًا وفي بعض الحالات يخططون لحوادث عنيفة أو لإيذاء الناس.(2)

--------------------------------------------------------------------------------------------

وبعد هذا التحليل المتواضع لنفسية الكارهين والحاقدين , وتوضيح أثر الكراهية على الكاره ذاته قبل الأشخاص المحيطين به , دعونا نسقط هذه الحقائق على مجتمعاتنا التي تعاني من هذه المصيبة المتجذّرة في معتقداتهم الدينية الداعشية...

فلو أُتيح المجال لكل هذه السلبيات والأمراض النفسية والعقلية لِتُتَرجِم ذاتها على الأرض , سنصل الى نتيجة مشابهة تماماً لما يحصل في الشرق الأوسط , ولِما حصل سابقاً في العالم من جرائم حرب وقتل وسبي ونهب تحت ظل الكراهية الاسلامية للبشرية , فالاقتتال السني الشيعي , والاسلامي ضد كل مخالف ومغاير في العقيدة , والحروب والغزوات والاحتلال والطمس الحضاري والثقافي لكل ماهو مخالف أيضاً , كلّها نتائج حتمية للمعضلة الأساسية ألا وهي الكراهية الاسلامية للآخرين.

ولكم أن تتخيلوا معي وفي ضوء التحليل السابق لنفسية الكارهين , وضع بهيم الصحراء المسكين في أوربا والغرب عموماً , حيث يعتبر نفسه محاط بالأعداء دون أي تبرير منطقي لتلك العداوة , ويشعر بكل تلك المصائب والأمراض النفسية المذكورة بشكل مستمر , دافعة إياه للقيام بالعمليات الارهابية والجرائم الداعشية التي يقترفها أتباع هذا الدين الفاجر ليل نهار.

ولا تخلو الأديان الأُخرى من هذا الكره تجاه من يخالفها طبعاً , ولكن وعلى حد علمي المتواضع , لم أشهد أي عقيدة أو دين يقنن ويزرع ويشحن ويؤصّل للكراهية بهذه الطريقة الممنهجة والمنصوص عليها في كتب دينية أو مانيفستو داعشي قذر كالقرآن...

فلا مشابه لهذا الفكر السقيم سوى النازية والفاشية والعنصرية العرقية , ولكن ولو ركزنا في نصوص دين بهائم الصحراء ونتائج تلك النصوص على مرّ العصور , سنجدها الأكثر فاعلية وفساداً من حيث الكم والنوع على مر التاريخ.

--------------------------------------------------------------------------------------------

المصادر : (1) https://www.medicinenet.com/why_do_people_hate/article.htm
(2)
https://www.serenitymaliburehab.com/mental-health-effects-of-hate/
https://psychmatters.co.za/hatred-hurts/



#اسكندر_أمبروز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران بين ماض فارسي عريق , وحاضر اسلامي دَنِيء...
- وهل كان ستالين ملحداً ؟ نظرة في الديانة الستالينية.
- حل القضية الفلسطينية باختصار.


المزيد.....




- “TV Toyour Eljanah”‏ اضبطها حالا وفرح عيالك.. تردد قناة طيور ...
- إنشاء -جيش- للشتات اليهودي بدعم من كيان الاحتلال في فرنسا
- بينهم 5 أمريكيين.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل سبعة يهود حاولوا ...
- اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ممتعة لاحلي اغ ...
- لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا ...
- -باسم يوسف- يهاجم -إيلون ماسك- بشراسة ..ما السبب؟
- إسرائيل تغتال قياديا بارزا في -الجماعة الإسلامية- بلبنان
- -بعد استعمال الإسلام انكشف قناع جديد-.. مقتدى الصدر يعلق على ...
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة الجديد الحديث على القم ...
- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - الولاء والبراء , وخطورة الكراهية على المجتمعات.