أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مصطفى بنصالح - عن مناهضة التطبيع وسبل التضامن مع الشعب الفلسطيني














المزيد.....

عن مناهضة التطبيع وسبل التضامن مع الشعب الفلسطيني


مصطفى بنصالح

الحوار المتمدن-العدد: 6910 - 2021 / 5 / 27 - 00:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


في خضم المجزرة الرهيبة التي عاشها ويعيشها الشعب الفلسطيني دفاعا عن أرضه ووطنه المغتصب، انخرطت جماهير شعبنا خلال هذه الأيام في العديد من الوقفات والاحتجاجات تجسيدا للتضامن مع الشعب الفلسطيني المقاوم والبطل.
لقد جسدت الجماهير المغربية، وكما هي العادة عبر عشرات السنين، موقفها الثابت والمبدئي من القضية الفلسطينية، محتضنة إياها باعتبارها قضية وطنية لا تقبل المساومة أو المتاجرة أو التوظيف الانتهازي.. وهو الشيء الذي أثارنا في مجموع الوقفات التي انخرطنا فيها بكل حماس ومبدئية كجمعية مناضلة أطاك ترفض التنازل والمساومة والتمييع..الخ,
ولا يخفى على أي من المناضلين التقدميين المغاربة الرجال والنساء، الشباب والشيوخ.. وجود إطار جماهيري سهر على تنظيم وتجسيد هذا التضامن لسنوات عدة قبل أن يصيبه التلف نتيجة لمواقفه الانتظارية والمهادنة والاستسلامية..الخ، ولا غرابة كذلك أن تطفوا على وجه الساحة حركات سياسية رجعية لكنها معارضة للنظام القائم، تعمل بكل ما لديها من خسة وجهد على اختراق الحركة الجماهيرية، وبشكل خاص ما يتعلق بالقضية الفلسطينية حيث كانت أسهل الطرق لهذا الاختراق تتمثل في رفع هذه الراية وادعاء المساندة ونصرة القدس والأقصى..إلخ، باعتبار أن القضية في رأي هذه الاتجاهات قضية إسلامية، تعني جميع مسلمي العالم، وترتبط بحماية الأماكن التاريخية المقدسة.. وهو الشيء الذي لم نتهاون في صده وفضحه في كل المناسبات باعتباره سلوكا انتهازيا يشوه القضية ويقلص من آفاقها التورية.. اتجاهات لا تسعى لتحرر الشعب الفلسطيني من براثن الاستعمار والامبريالية وضغط اللوبيات الرجعية العربية.. بل تعمل جاهدة على تكريس الأوضاع وتعطيل المسيرة التحررية في فلسطين وفي كافة الأقطار العربية والمغاربية.
وعلاقة بهذا وبما يجري على الساحة المغربية، وعلى الأخص داخل الوسط التقدمي والديمقراطي، نطرح أكثر من سؤال وتساؤل حول هذه المبادرة الغريبة والعجيبة التي على إثرها برز هذا المولود الهجين المسمى "الجبهة المغربية لمناهضة التطبيع" والملفوف بالقضية الفلسطينية وبدعم نضالات الشعب الفلسطيني.
غرابة هذا الإطار تكمن في تشكيلته وفي طبيعة مكوناته والذي يتميز بكونه خليط يجمع ما بين اليسار التقدمي وبين اليمين الظلامي الرجعي، تحت يافطة واحدة تدّعي نصرة الشعب الفلسطيني ودعم نضالاته.. من جانبنا كرأي وكوجهة نظر مؤيدة للحق في الاحتجاج واكتساح الشوارع دفاعا عن هذا الحق وصيانة للديمقراطية وحرية التعبير، لا يمنعنا من إبداء ملاحظاتنا حول هذا الانزلاق الخطير الذي يهدد مسار الحركة الجماهيرية وما ترتبط به من قضايا نبيلة ومصيرية، وهو الشيء الذي لمسناه خلال الوقفة التضامنية مع الشعب الفلسطيني التي دعا لها هذا الإطار، إلى جانب إطارات أخرى مستقلة عنه، حيث طفت للسطح من جديد، شعارات لا تتناسب مع القضية الفلسطينية ومع مشروعها الاستراتيجي من أجل بناء الدولة الديمقراطية العلمانية بغض النظر عن المعتقدات المختلفة لكافة الشعب الفلسطيني..
إذن من الغريب أن تصدر عن مثل هذه التظاهرات، التي تضم في صفوفها عناصر ذات الباع الطويل في المجال "الحقوقي" والديمقراطي، وفي الدفاع عن الحق في الاختلاف وحرية المعتقد، شعارات عنصرية عدوانية من قبيل "خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سيعود".. دون أن تثير أي رد فعل من هراطقة "النضال الحقوقي"، الذي يرفض على ما نعتقد، هذا التمييز على أساس المعتقدات الدينية.
فالتنازلات السياسية والفكرية والمبدئية، التي يقدمها البعض الذي استبدل الشعارات الثورية الوطنية والقومية بقراءة "الفاتحة" وبرفع شعار "خيبر خيبر.. " وأخرى مثيلة لها.. لا يوجد ما يبررها بأي شكل من الأشكال، إن لم تكن دقت الناقوس وطرحت السؤال عن مدى أهلية هؤلاء الانتهازيين المنبطحين، في الدفاع عن الديمقراطية والحق في الاختلاف والتعايش السلمي في ما بين المواطنين الحاملين لمختلف المذاهب والمعتقدات والأديان..
لقد رسبتم مرة أخرى في الامتحان، وفشلتم فيما تروجون له من جدوى التنسيق والتحالف مع هذه القوى الرجعية والظلامية، التي ستحولكم إلى يسار ذيلي ممسوخ ومنعدم الهوية، يسار يتضرع إلى السماء يتلو "الفاتحة" بتخشع كاذب ومنافق، عسى أن يكسب عبر هذا السلوك ود الجماهير الحاضرة وبعض الأصوات الناخبة.
لقد علمتنا القضية الفلسطينية منذ عقود أن أصحاب الأرض عرب مسلمين ومسيحيين ويهود وآخرين...وأن الصهيونية و الاستعمار الامبريالي هي من حاولت توظيف يهود العالم الذين لا علاقة لهم أصلا بالأرض الفلسطينية، ومن خلال هذا المشروع الاستيطاني عمل الصهاينة جاهدين على إقلاع سكان الأرض الفلسطينية الأصليين وتعويضهم بمهاجرين يهود وصهاينة تم استقدامهم من جميع بقاع العالم.. وهو الشيء الذي ما زال يرفضه جمهور كبير من يهود العالم بمن فيهم الحاخامات رجال الدين، وهي معلومة لا يجهلها أشباه التقدميين وموظفي الجمعيات الحقوقية المغربية.
فكفانا من التزييف والتضليل، كفانا من التوظيف الجبان لقضايانا الوطنية والمصيرية، كفانا من التشويه الخسيس لحركة النضال الجماهيري المبدئية، فلسنا فئران تجارب، فإما أن نكون مناصرين حقيقيين ومبدئيين للقضية الفلسطينية باعتبارها قضيتنا الأولى، أي بالشكل الذي تنتصر فيه الثورة الفلسطينية على عدوها الصهيوني الغاشم وتقيم دولتها الديمقراطية العلمانية فوق كامل التراب الفلسطيني الذي يتسع لجميع العرب الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين ويهود، فإما هذا، وإما أن تعلنوا صراحة عن استقالتكم من الصف التقدمي الديمقراطي الذي لا يقبل بتاتا بهكذا حربائية وانتهازية في قضايا مصيرية تقتضي الوضوح والمبدئية كما هو الشأن بالنسبة لقضيتنا الوطنية الأولى، القضية الفلسطينية.

24 ماي 2021



#مصطفى_بنصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بناء الاتحاد الطلابي إوطم مهمة نضالية وليست صفقة حزبية..
- صيحة لا معنى لها طبقيا
- 24 يناير التاريخ والذكرى
- التفاتة محتشمة صوب الفقراء
- انتفاضة طلابية تستحق الإشادة والدعم اللازمين
- التذكير بشهداء الطلبة القاعديين واجب نضالي أكيد
- حيُّوا -النضال المستمر-.. والصيد في الماء العكر!
- رسالة إلى -رفيق- حول مهامنا النضالية والتنظيمية وسط الحركة ا ...
- أزمة النضال الطلابي وأسطورة -البرنامج المرحلي-
- عن مهام الحركة الطلابية المغربية وفي نقد أسطورة -البرنامج ال ...
- عودة لموضوع النضال الطلابي وأسطورة -البرنامج المرحلي-
- رأي في بعض الإشكاليات النظرية ذات الارتباط بالحركة الطلابية
- مسيرة احتجاجية موضوعها مقر..
- خيانة للشهداء وللتاريخ المشرق للاتحاد
- الاتحاد الوطني لطلبة المغرب والمعركة بالنيابة للدفاع عن مقره ...
- من شعار -العنف الثوري- إلى شعار -الإنكار الثوري- الصريح!
- في جذور العنف وسط الساحة الطلابية المغربية
- بعيدا عن الديمقراطية.. وعدوا للقاعدية.. وضد شيماء!
- دفاعا عن خط الوحدة والاتحاد
- حول أوضاع الحركة الطلابية في المغرب، ومهام الوحدة..


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مصطفى بنصالح - عن مناهضة التطبيع وسبل التضامن مع الشعب الفلسطيني