إيران بين ماض فارسي عريق , وحاضر اسلامي دَنِيء...

اسكندر أمبروز

الحوار المتمدن-العدد: 6909 - 2021 / 5 / 26 - 23:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لا يخفى على أحد اليوم واقع ايران الرديء , فبعد الثورة الاسلامية السقيمة التي حصلت في الثمانينات من القرن الماضي بدأت بلاد فارس بالتحول الى دولة دينية استبدادية منحطة , بعد أن بدأت بالصعود على سلّم التطور والحضارة والتقدم.
فالشاه محمد رضا بهلوي في رأييي كاد ليكون أتاتورك ايران , لولا ارتكابه بعض الحماقات السياسية والأخطاء الاستراتيجية التي أطاحت به وبحكمه , وتلك الأخطاء جائت بنظام الخميني والاسلاميين البهائم , والذين لا يزالون قابعين على صدور الأمّة الفارسية طامسين لحضارة عريقة لا يمكن اختصار الثناء عليها ببعض الكلمات !!
ولكن اليكم بعض الحقائق عن تلك الامراطورية القديمة , ولكم أن تستنتجوا ما يرادفها من واقع ايران اليوم , لنقارن معاً ولنرى اثر الدين السلبي وكيف حوّل شعباً عظيماً الى ثلّة من البهائم والقطعان المنعدمة الفكر والانسانية.
------------------------------------------------------------------------------
⚫ أول قانون لحقوق الانسان في التاريخ.
خضعت بلاد فارس لحكم 3 عائلات أو امبراطوريات فارسية على مر تاريخها وهي الامبراطورية الاخمينية , والامبراطورية الفرثية (بارثيا) , والامبراطورية الساسانية , حيث سنركز على المبراطورية الاخمينية أولى الامبراطوريات وأعظمها...
وأوّل انجاز منقطع النظير قام به الفرس هو صك قوانين تضمن حقوقاً تشبه الى حد كبير قوانين حقوق الانسان الحالية , ففي عام 539 قبل الميلاد. تم إنشاء الميثاق , المسجل على شكل أسطوانة , بأمر من الملك سايروس العظيم - مؤسس الإمبراطورية الفارسية.
حيث تحتوي على المفاهيم المألوفة لأي شخص يقرأ ميثاق حقوق الإنسان اليوم , كالمساواة لجميع الأعراق واللغات والأديان.
⚫ اخترعو برّادات لحفظ المحاصيل.
بالطبع لم تخترع الإمبراطورية الفارسية الثلاجات البيضاء الضخمة التي تنتجها LG والتي نستخدمها اليوم. ومع ذلك , كانت تقنيتهم المعروفة باسم (يخجال , أي غرفة الثلج) مفيدة جدًا في الحفاظ على الطعام.
ففي جوهرها ، كانت عبارة عن غرف كبيرة تحت الأرض. تجمع الرياح , مسقوفة بالطوب المقاوم للحرارة في الأعلى , والتي حافظت على الطعام خلال فصل الصيف الفارسي الحار.
⚫ قناة السويس الأولى.
أو قناة الفراعنة كما كانت معروفة آنذاك , قام ببنائها الإمبراطور الفارسي داريوس الأول حوالي 500 قبل الميلاد. والتي حُفرت عبر طريق مختلف عن القناة الحديثة حيث بدأت من البحر الأحمر باتجاه دلتا النيل عبر البحيرات المرة إلى البحر الأبيض المتوسط. وظلت القناة قيد الاستخدام حتى القرن الثامن الميلادي.
⚫ تحرير العبيد.
رغم أن الاستعباد كان من الأمور المنتشرة بشكل كبير في العالم القديم , إلّا أن الامبراطور سايروس العظيم سار بعكس التيّار في ذلك الوقت , حيث يشهد له التاريخ بتحريره للعبيد في بابل ومصر. حيث ومن بعده ظلّ الاستعباد من الأمور النشاز في المجتمع الفارسي , وظلّ حكراً على بعض الزوايا المنعزلة في الامبراطورية الفارسية حيث لم يتم تقنينه لا بل تمت محاربته من قبل الفرس إدارة وشعباً.
⚫ مكانة النساء.
كان المجتمع الفارسي من أفضل المجتمعات من حيث معاملته للنساء , فلم تحظ النساء في بلاد فارس القديمة باحترام كبير فحسب , بل اعتبرت متساوية مع الذكور.حيث كان بإمكان النساء امتلاك الأراض , وإدارة الأعمال , والحصول على أجر متساو مع أي رجل , والسفر بحرية بمفردهن , وفي حالة النساء المَلَكِيات , كُن يَقُدن اجتماعات خاصة بشأن السياسة والحكم.
وكانت أيضاً الملكة أرتميسيا من هاليكارناسوس (وهي دولة يونانية تحت الحكم الفارسي) أحد أهم مستشاري الملك زيركسيس , حيث قادت سفينتها الخاصة في معركة سلاميس وأفعالها وبطولاتها دفعت زركسيس للقول "لقد أصبح رجالي نسائاً ونسائي رجالاً." بعد خسارة جنرالاته الرجال لعدة معارك في ظل انتصارات أرتميسيا المتتالية.
------------------------------------------------------------------------------
وختاماً , لكم أن تقارنو أعزائي بين كل هذه الأمور المذكورة وبين واقع ايران الاسلامي اليوم... وهذه الحقائق هي معلومات عامة , ولمن أراد التعرف على هذه الإمبراطورية والتاريخ الفارسي القديم بشكل أعمق أنصحه بقراءة هذه الكتب...
-Ancient Persia: A Concise History of the Achaemenid Empire
-The Persian Empire: A Captivating Guide to the History of Persia
-Shadows in the Desert: Ancient Persia at War

#اسكندر_أمبروز (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات