أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - المواجهات في حي الشيخ جراح مجرد حلقة من صراع ممتد منذ مائة عام















المزيد.....

المواجهات في حي الشيخ جراح مجرد حلقة من صراع ممتد منذ مائة عام


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 6892 - 2021 / 5 / 8 - 00:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما يجري في القدس وفي حي الشيخ جراح من محاولات للاستيلاء على مساكن الفلسطينيين أصحاب الأرض الاصليين وطردهم منها ليحل محلهم المستوطنون اليهود المجلوبون من كل بقاع الأرض لا يخرج عن سياق ما يجري في مدينة الخليل وخصوصا في البلدة القديمة وفي الحرم الإبراهيمي وفي مدينة نابلس وفي وحول قبر النبي يوسف وفي منطقة الأغوار والمنطقة ج في الضفة التي تشكل 60% من مساحة الضفة الغربية وبناء جدار الفصل، ولا ينفصل عن مشروع كنج 1967 في الجليل ومشروع أو مخطط برافر في النقب 20113، ومئات مشاريع الاستيطان التي لم تتوقف منذ تأسيس المستوطنة الأولى (مكفا إسرائيل) في لواء القدس عام 1870. كلها حلقات من مشروع صهيوني متواصل منذ التأسيس النظري له في المؤتمر الصهيوني الأول 1897 ووعد بلفور 1917 إلى بداية التأسيس العملي مع قيام دولة الكيان على إثر حرب 1948 وهو مشروع لم يكتمل حتى الآن من وجهة نظر الصهاينة .
المواجهات بين سكان الأرض الأصليين في القدس والشيخ جراح والنقب والجليل وحيفا ويافا الخ من جانب، والمستوطنين وجيش الاحتلال من جانب آخر هي حلقة من مسلسل حرب وصراع متواصلين منذ الصدامات الأولى في القدس مع هبة البراق 1929 مرورا بثورة 1936 ثم نكبة 1948 التي شردت 80% من الفلسطينيين سكان البلاد الأصليين وما صاحبها وتبعها من مصادرة أراضي الفلسطينيين داخل الخط الاخضر ومجازر لم تتوقف منذ مجزرة دير ياسين والطنطورة وغزة، بالإضافة إلى الحروب العربية الإسرائيلية 1948 ،1967 ، 1973، والمواجهات المسلحة بين الثورة الفلسطينية التي انطلقت في منتصف الستينيات ودولة الكيان الصهيوني، والمواجهات المتواصلة داخل فلسطين مع الاحتلال سواء بالأعمال الفدائية المتعددة الأشكال سواء مسلحة أو بالمسيرات والمظاهرات أو بالدهس والطعن ،أو من خلال الانتفاضات الشاملة 1987 و200 ، أو المواجهات وموجات العدوان على قطاع غزة، هذا بالإضافة إلى المعارك والمواجهات السياسية والدبلوماسية.
صحيح، بعد توقيع مصر 1979 والاردن 1994 لاتفاقات سلام مع إسرائيل ثم موجة التطبيع الأخيرة مع الإمارات والبحرين وعُمان والسودان والمغرب لم يعد الصراع عربياً إسرائيلياَ، على الأقل رسمياً، وصحيح أيضاً أن منظمة التحرير الفلسطينية أبرمت اتفاقية أوسلو كأساس لتسوية سياسية كما كانت تراهن واعترفت بإسرائيل، كما أن حركة حماس وقعت اتفاقية هدنة واوقفت المقاومة، ولكن هذا لا يعني نهاية الحرب والصراع لأن الطرف الرئيس في الصراع والمستهدَف من المشروع الصهيوني هو الشعب الفلسطيني الذي لم يستسلم أو يتنازل عن حقوقه الوطنية المشروعة، والكيان الصهيوني يعرف حقيقة أنه سيستمر في حالة حرب وصراع ما دام لم يتم التوصل لتسوية سياسية مرضية للفلسطينيين.
المواجهات في حي الشيخ جراح وفي القدس وبقية الأراضي المحتلة ليست بسبب خلاف قانوني على ملكية بعض البيوت كما تروج دولة الكيان الصهيوني بل تندرج في سياق النضال الفلسطيني المتواصل والممتد طوال مائة عام في مواجهة مشروع احتلال استيطاني إجلإئي متدرج، يبدا بالاحتلال ثم الاستيطان فإجلاء السكان الاأصليين فالضم، والفلسطينيون الذين يواجهون جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين لا يدافعون فقط عن بيوتهم واراضيهم بل إن نضالهم جزء من النضال الوطني الشامل في مواجهة مشروع صهيوني عدواني لن يتوقف إلا عندما تُطبق دولة الكيان على كامل أرض فلسطين من البحر إلى النهر كما يصرح قادة الاحتلال.
من المؤسف أن ردة الفعل الدولية على ما يجري في القدس والشيخ جراح لم تتجاوز الإدانات لإسرائيل كما جرت العادة بالرغم أن الأمم المتحدة ما زالت تعتبر القدس الشرقية جزءاً من الأراضي المحتلة التي لا يجوز لدولة الاحتلال تغيير معالمها أو نقل سكانها أو تهجيرهم، كما أنه من المؤسف والمُعيب أن ما يجري في القدس لم يحرك ساكناً عند العرب والمسلمين لا رسمياً ولا شعبياً، ولكن من المثير للغضب أن التعامل الرسمي والحزبي الفلسطيني لا يرتقي حتى الآن لمستوى خطورة ما يجري بحيث كان الانشغال بالانتخابات وإشكال تأجيلها أكثر من الاهتمام بما يجري في القدس.
السلطة الفلسطينية أكتفت بالتوجه للأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية لإدانة ما يجري في القدس والشيخ جراح كما هي العادة مع كل سلوك عدواني صهيوني كالاستيطان وبناء جدار الفصل أو لإدانة العدوان على غزة أو ضم القدس، كما أن حركة حماس وفصائل المقاومة الأخرى تكتفي بالتنديد والتهديد وبإطلاق صواريخ عبثية بالكاد تتجاوز حدود قطاع غزة، بينما عندما اغتال جيش الاحلال القائد القسامي أحمد الجعبري في الرابع عشر من نوفمبر 2012 اندلعت حرباً أطلقت عليها المقاومة اسم "معركة حجارة السجيل " وامتدت لثمانية أيام شاركت فيها كل الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وفيها وصلت صواريخ المقاومة لتل أبيب والقدس ومدن أخرى وسقط في الحرب 191 شهيداً وحوالي 1400 جريحا، وعندما اغتالت إسرائيل في فجر الحادي عشر من نوفمبر 2019 القيادي في الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا ردت حركة الجهاد مباشرة وبقرار منفرد منها وأطلقت عشرات الصواريخ على مواقع ومدن إسرائيلية منها تل ابيب وردت إسرائيل بقصف عدة مواقع في غزة وسقط عشرات القتلى والجرحى .!!!
نقدر ونثمن ونعتز ببطولات أهلنا في القدس والشيخ جراح ولكن يجب ألا نُحملهم أكثر من طاقتهم، و إن استمر الموقف الرسمي والفصائلي على ما هو عليه مكتفيا بالتنديد وإصدار البيانات ومناشدة دول العالم بالتدخل لردع إسرائيل، وإن استمرت عملية تجزئة وتفتيت المشهد السياسي وحرف الصراع عن النقطة المركزية وهو الاحتلال الذي بدأ عام 1948 ، وإذا استمرت النخب السياسية منشغلة بقضايا جانبية كالتسوية السياسية وأوهام حل الدولتين والانقسام والانتخابات والصراع على السلطة.... فإن إسرائيل لن تكسب معركة حي الشيخ جراح فقط بل ستحقق كامل مشروعها الصهيوني على أرض فلسطين.
ليس في قولنا هذا تقليل من شأن بطولات أهلنا في القدس وفي كل مواقع الاشتباك مع العدو كما أنها ليست دعوة للتشاؤم والاحباط وتثبيط همة الشعب، بل التحذير مما يخطط له الاحتلال، فسياسته باتت واضحة وهي تصعيد وهجوم ثم تراجع تكتيكي لامتصاص حالة الغضب المحلي والدولي بعد أن يكون حقق بعض أهدافه ثم هجوم جديد فتراجع تكتيكي وهلم جرا.
وأخيراً، إن لم يكن وظيفة السلطة/ السلطان في غزة والضفة ووظيفة الفصائل والأحزاب التي تحمل مسميات التحرير والجهاد والمقاومة تحرير فلسطين ووقف العدوان على شعبنا فما مبرر وجودها ؟.

[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تحولت الانتخابات الفلسطينية إلى إشكال؟
- جدال بين ثوري وسلطوي
- وداعاً عز الدين المناصرة
- لماذا (إسرائيل) الأكثر استقراراً وتطوراً في الشرق الأوسط؟
- من وحي كتاب (الصراع في إسرائيل)
- دلالات مشاركة الأسرى الفلسطينيين في الانتخابات العامة
- حوارات الفلسطينيين في القاهرة :تحديات وتساؤلات
- حتى لا يرتد سلاح المقاومة على الشعب
- العدو يذكرنا إن نسينا أو تناسينا
- الملتقى الوطني الديمقراطي الفلسطيني
- فوضى (الربيع العربي) تطبيق للجيل الرابع للحروب
- تعريف الانقسام الفلسطيني: وفرص وسيناريوهات انهائه
- حركة فتح في مواجهة تحديات غير مسبوقة
- ما الذي جرى في لقاء الفصائل الفلسطينية في القاهرة؟
- العلاقات المغربية الفلسطينية: مقاربة سسيوتاريخية
- انتخابات فلسطينية مثيرة للقلق
- المشكلة في أمريكا وليس في رئيسها
- تساؤلات حول الانتخابات الفلسطينية
- آفة العدمية السياسية في العالم العربي
- الأفتراء على منظمة التحرير الفلسطينية


المزيد.....




- مصدردبلوماسي إسرائيلي: أين بايدن؟ لماذا هو هادئ بينما من ال ...
- هاشتاغ -الغرب يدعم الشذوذ- يتصدر منصة -إكس- في العراق بعد بي ...
- رواية -قناع بلون السماء- لأسير فلسطيني تفوز بالجائزة العالمي ...
- رواية لسجين فلسطيني لدى إسرائيل تفوز بجائزة -بوكر- العربية
- الدوري الألماني: هبوط دارمشتات وشبح الهبوط يلاحق كولن وماينز ...
- الشرطة الأمريكية تعتقل المرشحة الرئاسية جيل ستاين في احتجاجا ...
- البيت الأبيض يكشف موقف بايدن من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ف ...
- السياسيون الفرنسيون ينتقدون تصريحات ماكرون حول استخدام الأسل ...
- هل ينجح نتنياهو بمنع صدور مذكرة للجنائية الدولية باعتقاله؟
- أنقرة: روسيا أنقذت تركيا من أزمة الطاقة التي عصفت بالغرب


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - المواجهات في حي الشيخ جراح مجرد حلقة من صراع ممتد منذ مائة عام