أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عماد عزوز - النظام السوري؛ هل نسمع قرقعة ولانرى طحينا














المزيد.....

النظام السوري؛ هل نسمع قرقعة ولانرى طحينا


عماد عزوز

الحوار المتمدن-العدد: 1632 - 2006 / 8 / 4 - 05:23
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بينما تدور الحرب رحاها في لبنان وتحرق الأخضر واليابس في معركة شرسة بين عدو لايعرف سوى لغة القتل والموت وبين مقاومة مستعدة للموت في سبيل الدفاع عن وطنها وشرفها, بينما يحدث هذا في لبنان فان الصورة تبدو للمراقب محيرة عند الجارة سوريا من حيث فهم مواقف وتكتيكات النظام السوري اتجاه هذه الحرب , فحيث يرى البعض أن النظام في سوريا ترك حليفه حزب الله وحيدا يجابه أقوى دولة في المنطقة , يرى البعض الآخر أن النظام السوري لايزال ينتظر اللحظة المناسبة للحرب , تلك اللحظة التي انتظرها ولازال ينتظرها منذ وقت طويل . وحيث يرى البعض أن تعقد الوضع العربي والدولي قد تجعل التدخل السوري في الحرب يقود الى مجازر أكبر وضحايا أكثر ,وبالتالي يكون هذا النظام حكيما بقدر ابتعاده عن الحرب حتى لايورط نفسه بحرب تشعل المنطقة كلها , فان البعض الآخر يرى أن النظام نفسه ـ وبمساندة ايران ـ من خطط وأعطى الضوء الأخضر لحزب الله وذلك بهدف خربططة أوراق اللعبة بعد أن وصلت الأمور الى طريق لاتخدم مصالحه. وبغض النظر عن تعدد الآراء والمبررات لهذه الجهة أو تلك , كيف تبدو الأمور بالنسبة للنظام السوري نفسه
منذ استلام الأسد الأب السلطة عام 1970 اعتمد اسلوبا في الحكم يقضي الزئبقية وعدم الوضوح في مسائل عديدة في الداخل والخارج , بحيث يمكنه ذلك التراجع عن موقف قد يأخذه ان اضطره الأمر ، وليترك الآخرون يغوصون في نظريات التأويل ومشتقاتها , وبحيث يساعده ذلك على مد خيوطه للأطراف الأخرى المتحالفة والمتصارعة معه , وبالتالي يوصل مايريد ويقطع مايريد منها عند اللزوم , ولقد نجح بذلك نجاحا مكنه الاستمرار في الحكم فترة طويلة دون مشاكل أو عقبات كبيرة , نجح في لبنان بعد دخوله لدعم اليمين ومن ثم انتقاله لدعم اليسار , نجح أيضا في العراق قبل وأثناء تحرير الكويت , كما نجح في الداخل بتحييده شرائح لابأس بها من الأحزاب والحركات السياسية بعد قمع وتصفية من عارضه .
بالطبع كانت مساحة اللعب المتاحة للأب أكبر بكثير من المساحة المتاحة للابن , وذلك ليس بسبب عامل الخبرة بين الأب والابن فقط , وانما بفعل تغير الظروف المحيطة أيضا , سواء لجهة الوتيرة السريعة للأحداث , أو لجهة اضطراره أخذ مواقف يجبره الآخر عليها ـ كما حدث مثلا مع لبنان والقرار 1995 ـ
في الحرب التي مازلنا نشهد أحداثها يحاول النظام السوري اتباع نفس الأسلوب القديم حتى آخر لحظة متاحة له , فعند مشاهدة الاعلام السوري يتخيل للمرء أن الحرب تقع في سوريا وليس في لبنان وأنها هي من تحارب وليس طرفا آخر , لابل ان الآخرين من العرب من خذلوها هي وليس حزب الله, من جهة اخرى نسمع الشائعات التي تؤكد استمرار تقديم هذا النظام العروض الكثيرة للطرف الآخر المعادي على أنه مستعد للتعاون ضد الارهاب في لبنان , وعلى أنه مستعد لتسوية الأزمة اللبنانية ان أخذت مصالحه بعين الاعتبار , وعلى أنه لن يحارب اسرائيل ان لم تضرب اراضيه , وهذا ما حذا الطرف الاسرائيلي بارسال رسالة سريعة أنه ليس بوارد ضرب أراضيه . وهكذا برر هذا النظام لنفسه وللآخرين , أن اسرائيل لم تدعه يشارك في الحرب, رغم نواياه الطيبة
مايهم النظام الآن هو كيف يحتفظ بحزب الله كورقة مهمة في يده, يلعب بها وعليها وذلك حسب مصالحه , هو يريد اللعب بالاوراق وأمريكا والآخرون يريدون حرقها تماما . النظام يراهن على التعادل السلبي بين اسرائيل وحزب الله , بحيث ينظر اليه أنه الطرف الوحيد الذي يسوي المشكلة , هو يدرك تماما أنها الورقة الأخيرة التي يملكها للمساومة لذلك سيحاول اللعب بها جيدا دون بطاقة صفراء أو حمراء , مع محاولة اقناع المجتمع الدولي أن مايطلبه هذه المرة ليس بالكثير , فقط أن يتركوا نظامه السياسي يعيش بهدوء بعد أن يطوى ملف اغتيال الحريري ,وملفات أخرى تكون عائقا في طريق مستقبله,فهل ينجح في ذلك ؟وسط الاعتقاد السائد أن موقف النظام هو الأضعف حتى الآن بعد الاصرار الأمريكي والاسرائيلي على اعطائه البطاقة الحمراء وبعد التجاهل الأوربي وحتى العربي الرسمي لاسيما السعودية ومصر والأردن, الدول صاحبة الدبلوماسية النشيطة في هذه الأزمة , لابل هناك ضغوط ستمارس عليه قريبا ليترك لبنان بحاله بعد أن يحدد موقفه من مزارع شبعا التي لانعرف موقف النظام منها ,هل هي لبنانية أم سورية ؟ وان صحت الشائعات أن النظام سيقول أنها اراض سورية فانه يكون وقتها قد خذل حزب الله بعد أن ورطه وخدعه طوال هذه السنين .
هل ينجح في ذلك ؟ لانعرف , لكن مانعرفه أنه ومع اقتراب الوقت الذي يجد فيه الخاسر الأكبر بعد أن يجد نفسه خارج اللعبة سيكون مضطرا لايجاد مبررات وأشكال أخرى لتعقيد اللعبة , المعقدة أصلا , سؤال من الأسئلة العديدة التي سنجد أجوبة لهاقريبا, وسط تسارع الأحداث , لكن بعد أن يكون بلدا كاملا قد دمر



#عماد_عزوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا بين ضربات ميلس ودفاعات النظام الضعيفة


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عماد عزوز - النظام السوري؛ هل نسمع قرقعة ولانرى طحينا