أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عماد عزوز - سوريا بين ضربات ميلس ودفاعات النظام الضعيفة















المزيد.....

سوريا بين ضربات ميلس ودفاعات النظام الضعيفة


عماد عزوز

الحوار المتمدن-العدد: 1386 - 2005 / 11 / 22 - 09:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بين خطاب الأسد الذي اختار فيه المواجهة وبين ميليس الذي بدأ بالتحضير للجولة النهائية التي حملت في طياتها رائحة الضربة القاضية , ينتظر المواطن السوري ومعه العالم أجمع النتيجة بقلق وتشوق بنفس الوقت ,تشوق لأن الأحداث تسير بسرعة مليئة بالمفاجآت ,وقلق لأنه يشعر بأن المستقبل غامض
بعد الخطاب أصبح من الواضح أن النظام السوري لم تعلمه الدروس شيئا , نفس الخطاب الذي سمعناه ونسمعه منذ أربعين عاما , مليئا بالإنشاء وبالتخوين لكل من اختلف معه وببعض استعراض العضلات في وقت غير مناسب ,خاليا من الواقعية والحكمة ,الشيء المفاجئ هو قرار المواجهة, وكان أي قرار سوري سيكون مفاجئا لأن الحكومة السورية لم تعود المواطن السوري ولاحتى المجتمع الدولي الوضوح ومبادلة الرأي . وأن يكون القرار هو المواجهة فماذا يعني ذلك ؟.
بعد محاولات الإستقواء بدول كبرى كالصين وروسيا وإيران والتي باءت بالفشل , وبعد الوساطات التي تنطحت لها دول الخليج ومصر وغيرها والتي باءت أيضا بالفشل أمام تعنت أمريكا وأوروبا وأمام الإجماع الدولي بضرورة التعاون مع القرارات الدولية. ربما وكما يقول العديد بأن النظام ليس لديه خيارات أخرى بعد أن ابتعد عنه الجميع وبعد أن وجد أهم رموزه مطلوبا للعدالة تبدو هذه الفرضية هي الأكثر إقناعا نظرا لصعوبة إفتراض نظرية المساومة ـ على طريقة النظام الليبي مثلا ـ , لأنه لو افترضنا أن النظام سيحاول إجراء مساومة ما,فسيكون السؤال المهم هو من سيساوم إذا كان الشرط هو التسليم , من سيسلم من , من سيسلم آصف شوكت أقوى رجل في هرم النظام , من سيسلم ماهر الأسد , ولو سلموا فهل يسلم الرئيس نفسه . في عهد الأب استطاع الرئيس الإستفراد بخصومه كل على حدى بطريقة امتازت بالهدوء والدهاء , ابتداءا بأخيه رفعت وانتهاءا بأصغر الخصوم, فهل يستطيع النظام أو الرئيس الآن الإستفراد بالخصوم إذا كان هو نفسه مستفردا به من قبل مجتمع دولي يرفضه جملة وتفصيلا. هذا لايلغي طبعا جمع الخيارات طالما أنها ستبقيه على سدة الحكم لأطول فترة ممكنةوبأقل الخسائر
الطرف المهم في هذه الأحداث , والذي يفترض به أن يكون لاعبا مهما هو المعارضة , فهل يتحول الإفتراض إلى واقع وتثبت هذه المعارضة أنها كفيلة بالجدارة وعلى قدر من المسؤولية في هذه الظروف الحرجة
حتى هذه اللحظة ورغم التقدم المعقول الذي خطته بعد اللقاءات المتعددة فيما بينها . وبعد البيانات الصادرة عنها بين الحين والآخر . رغم ذلك تبدو ضعيفة غير قادرة على دخول اللعبة تاركة ساحة الصراع تنحصر بين النظام من جهة والغرب من جهة أخرى ,وتاركة الشارع السوري في حيرة من أمره بين العداء لأمريكا وبين الإكتواء بنار السلطةوتاركة النظام يلعب على هذا الوتر جيدا , فما هي أسباب ذلك ؟
1 ـ مع بداية السبعينات شهدت الساحة السورية حراكا سياسيا داخليا مهما شمل جميع التيارات : القومية .اليسارية والدينية,ولقد قام الأسد الأب بقمعه بشدة وبدون أي رحمة مما أدى لوفاة العديد تحت التعذيب ودخول كل من خولته نفسه التفكير بالسياسة السجن . إن لم يستطع الهروب خارج الوطن وإذا أدركنا فترات الإعتقال الطويلة "معظمهم أكثر من عشر سنين " .وشروط الإعتقال السيئة والرهيبة .استطعنا القول أن هذا الجيل هو ابن القمع , وهذا ما انعكس علي الجميع شئنا أم أبينا, وبالتالي لم يشفى بعد من أمراض القمع لا كأفراد ولا كأحزاب
2 ـ هذه المعارضة هي مازالت من الدم القديم لم يجر تجديدها بدماء شابة , ولم تستطع مد جذورها في الشارع ,وذلك بالرغم من ظهور العشرات من التنظيمات واللجان وامنظمات , إلا أنها بقيت بالعام فردية سواء لجهة ارتباطها بأفراد محددين أو لجهة انحصارها على نطاق محدود .(يذكر أن عددا لابأس به لايتجاوز عدد أعضاؤه عدد أصابع اليد ),وللأسف فإن الخلافات الفردية بين هذا الشخص وذاك يحكمها في بعض الحالات المنطق المزاجي والنرجسي أكثر منه المنطق الفكري والسياسي ,وهذا مايترك صراعات المعارضة تتأثر بهذه الخلافات .
3 ـ يفرض تسارع الأحداث, المحلية منها والعالمية في الأعوام الأخيرة ثقله على المعارضة السورية التي غيبت عن الساحة السياسية بشكل تبدو فيه غير قادرة على التقاط أنفاسها لإجراء مراجعة ونقد ذاتي للمرحلة السابقة ومن ثم محاولة قراءة المستقبل بطريقة أفضل. هذا مايجعل مواقفها تتأرجح باتجاه اليمين أحيانا وباتجاه اليسار أحيانا أخرى , مع دعم النظام أحيانا ومع إسقاطه أحيانا أخرى, ناهيك عن الإشكالات الإيديولوجية التي تبدو أنها لاتستطيع تحديد بوصلتهاالإيديولوجية بدقة , ورغم أن العالم يشهد تراجعا مهما على صعيد الإيديولوجيا ,لصالح السياسة إلا أن ثمة مفاصل مهمة للإرتكاز يحتاجها أي حزب سياسي هذه المفاصل تبدو مهترئة عند المعارضة ,فهل مازالت أحزاب اليسار مثلا تتبنى الماركسية اللينينية , وبالتالي هل تدعم ديكتاتورية البروليتاريا , أو هل تدعم اعتماد القوة لإسقاط نظام ما, هل العولمة هي إحدى مراحل الإمبريالية ويجب مقارعتها , إلى أي حد سنتبنى مقولة ماركس عن أن الإستعمار يحمل في طياته التقدم للدول المتخلفة التي يحتلها , أو بمعنى آخر هل سأقبل الإحتلال أوعلى الأقل التدخل الخارجي في ظروف التخلف والقمع التي نعيشها.
تعيش الأحزاب الإسلامية مشاكل عديدة من هذا النوع , وهنا يظهر السؤال جليا من هو الإسلام الحقيقي , القاعدة أم من , ما هو شكل الحكم المستقبلي : الديموقراطية أم الشورى , وإدا كانت الديموقراطية فهل ينطبق هذا مع أفكار الإسلام وإلى أي حد ستقبل به التيارات الإسلامية المتشددة التي تكتسح الشارع الشعبي, ما هو مستقبل الآخر الغير مسلم في حال إستلام السلطة. هذه بعض من أسئلة كثيرة ربما تحتاج المعارضة لوقت إضافي لترتيب وضعها للإجابة عليها
4 ـ معظم هذه المعارضة لم يعش في مرحلة ديموقراطية حقيقية , وبالتالي لم يجربها , كذلك لم تستطع إقناع الشارع بأنها تمارس الديموقراطية فيما بينها من حيث إحترام الآخر وقبول رأيه , ومن حيث عدم إبعاد أي طرف لمجرد اختلاف الرأي , أو لمجرد أن ذاك الطرف يشكل ندا أومنافسا ما
إذا كانت هذه بعض الأسباب , فكيف تنظر المعارضة إلى ما يحدث ؟ هناك إتفاق عام على نقد النظام السوري والنظام العالمي الجديد, وهذا ما يدعو بعضا منها لتشكيل قطبا ثالثا لايصطف ولا مع أحد من الطرفين , لكنها تختلف في حجم خطورة كل طرف , فمنهم من يرى ان ما يحدث هو شكل من أشكال الهجمة الإمبريالية وهذا ما يجعل الوطن ككل في خطر وحتى لايغرق الوطن كله يجب مد اليد للنظام حتى لآخر لحظة, ومنهم من يرى ان الخطر آت من النظام نفسه وبالتالي يدعو لإسقاطه حتى لو تدخل الغرب. وإذا اعتبرنا أن الإختلاف حالة سليمة , فهل نستطيع تحويل الإختلاف إلى حالة بناءة فاعلة في مجرى الأحداث, وبانتظار المستقبل الذي سيجيبنا لابد من بعض الملاحظات :
ـ إن النظام في وضع لايحسد عليه إطلاقا فلقد قلمت أظافره في الخارج وحتى في الداخل يجد نفسه أمام شروط مختلفة, فلا رجوع إلى القمع المعمم لأن السلطة لاتسطيع ذلك ولاحتى النهب المالي سيكون مثل السابق لأن هناك رقابة دولية ستفرض على النظام ـ للأسف ليست من الشعب نفسه ـ. وأي تخوف من أن سوريا ستتحول إلى عراق آخر ـ دون نسيان أهمية هذا الموضوع ـ هو تماما مايريده النظام ومايخدمه ,وسيلعب على لعبة تحويل الوطن إلى عراق آخر إن كانت هذه آخر الأوراق لديه .
ـ يحاول النظام السوري كغيره من الأنظمة الشمولية ,البحث على طول الخط عن مبررات وجوده والتي بدأت تشح شيئا فشيئا مع التغيرات الكبيرة في العالم , وإذا كان القمع هو السلاح المهم , فإن فكرة العدو الخارجي مازالت تعتبر من أهم المبررات والأسهلها , وبهذا يحاول الظهور بأنه المدافع الأول عن فلسطين وأنه لم ينس الجولان المحتل ـكما لم ينس من قبل اللواء السليب ـ ويحاول أيضا تضخيم حجم العدو الداخلي والذي يسميه الإرهاب المتمثل بالأحزاب الإسلامية والتي يعرف الجميع ضعفها في الشارع , ومن المتوقع أن يعمل على إيجاد وخلق الأعداء بحيث يبدو أنه دائما في حالة حرب وفي حالة الدفاع عن النفس
ـ يتعامل النظام مع مسألة السلطة وكأنها ملك شخصي له ورثه وله الحق بالتصرف بها كما يشاء ,يخدمه في ذلك نظام أمني يعتقل كل من تخوله نفسه لمس هذه الورثة , ومن هنا يكون من الصعب وصف هذا النظام بالنظام السياسي , أو على الأقل يفتقد للمقومات الأساسية للنظام السياسي , وبالتالي فإن أي حل أو تقدم على هذا الصعيد لابد أن يبدأ بانتزاع هذا الحق أولا ومن ثم إرجاع الأمور إلى نصابها مع محاسبة كل متهم ليس بجريمة إغتيال الحريري فقط وإنما في جرائم الشعب السوري أيضا (القمع ,القتل ,السرقات ونهب الدولة ,إغلاق الوطن ومحاصرته.....الخ). وإن أية مصالحة تستند على أرضية /عفا الله عما مضى / هي خيانة لن يسامح عليها الشعب السوري . هذا ليس منطقا ثأريا إلا أن وضع النقاط على الحروف هي بداية الطريق.
ـ البداية التي تجعلنا نفكر بالتركة الثقيلة التي سيخلفها هذا النظام لنا سواء في حال سقوطه أم إصلاحه , بعد أن عزل الوطن عن العالم الخارجي بفرضه قيودا أمنية على كل مواطن , وبعد أن عزل العالم الخارجي عنا بسبب جرائمه وسياساته القائمة على التسلط والنهب . وبعد أن تم سرقة خيرات الوطن من قبل هذا المسؤول وذاك . بعد أن زرع الطائفية في المجتمع بإعتماده على الطائفة العلوية طيلة فترة استلام السلطة عام 1970 , وبعد .... وبعد
تركة ثقيلة ونظام يتهاوى فهل نكن قد الحمل كي نتابع المسيرة للدفاع عن الوطن ضد المشروع الأمريكي وضد أي مشروع يفرض علينا, أم أننا سنضيع هذه الفرصة؟.



#عماد_عزوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عماد عزوز - سوريا بين ضربات ميلس ودفاعات النظام الضعيفة