أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بات ماكدونالد - [مراجعة] فيلم “الموريتاني”: عرض مصور للإمبريالية الأمريكية















المزيد.....

[مراجعة] فيلم “الموريتاني”: عرض مصور للإمبريالية الأمريكية


بات ماكدونالد

الحوار المتمدن-العدد: 6888 - 2021 / 5 / 4 - 21:37
المحور: الادب والفن
    


يروي فيلم “الموريتاني”، المرشح لجائزة بافتا وغولدن غلوب، القصة الحقيقية لمحمدو ولد صلاحي، الذي سُجن في خليج غوانتانامو لمدة 14 عاما دون تهمة.

الفيلم، الذي أخرج استنادا إلى الكتاب الأكثر مبيعا “مذكرات غوانتانامو”، يحكي عرضا مصورا عن وحشية الإمبريالية الأمريكية، والأعمال الانتقامية التي نفذتها في أعقاب هجمات 11 شتنبر.


أسرار شريرة
يبدأ الفيلم بجو بهيج لحفل زفاف أمازيغي تقليدي، حيث يقوم ضباط عسكريون موريتانيون بالاتصال بمحمدو لاستجوابه. بقيت والدته جانبا تنتظر بفارغ الصبر بينما يدعوه المسؤول لإجراء مقابلة “طوعية” مع الأمريكيين. وفي المرة التالية التي نراه فيها، نجده محبوسا في زنزانة في غوانتانامو.

يطلق هذه دراما قانونية تقوم فيها نانسي هولاندر (التي تلعب دورها الممثلة جودي فوستر)، وهي محامية ناجحة في مجال حقوق الإنسان، والكولونيل ستيوارت كوتش (الذي يلعب دوره الممثل بنديكت كومبرباتش)، نيابة عن الادعاء، بالمرور معا في أروقة الممارسة العسكرية الأمريكية الغامضة.

كان كوتش في البداية يتحرك بدافع التعطش إلى تطبيق “العدالة القاسية”، بعد أن سمع أن محمدو قد “جند” الرجل الذي اختطف طائرة الرحلة 175 وهاجم بها البرج الجنوبي لمركز التجارة العالمي. لقد تم اختياره لهذه المهمة بشكل مقصود لأن صديقا مقربا لعائلته كان الضابط الأول على متن تلك الرحلة.

تحافظ المراحل الأولى من الفيلم على توازن دقيق فيما يتعلق بمسألة تورط أو براءة بطل الرواية. كان محمدو قد تلقى تدريبا كمقاتل في حرب العصابات في صفوف تنظيم القاعدة، عامي 1990 و1992، لكن ذلك كان خلال الحرب بين الأفغان والروس. وكان كما يشير هو، يقاتل في نفس جانب الأمريكيين في ذلك الوقت. يجب أن نضيف هنا أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية كانت في ذلك الوقت تمول هي أيضا تنظيم القاعدة.

يوضح الفيلم ببراعة السيطرة الشريرة التي تمارسها وكالة المخابرات المركزية، وغيرها من الوزارات الأخرى، على المعلومات، حيث يحاول كلا المحاميين بيأس الوصول إلى حقيقة القضية.

قد تذهب توقعاتنا أن هولاندر -التي تعمل من أجل الدفاع- ستضطر إلى أن تواجه هذه العقبات وحدها. لكن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. إذ من الواضح أن جوهر هذا التحقيق يكمن في سر غامض للغاية لدرجة أنه لا يُسمح حتى للمدعي العسكري للجيش بالاقتراب منه.

جهنم فوق الأرض
طوال الفيلم، تقوم هولاندر وشريكتها تيري دنكان بزيارة محمدو بانتظام في غوانتانامو. يتضمن هذا مشهدا سرياليا، حيث يتناقض جمال الساحل الاستوائي مع الجحيم الذي يواجهه المعتقلون داخل جدران المنشأة.

المراقبة في غوانتانامو شديدة القمع لدرجة أن أي معلومات حساسة يريد محمدو نقلها، يجب عليه تدوينها على شكل خطاب قبل إرسالها إلى منشأة أمنية فدرالية في فيرجينيا لتقرأها هولاندر ودانكان.

من الأحداث الرئيسية في الفيلم هناك البحث عن سجلات غوانتانامو التي تحتوي على الطبيعة الحقيقية لاستجواب محمدو على يد المخابرات العسكرية. يُمنع على المحامين من كلا الجانبين الوصول إلى تلك السجلات، إلى أن خضعت وكالة المخابرات المركزية تحت الضغط وأفرجت عن الملفات.

ما نراه بعد ذلك مشاهد مروعة حقا للإكراه والتعذيب. نسمع أن دونالد رامسفيلد قد وقع على استخدام “إجراءات خاصة”، مما يثبت وجود خط مباشر يربط بين الحكومة وبين الأعمال الوحشية التي تم تنفيذها.

الضرب والتعرض لضوضاء تصم الآذان والإذلال الجنسي والحرمان من النوم والتغذية القسرية والإيهام بالغرق… كل هذه الإجراءات ليست سوى جزء من الأساليب اللاإنسانية المستخدمة ضد المتهمين بالإرهاب.

بل إنهم يهددون بنقل والدة محمدو إلى غوانتانامو ليتم اغتصابها من قبل زملائهم الآخرين. كانت هذه الاكتشافات مرعبة للغاية لدرجة أنها دفعت كوتش إلى الاستقالة من فريق الادعاء، حيث أصيب هو وهولاندر بالذهول من مستوى الوحشية.

نظام فاسد
“في البلد الذي أنحدر منه نعلم أنه علينا ألا نثق في الشرطة، نحن نعلم أن القانون فاسد وأن الحكومة تستخدم الخوف للسيطرة علينا”، هكذا يشهد محمدو عندما تصل قضيته أخيرا إلى المحكمة.

يقول إنه أثناء نشأته، هو “وكثير من الناس حول العالم” كانوا يعتقدون أن أمريكا مختلفة؛ وأن القانون هناك يستخدم “لحماية الناس”. إنه يتعلم بالطريقة الصعبة أن هذا ليس الواقع.

ما يتبين لنا هو أن الدولة ومؤسساتها، في ظل الرأسمالية، مجرد سلاح في يد طبقة ضد أخرى.

ربما يكون الجانب الأكثر إثارة للصدمة في الفيلم هو أنه حتى بعد كسب محمدو لقضيته باعتبار احتجازه غير قانوني، فقد ظل محتجزا في السجن لمدة سبع سنوات أخرى بعد أن استأنفت إدارة أوباما/بايدن الحكم. هذا هو الوجه الحقيقي للرجل الذي تم انتخابه مؤخرا رئيسا للولايات المتحدة.

لا عدالة
يقدم لنا هذا الفيلم العديد من الرجال والنساء الشجعان الذين ناضلوا بأسنانهم وأظافرهم من أجل إطلاق سراح محمدو صلاحي في النهاية، في أكتوبر 2016؛ ومن بينهم محمدو نفسه، الذي يظهر في الفيلم على أنه رجل ودود وذكي، وذو عزيمة حديدية.

لكن الدرس الحقيقي المستخلص من هذا الفيلم ليس هو الإيمان بـ”المثول أمام المحكمة”، أو حتى في محاميي حقوق الإنسان مثل نانسي هولاندر. إذا كان هناك من شيء فهو أن حقيقة اعتقال شخص في السجن لمدة 14 عاما دون أي دليل، يثبت بالنسبة للعمال في جميع أنحاء العالم أن نظام العدالة الجنائية ليس أداة لخدمتهم.

هناك الآلاف من السجناء السياسيين الذين لم يحصلوا أبدا على أي تمثيل قانوني والذين تعفنوا في الزنازين، أو ما هو أسوأ من ذلك.

وكما قال هونور دي بلزاك: “القوانين شباك عنكبوت، يجتازها الذباب الكبير ويعلق فيها الذباب الصغير”.

جميع عمال العالم، إذا ما هم بقوا معزولين، يقفون عاجزين أمام الدولة وأجهزتها؛ وسوف يعلقون في شبكات نظامهم السياسي والقضائي المخصص لحماية مصالح الطبقة السائدة.

القمع والثورة
إن القوة الوحيدة القادرة على الوقوف في وجه الدولة الرأسمالية وإسقاطها هي الطبقة العاملة الموحدة والمنظمة والمعبأة، والمسلحة ببرنامج ثوري لتغيير المجتمع.


في مارس من هذا العام، أفادت الأنباء أنه تم الإفراج عن أكثر من 600 سجين سياسي في ميانمار بعد احتجاجات حاشدة اجتاحت البلاد وأسابيع من الإضرابات العامة.

وبالمثل في فرنسا عام 1789، نجح اقتحام سجن الباستيل في إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين، الذين كانوا معتقلين هناك “بناءً على رغبة الملك”.

خلال الثورة نرى الإمكانيات الحقيقية التي يمتلكها العمال لتغيير ميزان القوى الطبقي وحماية أفراد طبقتهم. وتعتبر حملات التضامن الأممية جزءا مهما من هذه المعركة، كما سبق لنا أن رأينا في حملة التضامن مع رفاقنا في باكستان.

الأداء الرائع، ولا سيما من جانب طاهر رحيم وجودي فوستر، يجعل هذا الفيلم ممتعا للغاية. إنه عمل عميق، وينبغي أن يكون بمثابة تذكير بما يحدث عندما تُترك السلطة في أيدي الرأسماليين والإمبرياليين وجهاز دولتهم.

بات ماكدونالد
20 أبريل 2021

مترجم عن موقع “النداء الاشتراكي”:

Review: ‘The Mauritanian’ – A graphic portrayal of US imperialism



#بات_ماكدونالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بات ماكدونالد - [مراجعة] فيلم “الموريتاني”: عرض مصور للإمبريالية الأمريكية