أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بويعلاوي عبد الرحمان - أقصوصة / انتظار أمّ /














المزيد.....

أقصوصة / انتظار أمّ /


بويعلاوي عبد الرحمان

الحوار المتمدن-العدد: 6888 - 2021 / 5 / 4 - 04:35
المحور: الادب والفن
    


أقصوصة


انتظار أمّ
ـــــــــــــ


بعد نهاية الدّوام مساء ، غادرت مكتبي ورجعت إلى البيت ، فتحت الباب ، دخلت وأغلقته ، نزعت

ملابسي ، استحمت ، هيأت كوب قهوة بالحليب ، فتحت التلفاز ، وأشعلت سيجارة ، كنت أتفرج على

فلم مصري ـ المومياء ـ ، حينما رنّ هاتفي المحمول .

ـ ألو ، من معي .

ـ أنا والدك ، أسرع يابني ، أمك على فراش الموت ، أسرع لتراها وتراك ، قبل أن ترحل ، فرحيلها

وشيك .

ـ حاضر ياأبي ، سأكون معكم غدا صباحا ، مع السلامة .

استقللت قطار الليل ،وقفت قرب الباب أدخن سيجارة ، فلمّا تعبت ، دخلت مقصورة فارغة ، أطفأت

المصباح ، تمددت على وثاب ونمت ، رأيت في منامي أمي صغيرة ، جميلة ، فارعة الطول ، نحيفة

كغزالة ، شعرها طويل ، منسدل على ظهرها ، قادمة باسمة من بيت جدّي في البادية إلى بيت أبي في

المدينة القديمة ، ثم بعد سنوات ، ترحل كبيرة إلى بيت ضيق يدعونه القبر ،

أيقظني منظف القطار صباحا ، خارج المحطة ركبت سيارة نقل سرية ، إلى بيتنا ، طرقت الباب ، فتحت

لي أختي ، قبلتها ودخلت ، وجدت أبي جالسا على كرسي خشبي ، في صحن الدار ، تحت شجرة اللوز

مطرق الرأس ، يضع كلتا يديه عليه ، رفع رأسه ، نظر إلي وأشار بسبابته إلى الحجرة الكبيرة ، اتجهت

إلى حيث أشار ، وجدت أمي في الفراش ممددة على ظهرها ونائمة ، قرب رأسها كتاب المسلمين المقدس

لقد هدّها المرض وتدهورت صحتها بشكل كبير ، قبلتها على جبينها ،البارد كالثلج ، بعد برهة ، فتحت

عينيها الغائرتين ، ابتسمت ثم أغلقت عينيها ، غرغرت وصعدت روحها إلى السماء ، لقد كانت تنتظرني

لتراني لآخر مرة .



#بويعلاوي_عبد_الرحمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة من الهامش المغربي / سَنَبْقى هُنا .... /
- أقصوصة / رجل من الرباط /
- قصيدة من الهامش المغربي / لِكُلِّ الْأَمازيغِ /
- قصيدة من الهامش المغربي / رِجالٌ لايَشْتَرونَ الْوَرْدَ /
- قصيدة من الهامش المغربي / زَهْرَةُ الْجُلَّنارِ /
- قصة قصيرة جدا / صراخ في الليل /
- قصة قصيرة جدا / حيوانات الغاب المفترسة /
- هايكو Haiku / ماجاء في كتاب السجن /
- قصة قصيرة جدا / كاد المعلم أن ... /
- قصيدة من الهامش المغربي / بِاسْمِ الْوَطَنِ /
- قصيدة من الهامش المغربي / أُمُّ الشَّهيدِ /
- قصيدة من الهامش المغربي / اِرْحَلْ يا عُمَرُ مَسْروراً ، فَق ...
- قصيدة من الهامش المغربي / دَمي هَزَّ الْحَجَرَ /
- قصيدة من الهامش المغربي / شَمْسُ الْحُرِّيَّةِ /
- قصائد من الهامش المغربي
- ومضات قصصية من المغرب / 3 /
- ومضات قصصية من المغرب / 2 /
- ومضات قصصية من المغرب
- هايكو Haiku / ماجاءَ في كِتابِ الْحُرِّيَّةِ /
- هايكو Haiku / ماجاءَ في كِتابِ الْعَبيدِ /


المزيد.....




- وفاة الفنانة الروسية ناتاليا تينياكوفا نجمة فيلم -الحب والحم ...
- من بينهم توم كروز.. الأكاديمية تكرم 4 فنانين -أسطوريين- بجوا ...
- بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة ...
- تكريما لمسيرته... الممثل الأمريكي توم كروز سيتلقى جائزة أوسك ...
- جو بايدن يقتحم موقع تصوير مسلسل شهير أثناء مطاردة الشرطة (صو ...
- باللغة العربية.. موسكو وسان بطرسبورغ ترحبان بالوفد البحريني ...
- انهيار منزل الفنان نور الشريف في السيدة زينب.. وابنة تعلق! ( ...
- كيف أعاد شفيق البيطار بادية بني سعد إلى البيوت بلغة عربية فص ...
- قتلى أو شهداء أو ضحايا؟ عن مفهوم التضحية ما بين اللغة والفلس ...
- الرواية بين المحلية والعالمية.. علامات من الرواية الأردنية


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بويعلاوي عبد الرحمان - أقصوصة / انتظار أمّ /