أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - كل يوم كتاب؛ الحفار رواية لصالح مرسي















المزيد.....

كل يوم كتاب؛ الحفار رواية لصالح مرسي


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 6879 - 2021 / 4 / 25 - 22:11
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


#كل_يوم_كتاب
الحفار رواية لصالح مرسي تقع على متن422 صفحة من القطع المتوسط والصادرة بطبعتها الرابعة سنة 1990 عن دار ابوللو للنشر والتوزيع في القاهرة.

نحن امام رواية حقيقية من ملفات المخابرات المصرية وقعت ذروة احداثها (العملية) صباح يوم الاحد الموافق 8/3/1970، وهي رواية تجسد ذروة الصراع مع العدو الاسرائيلي في فترة حرب الاستنزاف، اذ أصبحت الحرب المخابراتية والعمليات الفدائي بعد 1967 عنوان المرحلة وابرز صور الصراع في حرب الاستنزاف وهذا ما برعت فيه المخابرات المصرية بالاضافة الى بقية اذرع القوات المسلحة المصرية كسلاح الصاعقة والضفادع البشرية .

بعد نكسة 1967 خذت الأحداث تتسابق لتلقي فوق النار المتأججة مزيدًا من الوقود، ومع قيام حرب الاستنزاف، وعبور الفدائيين إلى سيناء لتدمير المنشآت الإسرائيلية وأسر الجنود ونسف المواقع... وصلت الحرب الخفية في المنطقة إلى ذروة مخيفة حقًّا.

ووسط هذا الجو الملتهب، أعلنت إسرائيل عن عزمها التنقيب عن البترول في سيناء، وشفعت هذا الإعلان بإعلان أكثر استفزازًا يقول إنها بالفعل استأجرت حفارًا لهذا الغرض وصاحبت ذلك بضجة اعلامية مزلزلة، بينما في نفس الوقت احتاطت اسرائيل في عملية شراء او استئجار الحفار وشحنه باجراءات امنية غاية في السرية والكتمان.

وبدا واضحًا للقيادة المصرية أن الغرض الرئيسي من استئجار هذا الحفار لم يكن اقتصاديًّا فحسب،...ولا استيطانيا لتثبيت اقدام الاحتلال وإنما كان هو في الدرجة الاولى الغاية منه إذلال مصر عالميًّا، وإظهارها أمام الأصدقاء والأعداء بمظهر العاجز، لا عن حماية أرضها فقط، بل وعن موارده الطبيعية.

كانت مصر تحاول أن توقف وصول هذا الحفار، ولقد قالت بوضوح أنها لن تسكت حتى ولو أدى الأمر إلى ضرب الحفار بالطيران المصري في البحر الأحمر وقبل وصوله خليج العقبة وسواحل سيناء او تدمر هذا الحفار بعملية مخابراتية غاية في التعقيد.

الالغام هنا ليست الغاما قابلة للتفجير فقط، لكنها ترتفع الى مستوى نوع من الاسرار التي تولد وتموت في صدور اصحابها، وفي ملفات لا تصل اليها يد إلا للضرورة القصوى، وفي كتمان شديد!

وهكذا، وجدت المخابرات العامة المصرية نفسها تسابق الزمن وهي كمن تبحث عن إبرة في جبل من القش، فقد يكون الحفار على شواطئ أستراليا، أو آسيا، أو أوربا، أو إفريقيا، أو أمريكا الشمالية أو الجنوبية...

أن تبحث عن حفار بترول في مكان ما على الكرة الأرضية، و تضع خطة لتدميره قبل وصوله للبحر الأحمر، أشبه بمهمة وهمية تلاعب بها الأطفال باستخدام خارطة العالم. لا يمكن تصديق القصة إلا بقراءتها بتركيز و هدوء، و الانبهار بعبقرية جهاز المخابرات المصري.

كان مطلوبًا منها أن تتعامل مع الحفار وتدمره قبل أن يعبر مضيق باب المندب، مهما كانت النتائج والعواقب، وعليه بدأت المخابرات المصرية واحدة من اغرب واعنف واعقد المعارك واشدها سرية وتعقيدا في هذا العالم السري الرهيب.

وبدأت واحدة من أغرب وأعظم الجولات، وسجلت المخابرات المصرية انتصارها المؤزر في عملية تعتبر واحدة من أهم العمليات السرية، ولقد اشتهرت هذه العملية في العالم كله باسم: «عملية الحفار».

عملية الحفار كانت تمثل معركة الكرامة الوطنية لمصر ونجحت فيها مصر نجاحا باهرا وقدمت نموذجا للعمل المخابراتي الوطني المتفاني بخدمة الوطن والحرص على مصالحه دون ادنى تردد ببذل الغالي والنفيس لاجل ذلك، كل هذا كان مرفقا بكوادر وضباط وقيادات على مقدرة عالية في الحنكة والذكاء ومقدرة عالية في ادارة العمليات المعقدة المتعددة المسالك والدروب والاحتمالات.

عملية الحفار معركة مريرة اشتعلت فيها حرب العقول، ووصلت الى ذروة حبس بها العالم انفاس، فكانت واحدة من اهم العمليات السرية في القرن العشرين، ولقد تحدثت عنها التقارير الصحفية عبر العالم كله، وعلقت عليها معظم الدول ، وتحدثت عنها كل الاطراف، ما عدا مصر، التي لزمت الصمت طوال خمسة عشرة عاما كاملة، وعندما تحدثت مصر كان هذا الكتاب.

لم يفت الكاتب صالح مرسي ان يعبر عن بالغ سعادته في مقدمة الكتاب لكل قاريء يتواجد بين يديه هذا الكتاب، وله اسبابه في ذلك واهمها ان هذا الكتاب وامثاله من الصعود الى الهاوية ودموع في عيون وقحة ورافت الهجان وغيرها كل منها يعتبر قرعا لجدران الخزان، وبحيث يكون شعاع ضوء يكشف خرافة الاسطورة التي زرعتها المخابرات الامريكية والاسرائيلية في نفوس الكثيرين في وطننا العربي، اسطورة المخابرات الاسرائيلية التي لاتُقهر!! وحتى يعرف القاريء العربي انا الانسان العربي لم يفقد جوهره النبيل، وان الامل في تحقيق النصر ليس ضربا من المستحيل، وان عليه مواصلة الصراع للتغلب على كل امواج الاحباط واليأس...

بقي ان نشير الى سيرة الكاتب والروائي والوطني الغيور والمتحفز والمحفز صالح مرسي بشيء من التقدير والعرفان، كيف لا وهو صاحب الفكرة النبيلة والسامية وصاحب الهمة والعزيمة الباقية.

صالح مرسي من مواليد مدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية بمصر 1929 والمتوفي سنة 1996، كان يعمل مع جهاز المخابرات العامة المصرية فيما يخص الروايات الخاصة بالجهاز، ويعتبر من المدنيين الذين عملوا مع المخابرات المصرية.

صالح مرسي مبدع من طراز خاص أطلق عليه رائد أدب الجاسوسية، ليس لأنه أول من كتب فيه، لكنه أول من برع في كتابته، حيث يعاني هذا النوع من الأدب في العالم العربي الذي يعتمد على الروايات المنقولة من ملفات المخابرات، من ندرة في عدد الكُتاب الذين تصدوا لخوض تجربة كتابة قصص مستوحاة من هذا العالم الغامض، الذي يتمتع بقدر كبير من السرية بسبب طبيعته الخاصة .

اقتحم «مرسي» عالم أدب الجاسوسية فى أواخر السبعينيات، وبدأ بكتابة مسلسل للإذاعة عن جاسوس مصري كان يعمل لصالح إسرائيل بسكرتارية المؤتمر الأفروآسيوى من واقع ملفات المخابرات، ثم نشر رواية «دموع في عيون وقحة» كقضية في مجلة المصور، بعدها عرض عليه كتابة عملية "الحفار" كرواية فأثار ذلك مخاوف «مرسي»، وعلل ذلك بأن أغلبية كتابات الجاسوسية إما وقائع تسجيلية، أو خيال مطلق، ولكنه قرر خوض التجربة، وكانت شاقة جدا خصوصا بعد مقابلته لأبطال العملية الحقيقين، والتحدث معهم عن تفاصيل العملية الحقيقة .

ومن اهم اعماله:
دموع في عيون وقحة رواية من ملفات المخابرات المصرية.
رأفت الهجان، الجزء الأول 1987، الحزء الثاني 1990، الجزء الثالث 1991، رواية من ملفات المخابرات المصرية.
الحفار رواية من ملفات المخابرات المصرية.
الصعود إلى الهاوية، 1978، رواية من ملفات المخابرات المصرية
أنا قلبي دليلي
زقاق السيد البلطي
البحار موندي
الكداب، 1975، فيلم
صور من مصر
قصة زواج عصري
رواية المهاجرون
حرب الجواسيس رواية من ملفات المخابرات المصرية.
حب للبيع
الخوف
سمية فهمى
هم و أنا
السير فوق خيوط العنكبوت
البحر
ثورة اليمن

صالح مرسي مبدع من طراز فريد، نجح بتوظيف الادب كأداة للمقاومة والرفعة والعفة والجمال، صالح مرسي كتب وارخ ووثق لملاحم وطنية تسهم في التعبئة الوطنية بشكل كبير، وقدم لمكتبتنا العربية نصوصا ادبية وملاحم وطنية تستحق ان تزين رفوف مكتباتنا بجدارة.

صالح مرسي ومن على شاكلته قليلون جدا، لكننا نحبهم بشدة، وذلك مرده لاننا نعرف ان امثالهم لا توجد كلمة مستحيل في قاموسهم ولا يحبوا ان يسمعوها حتى، فتلك الكلمة لا تتواجد إلاّ في قاموس الضعفاء، هذا ما قاله نابليون وهذا ما نؤمن نحن به ايضا.



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل يوم كتاب؛ من أين يأتي الفدائيون؟
- كل يوم كتاب؛ ابو جهاد الوزير امير الشهداء
- كل يوم كتاب؛ ثلاثون عاما من العبث
- كل يوم كتاب؛ العقيد ابو موسى يتكلم
- كل يوم كتاب؛ يوميات طبيب في تل الزعتر
- كل يوم كتاب؛ تل الزعتر الرمز والاسطورة
- كل يوم كتاب؛ بابلو نيرودا
- كل يوم كتاب؛ البحث عن كيان
- كل يوم كتاب؛ من فيض الذاكرة
- كل يوم كتاب؛ بحيرة وراء الريح
- كل يوم كتاب؛ الجذور والتراب حوار مع محمد ابو ميزر
- صاحب الصافرة والزمن الجميل 2-2
- صاحب الصافرة والزمن الجميل 1-2
- صنع الله ابراهيم 1970، لحن الرجوع الاخير
- النخلة العاقر
- صاحبي الذي رحل
- حمامة تصعد الى السماء
- مارادونا في حواري المخيم!
- صلاة العشاء في ساحة الشهداء
- شخصية الجزائر الدولية


المزيد.....




- تتمتع بمهبط هليكوبتر وحانة.. عرض جزيرة في ساحل اسكتلندا للبي ...
- خبير الزلازل الهولندي الشهير يحذر من ظاهرة على سواحل المتوسط ...
- فيديو.. الشرطة الأميركية تباشر بتفكيك احتجاج مؤيد للفلسطينيي ...
- مزيد من التضييق على الحراك الطلابي؟ مجلس النواب الأمريكي يقر ...
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 34596 قتيلا ...
- الجيش الأوكراني يحقق في أسباب خسائر كبيرة للواء رقم 67 في تش ...
- مسافر يهاجم أفراد طاقم طائرة تابعة لشركة -إلعال- الإسرائيلية ...
- الكرملين يعلق على مزاعم استخدام روسيا للأسلحة الكيميائية ضد ...
- بالفيديو.. طائرات عسكرية تزين سماء موسكو بألوان العلم الروسي ...
- مصر.. -جريمة مروعة وتفاصيل صادمة-.. أب يقتل ابنته ويقطع جثته ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - كل يوم كتاب؛ الحفار رواية لصالح مرسي