أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميسون الجبوري - ماهود أحمد لوح طيني عراقي صعب القراءة والنسيان














المزيد.....

ماهود أحمد لوح طيني عراقي صعب القراءة والنسيان


ميسون الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 6875 - 2021 / 4 / 21 - 08:42
المحور: الادب والفن
    


لم يكن ذلك الصباح البارد في مطار شيكاغو الأمريكي مثل كل الصباحات التي تمر دون أن ينتبه لها القدر الذي شاء أن يحمل الرسام العراقي ماهود أحمد من موطنه في الولايات المتحدة الأمريكيّة إلى مدينة عمان عاصمة الأردن ولم يكن يعلم بأنها النهاية
التي خطت له كلمة أخيرة كتبت إسمه على شاهدة قبر جديد لواحد من رسامي العراق الكبار قرب قبر زوجته الراحلة الفنانة العراقيّة وسماء الأغا ولم يكن سائق السيارة التي دهسته يعلم ماذا فعلت يداه , يا للأسف ويا للحزن ها نحن ندفن  مبدعاً آخر من مبدعينا دون أن نمشي وراء جنازته وهو الرسام الكبير الذي صنع من رموز حضارتنا الطينيّة العراقيّة عالماً واقعيّاً تعبيرياً ثورياً يؤمن بمعجزة وجود الإنسان
فقط دون غيره فقد صوّر لنا مفردات موروثاتنا الحضاريّة السومريّة بألوانه وكتله الضخمة التي تحتفي بواقع الحياة وحركتها الدراميّة وهمومه التي لم تتوقف مسيرتها حتى يومنا هذا , ولعل دراسته لفلسفة فن الرسم في الإتحاد السوفيتي السابق وتأثير الرسام المكسيكي الأشتراكي دييغو ريفيرا عاملاً مهماً في صقل موهبته التي ولدت معه في بيئة الأهوار في محافظة العمارة العراقيّة حيث تتعايش مكونات الطبيعة بمائها وطيرها وخضرتها وحركة الأنسان التي يحتفي بها دون أن ينسى أسئلته الكونيّة الكبرى حينما يجد نفسه ضئيلاً وهامشيّاً في أحيان كثيرة أمام سطوة الآلهة المتعدّدة وجبروت الطبيعة التي تقسوا عليه بفيضاناتها وأوبأتها ومآسي حروبها ,
لقد وجد الرسام ماهود أحمد في جسد المرأة مكاناً للطمأنينة والحلم بعيدا عن المخاوف والقلق اللذان شكلا حياته في واقع العراق الساخن والقاسي بأحداثه السياسيّة الدمويّة والعصيبة وتحولاته الِاجتماعيّة المستمرّة فقد جعل منها علامة بارزة وثيمة خاصة في قراءة المشهد الحياتي الذي ننتمي له جميعا باِبراز إنوثتها وخصوبتها باِعتبارها الحقيقة الوحيدة التي تجعل منّا أحياءً وهي امرأة من طراز خاص شكلت ذاكرته وطفولته بحركة جسدها المفعم بالشهوة وألوان ثيابها الصارخة وغطاء رأسها ووشمها الذي يجعل منها أحياناً مزيج من الحقيقية  والخيال ولا غرابة حينما تكون المرأة هنا وما يحيط بها من رموز واِشارات من بيئة تحكمها الآلهات اللواتي لهن مكاناً خاص في الذاكرة التاريخيّة في الحضارات القديمة ومنها طبعا حضارة ما بين بلاد النهرين كوّنها أقدم الحضارات التي اِنبثقت قبل أكثر من عشرة آلاف عام ومع المرأة كان التذكير الدائم بحركة البدء وشخصياتها من بشر بوجوهم المتعبة الخائفة وحيواناتهم الأليفة ومشاحيفهم البدائية البسيطة وخصوصيتهم التاريخيّة المتميزة التي صنعت خطوة الاِنطلاق الذي جاءت معه الأسئلة الصعبة التي مازالت محيّرة وغامضة لكن حلم الإنسان بالاِستمراريّة والمواصلة يتفوق عليها دائما ليكمّل المسيرة التي اِنطفأت شمعتها عند الفنان ماهود أحمد عن عمر يناهز الواحد والثمانين عام اِنقضت بالعطاء والاِبداع , يُذكر إن الرسام قد ولد عام ألف وتسمائة وأربعين في محافظة العمارة العراقيّة وقد حصل على شهادتي الماجستير والدكتوراة بالرسم من روسيا وعمل اِستاذاً في أكاديميّة الفنون الجميلة في بغداد وقد أشترك في معارض عربيّة وعالمية كثيرة كما له طروحات ومؤلفات في الفن وعمل في مجلات فنيّة متخصصة بالفن وميسرته.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع ...
- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...
- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...
- فيلم -ساحر الكرملين-...الممثل البريطاني جود لو لم يخشَ -عواق ...
- معبر رفح بين الرواية المصرية الرسمية والاتهامات الحقوقية: قر ...
- رواية -رجل تتعقّبه الغربان- ليوسف المحيميد: جدليّة الفرد وال ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميسون الجبوري - ماهود أحمد لوح طيني عراقي صعب القراءة والنسيان