أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خيرة بوعتو - كرسي رقم ب 148














المزيد.....

كرسي رقم ب 148


خيرة بوعتو

الحوار المتمدن-العدد: 6870 - 2021 / 4 / 16 - 16:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ما يتسابق البعض على مقاعد الانتخابات، ويحاولون إيجاد أسماء نزيهة على قولهم، تعود بي الذكريات لسنة 2012، لتذكرني بمقعدي البرلماني المسروق أو غير شرعي، لست أدري... لا يهم، لم أفكر في الأمر إطلاقا.
أتذكر أنني كنت مجرد رقم، أجل مجرد رقم، مثل بقية 44 مليون رقم، أو أكثر.. الأرقام البائسة.. يتم سحب ذاك الرقم أو تغيير وضعه حسب الضرورة.. لأنك ببساطة مجرد رقم.
لن نقلق كثيرا بشأنك.. لن نكلف أنفسنا إبلاغك أن رقمك سيمحى، أو تم تغييره برقم آخر.. لإشعار آخر أو في حالة وجود فراغ رياضي سيتم الإستعانة بك. وستصبح مرة أخرى مجرد رقم يسجل ويحذف بطبيعة الحال متى احتاج الأمر لذلك.
اعرف أننا مجرد أرقام في أوراق ووثائق البلديات ومصالح الدائرات والمحاكم وكل الإدارات.. وهذا إجراء طبيعي مثل كل كائن يسكن الكرة الأرضية... لكن ما ليس طبيعي وما أراه خارج مجالي ككائن أرضي أنني لست مجرد رقم .. أنا إنسان من جسد وروح وعقل ونفس، من هاته الأبعاد الأربعة. لي كرامة يجب أن تحترم (وبخط أحمر تحت يجب) شئت أم أبيت.. لن أسمح بأن تتكرر مهازلك أيتها الجماعة، لأنني لا أعرف مع من أتحدث.. أيها النظام كما يقولون، أيتها العصابة.. لا أدري ولا تهمني التسميات.. ولنتفق على اسم الجماعة، لأنهم في النهاية ليسوا فردا واحدا وليسوا رقما واحدا بل هم مجموعة أرقام..
سأروي الحكاية لبقية الأرقام.. حكايتي الصغيرة المعروفة أكثر لأرقام بلدتي الصغيرة...
نلت مقعدا برلمانيا يحمل رقم (ب 148)، وبعد بضعة أيام وبالضبط في الليلة التي تسبق تنصيب العهد البرلمانية السابعة 2012/2017، وحين لم يعد وجودي مهما تقرر سحب هذا الرقم الذي أحمله مني، وتغيير المكان بإسم آخر.. هذا قد يبدو إجراء عادي ولو أنه غير عادي.. يحدث فقط في الدول ...
الغريب في الأمر وغير المقبول أنك أيها الرقم الذي هو أنا.. أتلقى الخبر على نشرة الثامنة مثلي مثل بقية الأرقام الأخرى وأنه تم سحب هذا الرقم الذي هو أنا .. لم يكلفوا انفسهم رفع سماعة الهاتف لإخبارك بالأمر.. ليس لديهم الوقت الكافي لذلك.. لأنك مجرد رقم.. ويبدو أنّ تلقيك الخبر بأي طريقة ليست مهمة الجماعة..
بل مهمتها الأكبر والأهم تسيير البلد للمزيد من البؤس.. والذي هو مجموعة أرقام بائسة...
مجرد تفصيل صغير جدا.. لم يتم اخبارك بالأمر وسمعته مثلك مثل البقية.. ليس حدثا مهما.. بالنسبة لي هذا الأمر هو الأهم ما في الحكاية، أهم من مقعد 30 مليون كما يقولون..
والكثير لا يعلم أنّ الأمور تسير هكذا .. نعم تسير هكذا، ونعطيهم نحن الأرقام البائسة كل مرة فرصة اهانتنا.. الكرامة فوق الحياة.. لن أسمح بتكرار الخطأ لأنني عشت التجربة.. حتى لو قرأت ذلك في الكتب وسمعت عن الحكاية، لكن التجربة أقوى من الكلام.. والأمّر من ذلك أنني عشت جبن ودناءة الأرقام التي كانت معي.. قد اجد عذرا للجماعة أنها رأتني مجرد رقم، وأنها "ماراهيش قاعدة تخمم فيا وفيك" .. بصح .. لكن الأرقام الجبانة التي كانت معي كانت على علم.. رأيت كلاما في عيونهم صباح ذلك اليوم، لم أتمكن من معرفته.. لم يكلفوا أنفسهم ذلك.. وهذا الأقسى.. دناءة وجبن ما يقال عنها جبهة التحرير الوطني.. ماذا فعلت؟ لا شيء.. لأنهم ببساطة الفساد بعينه.. نحن من نرضى بالفساد من حولنا، من بعضنا البعض.. أما الجماعة فبعيدة جدا ولو أنها الأقرب إلينا جميعا.. والأبعد عنا..
لكن من هو قريب لك ويشهر سكينه علانية وخفية مجرد رقم جبان ودنيء يظن أنه قوي الآن للحظات فقط.. مصيره في النهاية لقمامة رمي الأرقام غير المهمة.
قضيتنا مع فساد بعضنا.. فتجربتي الصغيرة في حزب الأفلان أثبتت أنهم أصل فساد كل الأحزاب، لأنهم جميعا مروا من هناك، من الأفلان، أو كانوا ببساطة النموذج الفاسد للاحقين لها.
خسرت رقما لكن لم ولن أخسر نفسي...
تعلمت الدرس وخرجت قوية وأنني أكبر من مقعد البرلمان وأكبر من كل مناصب الدنيا.. لأنني ممتلئة من الداخل.. ولا أحتاج للخارج.. لا احتاج المناصب ولا لأرقام الكراسي المصنوعة من الخشب والمغلفة بجلد يقال أنه أصلي.. وإنني أصل كل البدايات...



#خيرة_بوعتو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن يمنعك النظام.. حينها


المزيد.....




- مشاهد تخطف الأنظار لأشجار معمرة على قمة جبلية في سلطنة عُمان ...
- هل وافقت إيران على إنهاء الحرب مع إسرائيل؟
- -بعدما وبخها-.. ترامب: إسرائيل لن تهاجم إيران وطياروها سيلقو ...
- هكذا فاجأ ترامب كبار مسؤوليه بإعلان وقف إطلاق النار بين إيرا ...
- قمة لحلف الناتو لرص صفوف الحلف واسترضاء ترامب
- ترامب -يفجّر مفاجأة- بوقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل.. ...
- أكثر فعالية وأقل كُلفة من القُبة الحديدية: ما هي منظومة الشّ ...
- إيران: تزايد القمع خلال الحرب تحت غطاء -مطاردة الجواسيس-
- بلدة قصرنبا اللبنانية.. موطن الورد ومائه
- التحول العظيم في العالم ونظرية النهايات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خيرة بوعتو - كرسي رقم ب 148