أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - في الدولة الدينية .. دمار حتمي للعراق ؟















المزيد.....

في الدولة الدينية .. دمار حتمي للعراق ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 479 - 2003 / 5 / 6 - 04:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                 

السقوط السريع لنظام البعث الصدامي والإنحلال الشامل للمنظومة الأمنية والإستخبارية والحزبية التي طوقت العراق بأسوار الرعب والدم طيلة مايقارب الأربع عقود من الزمن العراقي المستباح ، قد خلقت لدى بعض القوى الطائفية والدينية تصورات واهمة حول حدود القوة وإمكانياتها ! كما خلقت لدى بعض الجماعات السياسية ذات النفس الديني والإيحاءات الطائفية العربية إشارات إلى إمكانية تحويل هزيمة المشروع الشمولي البعثي في العراق لنصر يصب في مجرى تيار الجماعات الأصولية التي تتحين إقتناص فرص الضعف السلطوي لبناء قواعدها والمجاهرة بآرائها ، ومحاولة ركوب الموجة للظهور من جديد وسط أنقاض الأحباط الشعبي وحالة الهزيمة! وهو ماتتبعه جماعات ( الإخوان المسلمون ) ! أو بقايا ( حزب التحرير الإسلامي )! والذي نعلم جميعا من أن له مريديه بين بعض الأوساط العراقية في الخارج والذين يحاولون عبر إمتداداتهم الداخلية وعلاقاتهم العشائرية والعائلية أن يجدوا تعبيرا لسياساتهم وسط حالة الفوضى والترقب القائمة في العراق اليوم .

والخريطة السياسية والمذهبية والدينية للمجتمع العراقي الحديث لاتتيح أي إمكانية للحديث عن قيام دولة ونظام على أسس دينية أو مذهبية ! ، فبرغم كل الشعارات التوحيدية التي تطرحها الشعارات المرفوعة في يافطات بغداد اليوم ، إلا أن تلك الشعارات تظل مجرد حالة إستهلاكية لايمكن تطبيقها في حالة اللجوء لتنصيب وإعتناق نظام ديني سيمهد الأساس الشرعي والقانوني والدستوري لفرض سياسة الحزب الواحد ، والدستور الرباني ، وتأليه وتقديس القيادة ! وفي ظل الفشل الإسلامي الواضح للوصول لنظام حكم إسلامي حقيقي لايكون إستمرارا لنظام هيمنة الفئة أو الحزب أو الطائفة الواحدة! وهو أمر متعذر في ظل التعددية الدينية والمذهبية في المجتمع العراقي المكون من أعراق وقوميات وملل ونحل تبدأ من الإسلام وتمر بالمسيحية وتنعطف نحو اليهودية هذا غير جماعات الصائبة المندائية ومذاهب الفرق السنية الأربعة والشيعة الإمامية بتفرعاتهم الأصولية والإخبارية! عدا عن الصراعات المستحدثة داخل الفرقة الواحدة كالصراع الدموي القائم حاليا بين دعاة الحوزة العلمية الشيعية العراقية ، وجماعة خط ولاية الفقيه السياسي الإيرانية!! وهو صراع خطير ومؤسف ولكن يمكن ترشيده لصالح إستقلالية القرار السياسي الشيعي العراقي عن المؤثرات الإيرانية ، وبما يؤمن الخصوصية الوطنية العراقية المحضة وفي إطار الحاجة الوطنية العراقية الخالصة وهو الأمر الذي لجأ إليه الإيرانيون ذاتهم خلال سنوات تعاملهم الطويلة والمجحفة مع شيعة العراق الذي عانوا الأمرين من القوانين الإيرانية ذات البعد الوطني الإيراني الخالص رغم أنهم في دولة ( الولي الفقيه )!! وكان تحجج رجال الدين في إيران دائما من أنهم يراعون الخصوصية الإيرانية!!! وقد جاء ت اليوم مرحلة الرد الشيعي العراقي على عذاب السنين الإيراني! هذا غير الصراعات والمطامح الشخصية للزعامات المتنافسة والتي تدخل ضمن إطار التنافس السياسي بأشكاله المعلنة أو السرية؟ ، أما بالنسبة للسنة والذين شهدت الدولة العراقية ومنذ بواكير نشوئها في 1921 هيمنة لرجالها على مؤسساتها الفاعلة رغم أن تلك الهيمنة لاتتم وفقا لشعارات طائفية رسمية ومعلنة بل وفقا لترتيبات تهيأت أسسها منذ  أيام الإحتلال البريطاني وبسبب الأخطاء السياسية والمواقف السلبية للشيعة بالإبتعاد عن التعامل الرسمي مع الدولة الجديدة فقد عزلوا أنفسهم قبل أن تتكفل الماكنة الطائفية الرسمية بتخطيط الأسس الفاعلة لتهميش الشيعة وإستغلالهم والتشهير بأصولهم ووطنيتهم وهو ماعبر عن نفسه بأبشع صورة من خلال نظام صدام البائد والذي لايمكن إعتباره نظاما سنيا خالصا بل نظاما فاشيا عشائريا لاعلاقة له بالدين والمذهب بل إستغل التطيف لأعراضه الخاصة ومارس أبشع سياسات القمع العنصرية تحت الشعارات البعثية والقومية المزيفة الغريبة عن تراث الأمة العربية والإسلامية رغم إفراطها في التمسح بأهداب الرسالة العربية الخالدة التي لم تتحقق بل سجلت أبرز مشروع هزيمة قومية شاملة عانتها الأمة العربية في تاريخها الحديث ، لذلك فطائفة السنة في العراق تعاني بلاشك من مخاوف تغذيها طبيعة التدخلات الإقليمية في الملف العراقي مع ضبابية المواقف الأميركية التي لم تحسم الموقف الميداني بشكل واضح ، ولعل تحركات الشيخ أحمد الكبيسي وخطبته البتراء في مسجد أبي حنيفة قد أثارت مخاوف معينة رغم أنها لم تكن سوى بالونة إختبار لقياس رد فعل الشارع السني ولجس نبض دول الجوار العراقي ، وسرعان ماتراجع الكبيسي عمليا عن كل صيغ التهديد والوعيد الذي تضمنها خطابه ألأول وتراجع عن لغة الصقور ليكون حمامة سلام ووئام وسط مخاوف الحرب والدمار وبما يوفر إنطباعا واضحا عن دور السنة المرن في أية ترتيبات مستقبلية قريبة لمعالجة مسألة الحكم في العراق ! وبرغم الإحتقان السياسي في الفلوجة التي تعتبر موقعا أصوليا مهما في العراق إلا أن تداخلات خارجية لعبت دون شك لعبتها في توتير الأوضاع ، ثم أن المشروع السياسي الإسلامي السني يظل تقليديا مرتبطا بالدعوة لإقامة دولة الخلافة الإسلامية!! وهي دعوة عائمة تتجاوز الإمكانيات الوطنية العراقية وتدخل ضمن المشروع الإسلامي والأممي العام ؟ على العكس من نظرية ( ولاية الفقيه ) الشيعية والتي لها تجسيد وإمتداد إيراني لايحظى بحماس شيعة العراق بسبب الحساسيات المعروفة بين الجماعات السياسية والفقهية الشيعية العراقية ، هذا دون أن ننسى أنه في سنوات صدام الأخيرة تغلغل الفكر الديني الوهابي ضمن بعض التجمعات الشيعية ذاتها بفعل التبشير المذهبي المقترن بتوزيع المساعدات المادية بسبب حالة الأزمة الإقتصادية التي يعانيها القطاع الأكبر من الشعب العراقي ! وبما يخلق نقاط توتر حادة نسبيا ، وما يحتاجه العراقيون الآن ليس مزيدا من الإنقسام ، وليس إعتناق النظريات المذهبية والفقهية والصراع حول مفهومي الخلافة أو ولاية الفقيه ؟ فتلك الصراعات لم تكن يوما هاجسا للشارع العراقي المسيس بطريقة حداثية وحضارية وعلى أسس وطنية شاملة تتجاوز إطار الإنتماء المذهبي الضيق ، لأن التحديات التي تواجه السنة والشيعة لايمكن تجزئتها طائفيا لأنها تتعلق بمستقبل العراق ووحدة أرضه وحفظ شعبه وتقرير مستقبله وهي مهمة شاملة لايمكن أن تنهض بأعبائها فئة دون أخرى ، وينبغي على العراقيين جميعا إظهار الولاء الوطني وإجبار قوى الإحتلال على تنفيذ الوعود بالمساعدة في ترسيخ الأسس الكفيلة بقيام نظام دستوري ديمقراطي ينقذ العراق من المأزق الخطير الذي قادته الفاشية إليه ، وثقتنا كبيرة بالشعب العراقي في التعالي والتسامي على كل الخلافات المذهبية الضيقة ، وكيان العراقيين الحضاري يكون بالدفاع عن الوحدة الوطنية العراقية والوقوف بحزم ضد كل محاولات التجزئة والتفتيت ، فالعراق للعراقيين بمختلف إنتماءاتهم وعرقياتهم.

 

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدام ... آخر همسة .. وغروب الآلهة ؟
- قناة ( العربية ) .. وقيادة البعث القومية ؟
- الكويت .. وأقلام الهزيمة المسمومة ؟
- ميلاد القائد الذي كان !.. حفلة في سراديب الهزيمة ؟
- الشيخ أحمد الكبيسي وشركاه .. مناورات وعاظ السلاطين ؟
- البعثيون في المصيدة .. ( الرفاق حائرون ) ؟
- ربيع العراق ... ونيران إيران .. تداعيات الهيمنة ؟
- قناة الجزيرة .. بين الشيخ ... والأمير ؟
- ربيع بغداد ... أحلام الولي الفقيه ؟
- عالم عربي لما بعد معتقلات الموت ؟
- الشيخ أحمد الكبيسي ... الولي الفقيه والخطبة البتراء ؟
- ليلة القبض على برزان التكريتي ؟
- سجناء العراق وأسرى الكويت .. شرخ في ضمير العروبة !
- حواسم ) صدام ... هل تحسم ( البعث ) في الشام ؟
- هل يتحول صدام لمهدي المحبطين المنتظر ؟
- صدام الذي كان ... والسيوف العربية الصدئة ؟
- وأخيرا ... إنتهى البعث من حيث إبتدأ ؟
- سقوط أصنام الهزيمة ... البعث الذكرى والمأساة ؟
- هلوسات بعثية ... وزير الأكاذيب وآخر كذبة ؟
- حديقة ( البعث ) الجوراسية ؟


المزيد.....




- مصدردبلوماسي إسرائيلي: أين بايدن؟ لماذا هو هادئ بينما من ال ...
- هاشتاغ -الغرب يدعم الشذوذ- يتصدر منصة -إكس- في العراق بعد بي ...
- رواية -قناع بلون السماء- لأسير فلسطيني تفوز بالجائزة العالمي ...
- رواية لسجين فلسطيني لدى إسرائيل تفوز بجائزة -بوكر- العربية
- الدوري الألماني: هبوط دارمشتات وشبح الهبوط يلاحق كولن وماينز ...
- الشرطة الأمريكية تعتقل المرشحة الرئاسية جيل ستاين في احتجاجا ...
- البيت الأبيض يكشف موقف بايدن من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ف ...
- السياسيون الفرنسيون ينتقدون تصريحات ماكرون حول استخدام الأسل ...
- هل ينجح نتنياهو بمنع صدور مذكرة للجنائية الدولية باعتقاله؟
- أنقرة: روسيا أنقذت تركيا من أزمة الطاقة التي عصفت بالغرب


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - في الدولة الدينية .. دمار حتمي للعراق ؟