أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الحزب الشيوعي وتخنيث الشعب العراقي؟/5*















المزيد.....

الحزب الشيوعي وتخنيث الشعب العراقي؟/5*


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 6867 - 2021 / 4 / 12 - 16:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فرض الاحتدام الصراعي بين الكينونة والبنيه الرافدينيه بصيغتها المنبعثة المتشكلة حديثا وبين الغرب وظاهرته العالمية، مع حالة اللانطقية العراقية، وتجلي عمل الاليات الوطنيه بلا اطار تعبيري لتعذره كما في اللحظة الكبرى العشرينيه، نوعا من الخاصية العملية المباشرة لجا لها الغرب من ناحيته من خلال "الدولة" المعروفة ب "الحديثة"، رافقتها ونتجت عنها ومعها اشكال من التجلي الايديلوجي من اسفل، حضرت منقولة وجاهزة ومهياة للاستخدام للأغراض العملية المباشرة، من دون سوابق او تمهيدات تستحق الذكر،من نوع تلك التي ظهرت كمثال في مصر، من نوع مايعرف بافكار "عصر النهضة" وماينسب الى التنبه على الغرب وحداثته والدعوة للحاق به، منذ الطهطاوي،وجمال الافغاني، ومحمد عبده، ومن جاء بعدهم ضمن مناخات ظاهرة "محمد علي" ومااثارته واحاط بها من اشكال تعبير، لم يظهر شبيه لها في العراق، او من عينتها سوى بعض ظلال باهته، ومع قيام الدولة، كان "جعفر أبو التمن" اول معبر عن الميل للحداثة من داخل البنيه ومناخات ثورة العشرين قد ذهب من ناحيته الى "الحزب"، لا الى الأفكار، فاقام عام 1922 "الحزب الوطني العراقي"، الذي لم يلبث ان حل معلنا فشله عن التعبير عن "الوطنيه العراقية"، بما كانت تقتضيه وتتطلبه من منجز متعد للحظة، ولطاقات وقدرات المتصدين للمهمة ممن قد يوصفون بالنخب على ضعفها وضحالة تكوينها مقارنة بمهمة بمستوى إجتراح طريق "حداثة عراقية"، مقابل الحداثة الغربيه.
من بين الخاصيات المتداولة بين من يسمون انفسهم "الشيوعيين" كمثال دال، هوكرههم ل "المثقفين" وعنعناتهم، و " تفلسفهم" الفارغ!!! ما يجري التعريض به في كل مناسبة، من قبيل الإرهاب الدال على العجز والفقر الفكري المدقع، والبنيه العملية البحته المانعة للعقل من الحضور، فكان المطلوب أداة جاهزة من خارج تاريخ المكان وبنيته، مثلها مثل الدولة التي ركبت من قبل الاستعمار الإنكليزي، أداة تقوم على اكراه العراق على الرضوخ لنموذج مجتمعي، ولنظرية في التاريخ وفي الاليات، جاهزة ومنقوله بحرفيتها جوهرا، مع كل مايترتب على ذلك من سياقات تصادميه مع الواقع الذي هي معنيه باكراهه وتحويره، لكي يطابق منظورها المنقول، بلا أي جهد، او محاولة تامل "وطني".
وكل ذلك يجري في موضع غير عادي، وتاسيسي على مستوى الابتداءات البشرية على الكرة الأرضية، وفي مكان منجزات استثنائية على صعيد التاريخ البشري، تقنيا ومعرفيا، كما في مجال الموقع والفعالية الكونية التفكرية والكيانيه الإمبراطورية، مما يهتم الغرب نفسه ويتوقف متلبثا عنده، فيوليه اهتماما يصل حد الاعتراف بان "الحضارة بدات في سومر"، وان هذه البقعة من العالم قد عرفت "المغامرة الفكرية البشرية الأولى"، وهو ما قد سجله كتاب وباحثون غربيون، ماكان يستوجب بالحد الأدنى، ظهور تيار تفكري عراقي يكون من نوع ومستوى ماهو مؤسس عليه، وتحت ضرورته، لايكون هو الاخر ملتحقا بالغرب وبمايصدر عنه من نظر "حضاروي"، تيار يحاكي الاليات والكينونة الوطنيه كما هي، وكما يتحسسها أبناؤها وتحسسها اجدادهم، وتفاعلوا معها ومع العالم انطلاقا منها، و بصفتهم هم هي.
كل ماتقدم اوجد في العراق اليوم أيضا ومجددا، حالة خاصة ذات نكهة بدئية، يمكن ان نطلق عليها اسم " البدئية التصادمية بين الاليات الرافدينيه والغربية بظل النهوض الغربي الحداثي"، حيث الظواهر هنا لاتكون هي بحسب ماتظهر للعيان، او المراقبة الشكلية السطحية، وحيث تصادم وامتزاج الحضور المتعارض للاليات المسقطة على الواقع العراقي، وتلك التي تصدر عنه، يفضي لنتائج ومنتهيات، فضلا عن المسارات، مخالفة ومختلفة عن تلك التي تقرأ عادة بعين المنهجيات الغربية المعروفة على مستوى المعمورة، وبالذات في بلدان مايعرف ب "العالم الثالث" الذي يلحق العراق به من دون وجه حق (1).
الافتراض السالف يوجب علينا ان نسال: هل ماقد انتظم تاريخ العراق الحديث في القرن الماضي، وماتحكم بمسارات تاريخه، الاليات "الوطنية" العراقية الموافقة للبنيه والكينونة التاريخيه، ام ان اليات المشروع الغربي ونموذجه ومجمل تفكراته، هي التي كانت لها الغلبه؟ مايعني ويوجب التمحيص تفصيلا بكل الظواهر والتسلكات والمواقف المختلفة، والظواهر التي رافقت هذا الطور وميزته ابتداء من الاستهلال الكبير المنطوي على دالة فشل أصاب الحضور الغربي الاستعماري المباشر، مع الثورة التحوليه غير الناطقةعام 1920 ، حين اضطر الى تبديل طبيعته، ونزع جلده كظاهرة كولونياليه احتلالية مباشرة، مختارا سبيل الوساطة والتخفي وراء واجهه عراقية "من اهل البلاد". الامر الذي يستوجب وضع قواعد في النظر الى الجبهتين ابتداء، وماتبع صدامهما الاستهلالي ونتج عنه، منطلقها القول بعدم أهلية ولا غلبة الظاهرة الغربيه الطارئة الحالة على ارض البدئية.
تتغير السردية العراقية للتاريخ الحديث وبداياتها، كما هو واجب مع اختلاف جذري عن تلك المستعارة التي تستغل لانطقية ثورة العشرين لتنطق عنها وباسمها، فتلحقها بأحد اطراف المنظور الغربي المسمى ب "الوطني" اعتباطا وتعديا،من نوع نسبتها الى عالم "الثورة الوطنيه العامة التي لم تحقق أهدافها كاملة" كما يردد الشيوعيون، مع ان الواجب والحقيقة يقتضيان القول : "ان مجيء الغرب المباشر الاستعماري، نتج عنه ابتداء مواجهة بين آلياته المستحدثة ونموذجه، وبين الاليات العراقية العائدة لبنيته التاريخه، نتائجها الأولية التي ترتبت عليها، وتمخضت عنها، دلت على بدء حالة اصطراع ذات طابع كوني، ليس الغرب راجحا او غالبا فيها" ويفترض هذا المنطوق نزع الاعتراف بنهائية الظاهرة الغربيه، او ذاتيتها النهائية هي نفسها، مايفتح الباب على احتمالية مؤقتيه الظاهرة المذكورة، او كونها عتبه ضمن عملية اشمل تنتظر الاكتمال.
ينطلق الحداثيون الايديلوجيون من اعلان انتصار الغرب نموذجا وكينونة، بمجرد اعتمادهم سياقات تشكلية حديثة كما يسمونها، ترتهن للالتحاق بالسوق الراسمالية العالمية، مع مايذهبون لتكريسه بخصوص اليات التشكل الوطني، والمقطع الطبقي المفترض، المتولد عن الالتحاق بالغرب وظاهرته، والشيوعيون بالذات هم "ضد" الغرب باسم الغرب ونموذجه، حيث يكونون فعليا وواقعا، ضد واقعهم، وضمن المعسكر المضاد لاليات بلادهم، يجهدون لمصادرتها وادامة لانطقيتها، وتعذر تعبيرها الذاتي.
وفي الأساس والاهم فان منظور الايديلوجيين بحسب مايرددونه جهالة عن "العلمية" هو " "لاعلمي" قائم على الانحياز لاكراهية طارئة، مضادة للوطنيه العراقية، فمايقولونه ويرونه هو تكريس للاحادية في النظر لظاهرة محكومة لصراعية بين طرفين وآليتين، ماسيكون مصيره التحول ابان الطور الريعي العقائدي القرابي من الدولة او التدبيرية الثانيه، بعد عام 1968، خارج التاريخ والحياة، وبموضع انعدام الحضور والفعاليّة (2) حين يتحول الحزب تماما الى غاية بذاته، ولايعود ولوبالحد الأدنى، وسيلة يراد بها تحقيق هدف من أي نوع كان سوى مصالح القيمين عليه.
ماالنتائج والحصيلة التي الت اليها مسارات التصارعية العراقيه الغربية خلال مايقرب من القرن، والى اين تنتهي، وعن ماذا تتمخض، وبالأخص مع ما قد استوجبته من نوع تدبيرية ريعيه بعد عام 1968 ،وما اقتضته من اشتراطات مستجدة تتعدى حدود العراق، وصولا الى دخوله طور وحالة "العيش على حافة الفناء الثانيه"، المستمرة والتي تبدأ مع الحرب العراقية الايرانيه عام 1980، الأطول بين دولتين بعد الحرب الثانيه، ولاتتوقف الى اللحظة الراهنه، احتراقا متواليا، واشكال دمار متصل، لايوصف، ولامثيل له، لافي يابان هيروشيما وناكازاكي، ولافي الفيتنام (3)، او أي مكان من العالم، وهو مايستوجب وصفا لابعادة وحيثياته ونطاقه العالمي، والنتائج المتوقعه منه، والمترتبه عليه.
ـ يتبع ـ
ملحق استطرادي: ظاهرة قمامة التاريخ؟/6

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• جاء سهوا في الحلقة الفائته الرابعه ان المؤتمر الوطني الرابع للحزب الشيوعي المنعقد في كردستان عقد عام 1980 والصحيح انه عقد في 1885 ما اقتضى التنويه.
(1) ينتمي العراق براينا الى عالم اخر، خارج عن التصنيفات المتداولة باعتباره عالم مابعد الأول، حيث سياقات العملية التاريخيه الراهنه تصل اعلى مستويات احتدامها، مع اطلالتها على مابعد غرب، ومابعد مجتمعية.
(2) منذ ان قام الحكم الريعي بطرد الشيوعيين من "الجبهه الوطنيه والقومية التقدميه" بعد 1977 تحت طائلة المتغيرات في نوع الصراع الداخلي الإقليمي وخصوصا نذر الثورة الايرانيه،( هكذا تفعل الاليات الذاتيه فعلها بالضد من الابتسارات الاحادوية والتوهمات الغبيه التي اعتمدها عزيز محمد وبطانته) فقد هؤلاء موقعهم المفترض، والذي راهنوا عليه، عن طريق لعب دور"بعثيي الجبل"، لم يعد للحزب المذكور أي دور، لاعلى الصعيد الفكري، ولا السياسي، سوى التلطي وراء القوى الكردية منها، والدينيه، بينما هو يحمل زوادة "التضحيات" العائدة لغيره، ولحزب اخر قام هو بتصفيته، اما ذهاب هؤلاء من باب امتصاص النقمه الحالة داخل قواعد الحزب، وبين كوادره، بسبب هزيمه التحالف مع البعث الحاكم الى " كردستان" وحمل السلاح، فلا تعدو عن كونها حالة تصريف للاحتجاج، براغماتيه وضيعة، ارتبطت بالخضوع من يومها للقيادة الكردية القبيلة الاقطاعية، الامر الذي تكرس متحولا لحالة مخزية من الارتهان لهؤلاء، وومن ثم للسفارة والمخابرات الأمريكيه، ولقوى العملية السياسية الطائفية التي تتصدر المشهد في العراق تحت وطاة الاحتلال الأمريكي الايراني.
(3) ابلغتني نائبة الرئيس الفيتنامي في ندوة جمعتنا معا في مومبي في الهند، ان الحرب على الفيتنام تسببت في "موت التربة" لمدة قرن على الأقل، قبل ان تعود لتستعيد حياتها من جديد.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعي وتخنيث الشعب العراقي؟/4
- الحزب الشيوعي وتخنيث الشعب العراقي؟/3
- الحزب الشيوعي وتخنيث الشعب العراقي؟/2
- الحزب الشيوعي وتخنيث الشعب العراقي؟/1
- بلاهات-يقظوية-و-حداثوية-العراق؟/ (2/2)
- بلاهات-يقظوية-و-حداثوية- العراق؟*/(1/2)
- الشيوعية ومسارات -قران العراق-؟ملحق4/ 16
- الشيوعيه ومسارات-قرآن العراق-؟/ ملحق 3 / 15
- الشيوعيه ومسارات-قرآن العراق-؟ ملحق 2/ 14
- الشيوعيه ومسارات-قرآن العراق-؟/ ملحق 1 / 13
- ماركس الطبقي واوربا التحوليّة؟/12
- ماركس الطبقي واوربا التحوليّة؟/11
- ماركس الطبقي واوربا التحوليّة؟/10
- ماركس الطبقي واوربا التحوليّة؟/9
- البابا الابراهيمي وبيت-الله- الثالث؟/8
- البابا الابراهيمي وموت ماركس وابراهيم؟/7
- البابا الابراهيمي و -قرآن العراق-؟/6
- ماركس الطبقي واوربا التحوليّة؟/5
- ماركس الطبقي واوربا التحوليّة؟/4
- ماركس الطبقي واوربا التحوليّة؟/3


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الحزب الشيوعي وتخنيث الشعب العراقي؟/5*