أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الشيوعية ومسارات -قران العراق-؟ملحق4/ 16















المزيد.....

الشيوعية ومسارات -قران العراق-؟ملحق4/ 16


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 6852 - 2021 / 3 / 28 - 14:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنوجد الشيوعيه في العراق باعتبارها نموذجا اكمل، واعلى اشكال وصيغ الانعكاس الغربي الحديث، وهي الاجدر بالمقارنه وإعادة القراءة على ضوء الواقع الذي نقلت اليه، بما هي الصيغة الأعلى التي تؤشر للانقلابيه الأحادية "الطبقية" قياسا على واقع ونوع مجتمعية " تحولي"، ولاشك ان الامر يستحق من هذه الزاوية التوقف لاجل تبيان الأساس التفارقي بين منتج واقع مجتمعي، واخر مباين له، ومختلف عنه نوعا وتركيبا ومآلات، الامر الذي سبق وان واصلنا الإشارة له، ومحاولة الوقوع على مضمراته من حيث الاليات والبنية، تاركين موضوع التسمية الاجمالية الى اللحظة المناسبة تطبيقا، على ضوء، وبدلالة واحدة من اهم وابرز الظواهر الحرية بالاعتبار، وماتنطوي عليه من معطيات التفريق الحاسم.
وسنبدا منذ اللحظة واليوم بالإعلان والتعامل مع المجتمعية الرافدينيه باعتبارها "مجتمعية تحولية" فريدة في بابها، ووحيدة على مستوى المعمورة، وجدت بالأساس والاصل ضمن اشتراطات دالة على نمطها ونوعها حتى على مستوى امكان المقارنه، مع انبثاق مجتمعية عريقة على مقربة منها، وضمن دائرتها المجتمعية الكيانيه، هي حالة نهرية أخرى، ومجتمعية نهر واحد، الشروط الانتاجيه فيها متلائمة كليا مع الجهد البشري الإنتاجي، ماجعل منها "أحادية أولى"، او الأحادية الابكر تاريخيا، مقابل "الازدواجية التحوليه الابكرالرافدينيه"، في وقت يكون فيه العقل، ويظل غير قادر وعاجز عن الإحاطة بالنمطية الرافدينيه، ويستمرعلى ذلك لفترة تطول لحين ترقي العقل عبر التجربة والاختبارالتفاعلي المجتمعي على مستوى المعمورة، حتى بلوغه لحظة الإحاطة واماطة اللثام عن الظاهرة المجتمعية ومنطوياتها، والاهداف المودعة فيها، والمقدرة لها، المحكومة بالذهاب اليها.
في واحده من اكثر المناسبات دلالة، قال باحث مهم في التاريخ العراقي وتاريخ "الحضارات" عموما، ان "الحضارة العراقية نشأت ديناميه، بينما الحضارة المصرية نشأت ناضجة"(1) وهذه واحدة من الحالات الدالة على القصور العقلي التي تلازم علاقة العقل بالمجتمعية، حيث العجز عن التفريق، بين كينونه مجتمعية وكيانبه مفتوحه لاتتحقق الا عبر ثلاث دورات، ووقت تصبح هي العالم، والتي من خلالها وحكم تفاعليتها وتحديها، يبلغ العقل طريقه التصيّري، وترقيه، وصولا لمغادرة النقص الخلقي الذي يلازمه ابتداء، فيحول بينه وبين الإحاطة بالظاهرة المجتمعية، بما هي ظاهرة تحوليه ذاهبه الى مابعدها، والى زوالها لصالح العقل المتحرر من وطاة الجسدية الارضوية، مع قيام مجتمعية العقل الممهده لما وراء الارضوية، وبين كيانيه أحادية التشكل.
ولا يتوقف مفعول القصور الأحادي الملازم للعقل البشري، مع الظاهرة الغربيه الحديثة، والتفارق القصوري المنوه عنه أعلاه لايختفي مع مايعرف ب"علم الاجتماع" الغربي الحديث، الذي هو بالأحرى علم اجتماع احادي، وعتبه اقتراب عقلي، تظل خارج دائرة استكناه الظاهرة المجتمعية، وابعد من ان تقارب حقيقتها ومنطواها المودع فيها، مادامت هي لم تبدأ بالتعرف على النمطية المجتمعية، وتوزعاتها الكوكبيه، أي خارطتها التفاعليه الموافقه لاشتراطات التحول التصيري التاريخي، وبالأخص القول الأساس الحاسم، بان المجتمعات وجدت لحظة نضجها التحولي، موزعة الى، مزدوجه موحدة مفتوحة تشكلا، وازدوجة مفترقة احادية، مايوجب جعلها ثلاثة أنماط هي :
1 ـ نمط مزدوج هو النمط الرافديني التحولي، البؤرة، وهو فريد في نوعه موافق كينونة وبنية لقانون الصيرورة التاريخية، وموجود بصفته تلك فقط في ارض الرافدين، من دون بقية المعمورة، وهو متشكل من مجتمعين: "لادولة او مجتمعييه لاتتجسد ارضويا" أساس، و "دولة قاهرة احادية"، يوجدان كوحدة صراعية انشطارية مجتمعية، اعلى من الانشطارية الافقية الطبقية، القائمة على الطرف المتوسطي الأوربي الاخر، تحكمهما معا، وتتحكم بتجلياتهما نهايات تتعداهما، لكنها كامنه بنيويا ومآلا في الانشطارية المجتمعية الأعلى من بينهما.
2 ـ نمط احادي دولة اعرق اشكاله نمط وادي النيل، كينونة النهر الواحد/، ذي التحقق الاحادي، التاسيسي الاجتراري السكوني، واعلى اشكاله وارفعها دينامية، هو مجتمع الانشطار الافقي الطبقي، المقابل، والموازي لمجتمع الانشطار العمودي المجتمعي الرافديني، كما نمط اوربا غرب المتوسط.
3 ـ نمط "لادولة احادي" كما في أمريكا قبل الغزو الابادي الاستيطاني الغربي، وامريكا اللاتينية، ومثال المايا والانكا والازتيك، وأستراليا قبل الغزو، وبعض افريقيا، وملامح في اسيا، وارفع اشكال هذا النمط، نمط اللادولة الأحادي الجزيري الشرق متوسطي، الملحق بالمجتمع الازدواجي الرافديني، وهو محكوم لاقتصاد الغزو، ومايقرب من مبدا "الاحتراب كوسيلة للعيش"، مع مايترتب عليه وينتج عنه من طاقات قتالية استثنائية واعجازية متفوقه ضمن اشتراطات الحرب الأولى اليدوية، والمجتمع المذكور وحدته وخليته القبيلة، المفتوحة لمرة واحدة ضمن اشتراطات خاصة استثنائية،على التحول الى "مجتمع لادولة عقيدي محارب"، استهدافاته بسبب محركات تحوله العقيدية والواقعية، ذات طابع كوني كاسح، لايرد. كما حدث في القرن السابع على يد النبي محمد( يتوقف تجلي دولة اللادولة العقيدية مع نهاية العهد الراشدي، لينقلب القانون لصالح القبيلة التي تستعمل العقيدة ضمن وسائل الغلبة العصبية كايديلوجيا، وهو ماقد حدث على يد معاوية بن ابي سفيان، مع قيام الدولة الاموية الوراثية على انقاض دولة اللادولة العقيدية النبوية الراشدية).
ـ أنماط مختلطه.
ولا مقاربة ممكنه للظاهرة المجتمعية أصلا وابتداء وكمنطلق، من دون مقاربة النمطية المجتمعية الأساس والمنطلق حين تبدأ لتعيين اغراضها، وأسباب ومقتضات وجودها كظاهرة ترق نشوئية ثانيه، "عقلية"، لاحقة على تلك الجسدية الأولى، السابقة على ظهور العقل وانبجاسه في الجسد الحيواني، منتهاها التفارق بين العقل والجسد، وتحرر الأول من وطاة الجسدية والارضوية بماهي لحظة عبور اجباري، انتقالي ضمن مسار الكائن الحي بين الأرض، السكن الأول، والاكوان العليا، المستقرمابعد الأرضي للكائن المادي الحالي.
حتى مع متبقيات القصورية في العقل الأحادي الغربي الحديث، حيث الذروة واعلى وارقى اشكال تجلي الأحادية المجتمعية ومنجزها، تبقى الاشارات والاضاءات الدالة على فعل وحضور الجوهر التحولي حاضرة وموجوده في بعض الايحاءات، مثل تلك التي توميء لها الماركسية من نوع "خضوع المجتمعات لقانون ياخذها من الشيوعيه الى الشيوعيه" وهو مايقابله ويتجاوزه تحوليا: القول بتحولية الظاهرة المجتمعية، وبانها تبدا تحولية ازدواجية منفرده وفي موضع بؤرة واحد، كما انها تبدا بنيوية، وصولا الى تحولها الى حالة عامه شاملة على مستوى المعمورة، مع الانقلاب، من التحولية البنيوية، الى التحوليه المادية، بعد توفر أسبابها وماظل ينقصها منذ ابثاقها الأول في ارض سومر، بظهور الالة والتكنولوجيا، فتتلاقى الوسيلة المادية، والقانون التحولي وقد اصبح شاملا بشمول قانون "العيش على حافة الفناء" مجتمعات المعمورة، وقفزة العقل الضرورية كما تتمثل في "قران العراق"ن القرآن الأخير الهادي، الدال على المسار المطوي المتعذر على العقل ابتداء.
نعم المجتمعية البشرية خاضعه لقانون، انما ليس قانون "الصراع الطبقي"، بل قانون "التحوليه" الفاعل الرئيسي تاريخيا على مستوى المعمورة، والناظم لمسارات المجتمعات ككل عبر الدورات التاريخيه والانقطاعات، وصولا الى الانقلاب الالي الأوربي، حين تدخل البشرية زمن الانتقال، من التحولية البنيويه، الى التحوليه المادية التحققية، ويصير التاريخ من يومها على موعد مع ماكان وجد بالاصل لاجل الوصول اليه، وهو ما يجري العبورباتجاهه بعد فترة أخيرة من التغلب الأقصى لمنظور الأحادية بحالته الأعلى والذروة، مع منظوراته للتحول الأحادي، ومنها اكثر صيغها كمالا: "الماركسية" التي تجد لها حضورا ملفتا خلال لاثلاثة عقود، على مستوى الفعالية في ارض التحولية الأصل، العراق.
هنا في هذا الموضع بالذات، تتخذ الماركسية بشكلها اللينيني، مسار وجود وفعل "تحولي" متجاوز لقاعدة انطلاقها الأحادي، بثوب شيوعي مظهرا، تحديدا خلال فترتها التطبيقية بالذات، بعد الثورة الروسية، وقبل دخول العالم طور"العيش على حافة الفناء"، وقت ان تبدا تلح وقتها ضرورات استكمال أسباب الانقلابيه التحولية، ويصير الانتقال الى "قرآن العراق" التحولي ضرورة راهنة، غير قابله للتاجيل.
فالاحادية المجتمعية لاتنتهي تجليا وحضورا، قبل ان تنتج اعلى اشكال "تحوليتها" الممكنه كما تتمثل في "الماركسية"،كما الحال بالنسبة لكل منجز اوربا الحديث، وما يتناسب مع قفزتها الاستثنائية الضرورية، قبل حلول زمن التحوليه المجتمعية، ودخول المجتمعات البشرية قاطبة مرحلة الانتقال الى العقل مجتمعية ، حيث يجري إرساء الشكل المجتمعي اللاغي للمجتمعية، والمنتقل بظاهرة المجتمعات الى مابعدها، أي الى ساعة انتهاء صلاحيتها، وبدءالانتقال الى مابعدها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المقصود هو الباحث الأهم في التاريخ القديم، طه باقر.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعيه ومسارات-قرآن العراق-؟/ ملحق 3 / 15
- الشيوعيه ومسارات-قرآن العراق-؟ ملحق 2/ 14
- الشيوعيه ومسارات-قرآن العراق-؟/ ملحق 1 / 13
- ماركس الطبقي واوربا التحوليّة؟/12
- ماركس الطبقي واوربا التحوليّة؟/11
- ماركس الطبقي واوربا التحوليّة؟/10
- ماركس الطبقي واوربا التحوليّة؟/9
- البابا الابراهيمي وبيت-الله- الثالث؟/8
- البابا الابراهيمي وموت ماركس وابراهيم؟/7
- البابا الابراهيمي و -قرآن العراق-؟/6
- ماركس الطبقي واوربا التحوليّة؟/5
- ماركس الطبقي واوربا التحوليّة؟/4
- ماركس الطبقي واوربا التحوليّة؟/3
- ماركس الطبقي واوربا التحوليّة؟/2
- ماركس الطبقي واوربا التحوليّة؟/1
- العالم العربي وانهيار البنى البدئية؟/4
- العالم العربي وانهيار البنى البدئية؟/3
- العالم العربي وانهيار البنى البدئية؟/2
- العالم العربي وانهيار البنى البدئية؟/1
- 1تشرين: لاثورة بدون -قران العراق-؟


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الشيوعية ومسارات -قران العراق-؟ملحق4/ 16