أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى إنشاصي - ما لا تعرفه عن الهُكسوس! (1-4)















المزيد.....

ما لا تعرفه عن الهُكسوس! (1-4)


مصطفى إنشاصي

الحوار المتمدن-العدد: 6866 - 2021 / 4 / 11 - 23:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مما يؤسف أننا مازلنا نقرأ مقالات، أو نشاهد فيديوهات تتضمن معلومات بعيدة عن الصحة، حول كثير من الأقوام القديمة، أو المعتقدات التي يقرأها علماء الآثار قراءة غير دقيقة، وكل له دوافعه أو مبررات قراءته، من علماء توراتيين زيفوا الحقائق ولوا عنقها للتوافق قصراً مع خرافات التوراة، إلى علماء متعصبين عرقياً وقومياً، إلى تلامذة مستشرقين غايتهم بث الفرقة والعداء والتأصيل للنزعات العنصرية الاستعلائية ...! فما دام السياسة والفكر لا جديد فيه، سأحول تناول بعض تلك المعلومات لتصحيح بعض أخطاءها!

الهكسوس
الهكسوس من القبائل العربية التي سكنت وطننا منذ القرن الثالث قبل الميلاد ولها جذور عربية أصيلة؛ إلا أن الباحثون وعلماء الآثار الغربيين والمؤرخون اختلفوا حول أصولهم العرقية، وأُسلوب معاملتهم لمحكوميهم، وقد ساءت صورتهم عند كثير من الكتاب والقراء، كما عمد بعض علماء الآثار والمؤرخين إلى تشويه تاريخها وأنسابها العربية لأسباب مختلفة، منها ما يعود إلى تأثر أولئك العلماء بروايات التوراة اليهودية المحرفة عنهم، ومنها ما يعود إلى بعض الكتابات المصرية الجنوبية التي كتبها فراعنة مصر الذين رفضوا الاعتراف بحق الهكسوس في الحكم، أو الذين خرجوا عليهم لطمعهم في الحكم، وقاتلوا من أجل استرداد حكم مصر منهم، وغيرها من الأسباب، من تلك القبائل العربية الأصل التي نسبها البعض من الغربيين إلى جنس غير عربي، وتبعهم بعض المؤرخين وعلماء الآثار العرب، الهكسوس، والفلسطينيين.
فقد زعم بعض المؤرخين أن الهكسوس من الجنس الآري أو الهندو آريين (الهند - وأوروبي)، وزعم آخرون أنهم الكاسيين أو الكاشيين الذين ذكروا في مصادر بلاد النهرين، وثالث زعم أنهم الذين عرفتهم مصادر آسيا الصغرى باسم الخاتيين والحيثيين، ورابع ادعى أنهم عُرفوا لدى سكان شواطئ الفرات العليا والمناطق السورية الشمالية الشرقية باسم الحوريين أو الخوريين، وعند فريق خامس من علماء الآثار والمؤرخين أن بعض المصادر الإغريقية أسمتهم الآخيين، وأخيراً عرفتهم المصدر المصرية باسم حقاو خاسوت الذي تحرف إلى هكسوس.
والذي يدقق في تلك الأسماء على تباعد الأقوام التي حملتها جغرافياً عن المواطن التي هاجر منها الهكسوس، ونزلوا واستقروا فيها سواء قبل حكمهم مصر أو بعد انتهاء حكمهم في مصر وخروجهم منها، يجد أن تلك الأقوام التي غطت مساحتها الجغرافية ما بين بلاد النهرين وآسيا الصغرى إلى بلاد الشام ومصر، وتنوعت أجناسها وتباعدت عرقياً عن بعضها، بعيدة جداً عن أن تكون كما زعم المؤرخون أنهم هم أنفسهم الهكسوس، ولكن اختلفت الأسماء التي أطلقت عليهم من منطقة إلى أخرى، لأن ذلك غير منطقي ولم يستدل القائلين بذلك على أي دليل أثري يؤكد صحة مزاعمهم تأكيداً شبه قطعي أو بما لا يرقى إليه أي شبه أو نوع من الشك في عدم صحته. ونحن هنا سنحاول جهدنا تصحيح تلك الصورة الخاطئة التي علقت في أذهان بعض الكتاب والمثقفين عنهم.

مَنْ هم الهكسوس
الهُكسوس هم مجموعة من القبائل العربية التي انتقلت من فلسطين وبلاد الشام إلى مصر على فترات متباعدة، بدأت من قبل تاريخ الأسرة الوسطى في مصر، التي بدأ حكمها نهايات القرن الثالث قبل الميلاد، وقد استطاعت تلك القبائل حكم مصر حقبة من الزمن نحو مائة وخمسون عاماً. وقد اختلف المؤرخون وعلماء الآثار حول أصولهم العرقية، وأُسلوب معاملتهم لمحكوميهم، ومدى تقدمهم الحضاري، وقد ساءت صورتهم عند كثير من الكتاب والقراء، واعتبروهم همج ومدمرين للحضارة ومستبدين وظالمين، وأنهم كانوا يدمرون كل شيء يجدونه في طريقهم!
معنى كلمة "هُكسوس" كما جاء في كتب التاريخ "حكام البلاد الأجنبية"، وأصل الكلمة مشتق من كلمة "هك" ومعناها في اللغة المصرية المقدسة "ملك"، ومن الكلمة المصرية "خاسوت" ومعناها "البلاد الأجنبية". ومما يؤكد ذلك أن تعبير "حقا ـ خاسوت" يطلق منذ عهد السلالة الثانية عشر نحو 2000 ق.م على رؤساء القبائل الآسيوية، الذين كانوا يعيشون في فلسطين وبادية الشام. وكانوا يزورون الولاة المصريين "ولاة بني حسن الأقوياء" ويقدمون لهم الهدايا. ولذلك اتفق الباحثون في تاريخ مصر على أن كلمة "هُكسوس" تعني حكام البلاد الأجنبية .
وأول من أطلق هذا الاسم عليهم "مانيتون" المؤرخ المصري الذي عاش في القرن الأول قبل الميلاد، الذي اعتبرهم (فينيقيين). كما أن البعض يعتبر الهُكسوس عرباً . وقد بين Albright أن الهُكسوس كانوا ساميين (عرب) وأنهم لم يكونوا من (الحوريين)، أو من الشعوب الهندو أوروبية ، ولقد أفرد (جورجي زيدان) فصلاً خاصاً في كتابه "تاريخ العرب" قبل الإسلام للهُكسوس وأورد دلائل عديدة لغوية وغير لغوية على أنهم من الجنس العربي، مع ترجيحه بأنهم من الآراميين الذين خمنا أنهم الخابيرو. وأورد أقوال العلماء المؤيدة لوجهة نظره هذه، ولقد قال (شاروييم) أن علماء الآثار قرروا نتيجة لدرس أشكالهم المرسومة على الآثار القديمة أنهم من الجنس العربي، حيث كان عليهم وشم باللون الأزرق وكانوا يتشحون بجلود الغنم . ولقد قال (درايتون) أحد علماء آثار وتاريخ مصر: أنه يجب ربط هجرة الهُكسوس بحركة هجرة سابقة لها حيث تدفقت هجرات من الشعوب الهندو أوروبية إلى الشرق، فدفعوا (الساميين) في ظهورهم واضطروهم إلى الهجرة نحو بلاد (كنعان) ثم إلى مصر، وإن كان تبعهم شراذم من الآريين والحوريين والحثيين .
ونحن نرفض ذلك الربط من (دريتون) الذي درج عليه الكتاب الغربيين المؤيدين للمزاعم اليهودية في فلسطين، في أكثر من حدث تاريخي في تاريخ فلسطين القديم، وذلك ليبرروا به تشريد الفلسطينيين من وطنهم عام 1948، على يد العصابات اليهودية التي اغتصبته وأقامت عليه كيانها اليهودي التوراتي، وبأن الحل كما كان يحدث عبر تاريخ فلسطين كله، بأن يعترف أصحاب الأرض الأصليين الذين هجروا وشردوا من أرضهم (فلسطين) بفعل تدفق العصابات الصهيونية على فلسطين واغتصابها بالقوة، بسياسة الأمر الواقع، وفي الوقت نفسه يقبلوا بالتوطين في بلاد الهجرة والتشرد، أي في مناطق لجوؤهم.
كما ذكر (المطران الدبس) في كتابه "تاريخ سورية": "يظهر أن قبائل سورية وبلاد العرب لم تقلق خواطر الملوك الرعاة ولم تزعجهم بحركتها لِما كان لها من نفع ومغنم من قيام دولتهم لأن اشتراك الفريقين في اللغة والدم والوطن القديم، كان ميسراً لمن جاء من سورية وبلاد العرب إلى مصر كسباً للمال والتجارة وأسباب العمل وحسن المعاملة حتى لقد هاجر جمع غفير من سورية وبلاد العرب وخاصة في أيام المحن والمجاعات" .
أما عن كيفية حكم الهُكسوس لمصر: يقول (سليم حسن) المؤرخ وعالم الآثار المصري الشهير: لقد احتدم الجدل في الماضي في الوقت الذي اجتاح فيه الهُكسوس الأراضي المصرية، أما تاريخ طردهم من أراضي مصر فهو متفق عليه الآن أنه كان حوالي عام 1580ق.م على يد الفرعون (أحمس الأول) مؤسس الأسرة الثامنة عشر، وأن الهُكسوس قد أصبحوا أصحاب سلطان في أراضي الدلتا حوالي 1730ق.م، وبذلك نرى أنهم كانوا قد حكموا مصر بين مد وجزر نحو قرن ونصف قرن من الزمان. ويضيف قائلاً: وكانت الفكرة السائدة عند عامة المؤرخين إلى بضع سنين مضت أن هؤلاء الغزاة ـ حسب تعبيره ـ قد انقضوا على الديار المصرية فجأة من بلادهم الأصلية واستولوا عليها عنوة، وأن ذلك قد حدث في فترة كانت مصر فيها بلغت من الضعف والوهن حداً بعيداً ... بل في الواقع توجد أسباب عدة تدل على أن أولئك الغزاة كانوا قوة ثقافية في وادي النيل منذ عهد الملك (سوسرت الثاني (1890-1887ق.م) أي في منتصف عهد الدولة الوسطى عندما كانت مصر في أوج عظمتها أو بعبارة أخرى أبان عصرها الذهبي .
والفقرة الأخيرة من كلام الدكتور (سليم حسن) تدل على عكس قوله عن الهكسوس "الغزاة"، فهي دليل على أنهم لم يكونوا غزاة أو محتلين أو طارئين على الأراضي المصرية، بل كانوا قبائل عربية هاجرت مثلها مثل غيرها من القبائل العربية التي سبقتهم ولكن لهذا العداء أسبابه كما سيأتي معنا.



#مصطفى_إنشاصي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطأ مصطلح فلسطين التاريخية ...؟! (2-2)
- خطأ مصطلح فلسطين التاريخية ...؟! (1-2)
- غزة مقبرة الدولة الفلسطينية! (4-4)
- غزة مقبرة الدولة الفلسطينية! (3-4)
- غزة مقبرة الدولة الفلسطينية! (2-4)
- غزة مقبرة الدولة الفلسطينية! (1-4)
- وعد بلفور وعلاقته بالطائفية ...! (3 -3)
- وعد بلفور وعلاقته بالطائفية ...! (2 -3)
- وعد بلفور وعلاقته بالطائفية ...! (1 -2)
- إبادة جماعية بغطاء دولي وعربي..؟!
- وقف إطلاق النار أولاً ليس سنة إلهية


المزيد.....




- أسموها -قاعة هند-.. طلاب متضامنون مع الفلسطينيين يغلقون مدخل ...
- هدى عبد المنعم.. 2000 يومًا من الاحتجاز التعسفي
- كيف تتصرف إذا علقت داخل المصعد مع انقطاع الكهرباء؟
- المكسيك تتهم الإكوادور بانتهاك القانون الدولي وترفع دعوى ضده ...
- من الشام إلى المهجر البرازيلي..
- زيارة لوزير أوروبي إلى دمشق هي الأولى من نوعها منذ بدء أزمة ...
- حماس: العرض المصري الحالي هو أفضل ما قدم لنا والتوصل إلى اتف ...
- الصين تقول إن حماس وفتح تبديان رغبة في المصالحة بعد محادثات ...
- قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي الصبرة بمدينة غزة
- الاحتلال الإسرائيلي يدمر قسم غسيل الكلى في مستشفى الشفاء بغز ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى إنشاصي - ما لا تعرفه عن الهُكسوس! (1-4)