أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لقاء موسى الساعدي - ان تدرَس الرواية في جامعة بغداد














المزيد.....

ان تدرَس الرواية في جامعة بغداد


لقاء موسى الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 6865 - 2021 / 4 / 10 - 20:37
المحور: الادب والفن
    


قبل أن يدب الياس في النفس، ونتنازل مجبرين تحت ضغط واقع لايقبل إلا أن يفتح عينه على الرداءة ويغمضها على منطق إيثار السلامة واليأس من التغيير. كان لي رغبة أن أضيف لمنهج تدريس الأدب الحديث ما يضيف الحيوية على الدرس ويوسع مدارك الطالبات اللواتي اعتدن أن يكتفين بالمحاضرات الجاهزة، يعدها الأساتذة وتحفظها الطالبات في أحسن الاحوال، حاولت أن أضيف قراءة رواية تكتب فيها الطالبات تقريرا تسلمه آخر العام الدراسي مع مناقشة لمحتويات الرواية تمتد على طول العام الدراسي حتى تكون أغلب الطالبات قد اكملن قراءة الرواية، وهو ليس بالنهج الغريب لأن الدراسة الاعدادية في العالم وفي دول عربية مجاورة، تفرض على طلابها أن يدرسوا كتبا خارج المنهج فكيف في الدراسة الجامعية!! لكنه لم يكن سائدا في جامعتنا بل إن قلة من الطلاب الجامعيين كانوا يقرؤون خارج المنهج المحدد، لذا فقد كان اعتماد هذا الاسلوب يبدو غريبا عليهن إلى حد ما. ومن الطريف أن أذكر تعليق إحدى الطالبات وقد طلبت منهم أن يدرسوا رواية (غايب) لبتول الخضيري، ولتخفيف الأمر عليهم قلت: هي كبيرة قليلا أليس كذلك؟ فقالت إحدى الطالبات: (دكتورة هذه الرواية دبة حرام عليج). كان مزاحها لطيفا واعتراضها معقولا قياسا بالرعب الذي استولى علي في سنة دراسية أخرى طلبت من الطالبات اد يدرسوا فيها رواية (ظل الأفعى) ليوسف زيدان، والرواية ثقافية تقدم معلومات تاريخية ودينية تناقش الموروثات القديمة التي تضع المرأة في موضع الإنسان الادنى؛ لكني نسيت أن في جزئها الأول هناك مشاهد جنسية وايحاءات جسدية تصف انحسار فكر زوج البطلة بهذا البعد من حضور زوجته، وهذا لأني قرأت الرواية من مدة تجاوزت السنتين وظل في ذهني الجزء الثقافي من الرواية... حتى نبهتني احدى الزميلات أن هذه الرواية قد تجلب لك المشاكل اذا اشتكت الطالبات. ولا يخفى عن اي قارئ ومتتبع للرواية العالمية والعربية ان هذه المشاهد تمثل جزء من مشهد الرواية العام فالرواية تحاكي الحياة والجسد ونزواته احد الجوانب التي تضيؤها الرواية القائمة اساسا على كشف المستور وتحليل الحياة الباطنية. كما ان القران الكريم نفسه لم يخلو من اشارات للحياة الجسدية وتنظيمها. ذهبت لقاعة الدرس وفي نيتي سحب الرواية وإلغاء دراستها لكني فوجئت بأن الطالبات قد كتبن على اللوح (من انث المؤنث قد ذكر المذكر) وهي عبارة من الرواية أردن أن يقلن لي من خلالها أنهن قد استوعبن الدرس واكملن قراءة الرواية. هنا خجلت من جبني وسكت، ودعوت الله أن يمر العام الدراسي دون مشاكل وقد حدث بحمد الله ومنته.
لكن مانجوت انا منه لم ينجو منه زميل آخر طلب من الطلاب قراءة رواية (العطر) لباتريك زوسكند أذ اوصلته شكوى الطلاب إلى مجلس تحقيق لم ينته إلا بشق الأنفس.
والسؤال هنا.. كيف يستمر الحال وكيف نستطيع أن نكمل مسيرة حياتنا ونحن نحاسب على مالم نرتكب!!! فإن كانت المشاهد الجنسية جزء من أحداث الروايات وجزء من بنيتها، لماذا يحسب على التدريسي انه ينشر الرذيلة حين يدرسها في الجامعة نفسها التي منحته الدكتوراه في ذات التخصص وهو الرواية العربية أو العالمية؟.والى متى يبقى يتحكم بحياتنا من يرى ان الاثارة الجنسية حاضرة في كل شيئ حتى في نص القران الكريم لذلك فقد فرضوا ان لاتقرأ البنات سورة يوسف وتقتصر على سورة النور.. وإلى متى يتحكم بمصائرنا الذوق الشخصي مع غياب الحدود الواضحة بين الصواب والخطا، والسعي الحثيث للتجهيل في جامعاتنا...!!!!.



#لقاء_موسى_الساعدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إبن رشد وشرح كتاب فن الشعر لأرسطو بين سوء الترجمة ومحاولات ا ...
- الحرب بالمدنيين في العراق منذ 2003 حتى ثورة اكتوبر 2019/ الي ...
- جناية الفكر الذكوري على تفسير القران الكريم- الاسلام والبيدو ...
- وهم الترجمة..هل يهتم احد بترجمة الادب العراقي؟
- قراءة في كتاب اللاعنف في التربية للفيلسوف الفرنسي جان- ماري ...
- الموت شعراً- نساء غيبتهن الكلمات
- الهروب الى الداخل في رواية طائفتي الجميلة (دراسة في لغة الرم ...
- قراءة نفسية في رواية اسد البصرة لضياء جبيلي
- رواية الفتنة لكنعان مكية ما لها وما عليه
- وضع الدراسات النسوية والجندرية في الجامعات العراقية


المزيد.....




- نذير علي عبد أحمد يناقش رسالته عن أزمة الفرد والمجتمع في روا ...
- المؤرخة جيل كاستنر: تاريخ التخريب ممتد وقد دمّر حضارات دون ش ...
- سعود القحطاني: الشاعر الذي فارق الحياة على قمة جبل
- رحلة سياحية في بنسلفانيا للتعرف على ثقافة مجتمع -الأميش- الف ...
- من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية.. رواية -لا بريد إلى غزة- ...
- حين تتحول البراءة إلى كابوس.. الأطفال كمصدر للرعب النفسي في ...
- مصر.. الكشف عن آثار غارقة بأعماق البحر المتوسط
- كتاب -ما وراء الأغلفة- لإبراهيم زولي.. أطلس مصغر لروح القرن ...
- مصر.. إحالة بدرية طلبة إلى -مجلس تأديب- بقرار من نقابة المهن ...
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس محمود عباس: الأزمة والمخرج!


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لقاء موسى الساعدي - ان تدرَس الرواية في جامعة بغداد