أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - هيثم الشريف - عمرها مئة وسنتين














المزيد.....

عمرها مئة وسنتين


هيثم الشريف
(إيëم الôٌي‎)


الحوار المتمدن-العدد: 1631 - 2006 / 8 / 3 - 00:46
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


علمت بأنها جاوزت المئة عام وسنتان!!فتوجهت الى حيث تسكن في قرية الصرّي- القريبة من بلدة دورا- الى الجنوب الغربي من محافظة الخليل بهدف الالتقاء بها ,ولم أكن أدري أن السماع يختلف عن المشاهدة!! فحين دخلت منزلها القديم شعرت بالهيبة والرهبة!! كيف لا وأنا كمن يدخل ليجالس التاريخ كله !!كيف لا وفي غضون لحظات سأنظر في عيون غارت في أماكنها!!
وما أن جلست جوار سريرها الذي لا تستطيع أن تفارقه بسبب تآكل العظام في قدميها ..أحسست بأني سأجتر بلحظات اللقاء كل الماضي.. بكل تفاصيله المرة قبل الحلوة... وما أكثرها!!!
جلست اليها وملامحا ترتسم مرارة ما عانت ..وبساطة ما عاشت.. وهذا ما أبدته تجاعيد وجهها لشدة ما مر بأهل زمنها من فقر هي وكل مان عاشوا ممن هم في جيلها وبالاصح من بقوا من جيلها وهم قلّة!!!
وبدأت المعمرة علياء المصري والتي تعدت المئة والسنتان بقليل والتي تفوق عدد ذريتها المئة وخمسون ذكرا وأنثى.. بدأت بسرد الحكاية ..من البداية!!!
حيث قالت" كنّا نعيش في مغارة ونأكل ونطبخ ونخبزعلى الحطب, فمعظم الناس كانوا يأكلون بحسب امكانياتهم المادية, فالغني كان يأكل القمح والذرة وأما الفقير فكان يأكل الشعير. و طعامنا ليس مثل اليوم اذ كان في مجمله يقتصر على "يخني البندورة..العدس...الكرسنّة.. القمح, فالناس فقراء وعائد العمل أيام الاتراك كان زهيد, فمثلا من يعملون بالحجارة أو غيره كانوا يتقاضون 10 قروش ,وبعد عودة الرجال من الحصاد الى دورا " يأكل الرجال اللحوم ان توفرت_وذلك نادر_ ويتم اطعام الضيوف وأما المرأة فتأكل ما تبقى !!كما تأكل العائلة اللحوم مرة واحدة في السنة أو مرتين في حين العائلات الميسورة تأكل اللحوم5الى6مرات في السنة. أما بالنسبة لأكلي اليوم فأكلي عادي , وأحيانا أطلب طبخات قديمة ولكن الاغلب في البيت لا يحبونها!!

وحول زواجها قالت المصري"تزوجت زوجي البالغ من العمر 50سنة حين كان عمري 15سنة بالرغم من أنه كان متزوجا وكان يخدم الدولة العثمانية, وكان مهري 50 جنيه فلسطيني.والحلي التي قدمت لي كعروس كانت عبارة عن عشر ريالات من الفضّة من الخواتم والأساور.
فترة الخطبة بحسب المعمرة المصري فقد قاربت على الثلاث سنوات وتضيف " لم يكن خطيبي يراني أو أراه ....حتى أنني كنت حين أراه من بعيد أهرب "تكمل وهي تضحك" وفي ليلة الزواج فقط رأى وجهي,وتعطي مثلا عن هذه العادة بالقول" قريب لي خطب احدى الفتيات خمسة سنوات دون أن يراها كما في جيل اليوم!!!

وتضيف "وكأي عروس صعدت الى ظهر الجمل بعد أن تم وضع ريش النعام على رأسي وألبسوني ثوب حرير لونه أحمر ومنديل لونه أخضر بالاضافة طبعا الى"الجبّة والخراخيش. وفتيات القرية يغنين لي الى أن وصلت منزل العريس وطبعا تضيف"العريس لا يقترب من العروس أو يراها قبل دخول المغرب,مؤكدة أن دبكة زمان أفضل من أعراس اليوم.
وحول العادات في أعراس زمنها تقول المصري"اذا كانت العروس تنتقل من منطقة لأخرى وكانت هناك مسافة بعيدة عادة يوجد في وسط الطريق تجمع سكني فيقوم سكان المنطقة الوسطى بين أهل العروس وأهل العريس بتجهيز الطعام لكل المارين على الجمال .

أما شكل المنطقة في ذلك العهد تقول المعمرة من جنوب الخليل" لم يكن في كل المنطقة الجنوبية سوى مغارة بها قسمين لبيع الاكل و الاشياء الاساسية الأخرى أما التنقل من منطقة لأخى فقد كان على البعير,كما لم يكن هنالك أي طبيب وكان كل واحد يمرض نقوم بالاكتفاء باعطاءه جعده ليشربها!!واضاءة المنازل كانت على السراج بالزيت. وأما الخبيز فعلى الطابون.
في صباها..كانت المعمرة علياء تعمل البساط....والمخالي..على المغزل وكانت تعجن ..وتطبخ ..وتحلب الماعز لكنها منذ مرضت كما تقول فما عادت تقوم من فراشها و تقضي وقتها بالصلاة والتلاوة.
المعمره علياء ذهبت للديار الحجازية مرة واحدة حين كان عمرها80سنة,وأما الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية والتي شاركت في الانتخاب فيها فقد سعدت بأن فاز فيها كل من سمعته حسنه بحسبها وتأملت الخير في المستقبل بصرف النظر عن الحصار الجائر..

وفي ختام اللقاء أشارت المعمرة الحاجة علياء المصري الى أن والدها توفي حين كان عمره100عام
وأن أخاها موسى المصري الذي يسكن بلدة يطا لا زال حيّ وعمره 121 سنة .

كما نلاحظ فان عامل الوراثة هام كأهمية المحافظة على الصحة من حيث الغذاء لدى المعمرين
ولا يمكنني أن أختم الا بالقول أنني كما كنت على موعد مع أهل الجود والكرم.. فقد كنت أيضا مع الحضارة والتاريخ!!!



#هيثم_الشريف (هاشتاغ)       إيëم_الôٌي‎#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلتان الامني…يهدد لي أمني
- على الخط الساخن أزواج يغتصبون زوجاتهن
- معيقات عمل المرأة في المجتمع الفلسطيني


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - هيثم الشريف - عمرها مئة وسنتين