مجازر لبنان ... والدم العربي الرخيص

طالب أحمد المعمري

الحوار المتمدن-العدد: 1628 - 2006 / 7 / 31 - 06:26
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

مجازر لبنان ... والدم العربي الرخيص
حقا لقد بان الآن رخص الدم العربي بعد ما رأيناه من مجازر في فلسطين ولبنان ، وهذا الدم رخيص عند العرب قبل غيرهم ، لأن إسرائيل بنت العالم المدله لا يجرأ أحد على انتقاد سياساتها الإرهابية لأنها تقتل العرب – كما تدعي - لتدافع عن كيانها الغاصب وتقف في وجه المنظمات الإرهابية ، المنظمات الإرهابية المتمثلة في الشجر والشجر المسالم ، المنظمات الإرهابية التي تتمثل في شعب أعزل وفي هدم بيوته عليه ، منظمات إرهابية من أطفال لبنان وفلسطين ونسائهم ، ؛ إنها الصورة الحديثة للحضارة الغربية الصورة البشعة لحضارة المادة البحتة التي انسلخت من كل صور الرحمة والإنسانية ، إنها صورة الوحش الغربي الجديد المتمثل في السرطان الأمريكي وورمه الخبيث في المنطقة الذي يجب أن يستأصل من الوجود حتى يعود الكون إلى صفائه ونقائه مرة أخرى ، وما دامت إسرائيل موجودة فلن ينعم العالم بالسلام ، إن المنظمة الإرهابية الوحيدة التي يجب أن تزال من وجه الأرض أمريكا وإسرائيل .
إن ما نراه من مواقف عربية هزيلة تجاه ما يحدث في لبنان وفلسطين يدل على العمالة التي تمارسها أنظمة العالم العربي لأمريكا وإسرائيل والتي تتعاون مع العدو ضد شعوبها العربي إن الصمت العربي المطبق دليل على الموافقة الضمنية لما تقوم به إسرائيل إيعازا من أمريكا بالعرب في لبنان وفلسطين ، وما انتقاد الأنظمة العربية للمقاومة والتعاطف مع أمريكا سوى دليل فعلي على تلك العمالة ، إننا إذا أردنا أن تعود للأمة العربية عزتها وكرامتها لابد وأن نخلصها من ذلك الداء الجاثم على صدرها والمتمثل في أنظمتها الجائرة الساقطة في الوحل الأمريكي ، إن هذه الأنظمة يجب أن ترحل عن وجودنا لأنها لا تمثل تطلعاتنا ولا أمانينا كعرب ، إنهم أوصلونا إلى حافة الذل والمهانة حتى أصبح قتل العربي يمر على العالم دون أن يستنكره أحد بل يشجعه الجميع بحجج واهية ليس لها على أرض الواقع من حقيقة تذكر .
أما جامعة الدول العربية التي يجب أن تلغى من وجهة نظري لأنها لا دور لها سوى عرض الخزي العربي والخلاف بين الأنظمة العربية ، وتكريس مبدأ التفرق بين هذه الدول ، وإذا ما أتينا إلى مجلس الأمن الأمريكي الإسرائيلي الذي لا هم له سوى تمرير سياسات أمريكا وإسرائيل ، ضد العرب والعالم كله ، ألم يحن للعرب أن ينسحبوا من هذا المجلس الجائر؟ ألم يحن للعرب أن يغسلوا عارهم فلا يحضروا جلساته على الأقل حتى لا يسمعوا الإهانة مباشرة ودون إن تكون فيهم حياة ؟ هل يعقل أن يكون مجلسا للأمن الدولي وهو يشجع إسرائيل على قتل الأبرياء ؟ يجب على هذا المجلس أن يغير اسمه أو أن يلغي دوره لأنه يقوم بنفس الدور الذي يقوم به الكونجرس الأمريكي ، إنه الطريق لإضفاء شرعية دولية على سياسات أمريكا وإسرائيل الإجرامية ، حتى أن مجلس الخوف هذا لم يستطع أن يدين أمريكا وهي التي تتعدي على مقراته وتقل مبعوثه ، إن هذا المجلس قد مات ويجب دفنه ، ولا خيار أمامنا سوى المقاومة الحرة ضد كل هذا التكالب من الجميع علينا ونحن قادرون على تحقيق النصر – بإذن الله _ .
في الحادي عشر من سبتمبر قام العالم ولم يقعد وبكى العرب وغير العرب على الضحايا الأمريكان وأدينت العملية إدانة قوية أدت إلى تدمير عدة بلدان في العالم الإسلامي والعربي وقتل مئات الألآف من المدنيين الأبرياء انتقاما للدم الأمريكي الغالي ، بينما الدم العربي في قانا والمجزرة الجديدة ليست سوى ضحايا حرب تأسف عليهم السيدة رايس وزيرة خارجية الشر ورسول الدم والهدم والحرق في العالم للكلب المسعور أمريكا .أين الذين بكوا من أجل أمريكا أين هم الآن ألا يستحق ما يحدث في لبنان وقفة رحمة منهم أم أن هؤلاء ليسوا بشرا ولا يستحقون الرحمة والشفقة .
بعد ما نراه من دم وهدم وإهانة هل سنعتبر الغيورين على أمتهم إرهابيين ؟ من يحتمل ما نراه من قتل يصحبه القهر والاستهانة بالعرب وتبرير مطلق من أمريكا لوحشية إسرائيل ؟ إن كل ما تفعله أمريكا وإسرائيل ما هو إلا لعبة صبيان لا تحسب لما تزرعه من كره وحقد وتدمير في العالم . لا تظن أمريكا أن الأحرار في العالم سيسكتون على ما تفعله ولا بد يوما أن يعود عليها بالشر وسينتقم المظلوم من الظالم ، إن أمريكا وإسرائيل تداعب البركان فإن انفجر فلن يكون لها وجود ، وهذه الأنظمة العربية الميتة الخائنة لن تبقى عائقا في سبيل النصر لأننا قد مللنا سياساتها القهرية ضد شعوبها ، بينما تنبطح أمام عدوها تلهج له بالإخلاص وتطلب منه الرضا ، إن على هذه الأنظمة أن ترحل غير مأسوف عليها .
إن الحل الوحيد هو المقاومة ودعمها من جميع العرب دون الاعتماد على الأنظمة العربية التي تغرق في سبات عميق ويجب أن نتكاتف جميعا مهما كانت التضحيات في سبيل المقاومة وردع العدو الإسرائيلي والأمريكي بكل الوسائل ويجب على شعوب العرب بكل طوائفها ومنظماتها ومذاهبها وأفكارها أن تتحد اليوم في صف واحد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة أمتنا وكرامتنا وإنقاذا للأبرياء المسحوقين تحت القصف الإسرائيلي المدعوم عالميا .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل