أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - العربي الحضراوي - الفكاهة المغربية بين تراجع الإبداع واجترار الأفكار














المزيد.....

الفكاهة المغربية بين تراجع الإبداع واجترار الأفكار


العربي الحضراوي

الحوار المتمدن-العدد: 6855 - 2021 / 3 / 31 - 22:03
المحور: الادب والفن
    


من خلال تتبع مسار الفكاهة في المغرب نجد أنها أخذت مسارا شائكا لكي توطد العلاقة مع المتلقي. هذا المتلقي الذي لا يرضى بكل المواضيع التي تعرض أمامه، فهو مواطن مغربي يسهل أن تجعل ابتسامته العريضة تظهر في ظل ما يعانيه أحيانا من عثرات الحياة وتقلبات الزمن، ونحن على بعد أسابيع قليلة من شهر رمضان المبارك سنجد تهافت التهافت على تكرار السيناريوهات وإعادة نفس الحركات والقفشات، من أجل رفع عدد المشاهدات وكثرة المشاركات دون الأخذ بعين الاعتبار احترام أذواق المشاهدين والمتتبعين.
والفكاهة ليست مجرد كلمات تقال عبثا دون أن ننتظر نتيجة منها، بل العكس فالناظر إلى الأدب العربي سيجد أن مضمون الفكاهة يشكل عنصرا أساسيا في الأدب، بحيث استطاعت هذه الفكاهة من أن تفرض نفسها كعامل قوة داخل الكتابات العربية المشهورة التي التزم أصحابها بالجدة والعمل وعلى سبيل الذكر لا الحصر نجد، (عيون الأخبار لابن قتيبة)، (الإمتاع والمؤانسة لأبي حيان التوحيدي)، (البخلاء للجاحظ)، (الظراف والمتماجنون لابن الجوزي) والثعالبي ‏صاحب (يتيمة الدهر) في كتابه (نتف الظرف)، قد أفاضوا واستفاضوا في الحديث عن جملة من الطرائف والنذر التي عرفها الأدب العربي وما تمتاز به أحيانا من فوائد علمية وادبية، لأنها تمثل لنا ذلك السجل التاريخي بتنوع قضاياه السياسية والاجتماعية.
ولقد كان العمل الفكاهي في المغرب يتسم بالندية وتقديم الأعمال المتميزة من خلال سيناريوهات كبيرة هدفها الأول رسم ابتسامة موزعة على مختلف الطبقات الاجتماعية حتى تقوم بوظيفتها الروحانية والفيزيولوجية، ولأننا كشعب مغربي نقدر العمل الفكاهي المثالي كتابة وعرضا رغم اختلافاتنا في عملية تقويم الضحك والفكاهة، لا زلنا نتغنى بما شاهدناه من عروض قديمة، نكرر بعض كلماتهم بيننا بين الفينة والأخرى، نضحك على رؤية صورهم معلقة في الشوارع، نتذكر زمنا جميلا من الكلام الماتع فيكفي أن نذكر مثلا أسماء الثنائي مصطفى الدسوكين ومصطفى الزعري وعبد الرحيم التونسي (عبد الرؤوف)، أو الحسين بنياز باز، أو مسرحيات (حسي مسي) و (شرح ملح) لمسرح الحي بأعلامه الكبار عبد الإله عاجل، محمد الخياري، نور الدين بكر، حسن فلان، عبد الخالق فهيد، محمد خاي...، الذين تحولوا فيما بعد إلى الأعمال التلفزية بصفة فردية أو ثنائية كانوا ولا زالوا يقدمون ما في جعبتهم لكي يحافظوا زمنهم الجميل في العرض.
لكن مع الأسف هذا السحر من الابداع سوف يبدأ بالتراجع في ظل ميوعة ما يتم تقديمه من عروض ساهم فيه مع الأسف حتى هؤلاء، فسقطنا في اجترار الماضي دون أن نضيف عليه الجديد فكان الحصول على نسبة المشاهدة هو الهم الشاغل لهم، لأم الناظر لهذا المحتوى سيدرك حتما غياب أي سيناريو مؤطر لأعمالهم مجرد ارتجال أي ينتهجوا سياسة (كوكوط مينوت)، اللهم بعض الأعمال التي تظل محسوبة على طرف الأصابع كاجتهاد حسن الفد في أعماله الفكاهية التي تترك جانبا إيجابيا في عرضها شكلا ومضمونا. إذ أعتبره ذلك الفنان الذي يأخذ وقتا في كتابة أعماله الفنية كأنه يقوم بإعداد بحث سيقوم بمناقشته.
وعلى غرار هذا سنجد هروب الفئات المجتمعية بمختلف تلاوينا إلى ما يعرض في وسائل التواصل الاجتماعي من عروض وبرامج فكاهية أخذت السخرية من المواضيع الاجتماعية النصيب الأكبر، فازدهرت معها بعض الأسماء الهامشية لكي تسجل اسمها في خانة العروض الفكاهية بعيدا عن الانتقائية المزيفة في العروض التلفزية مثل باسو ويسار اللذان يقدمان نموذجا في البحث والتنقيب وعدم السقوط في التكرار والاجترار الذي سئمنا منه جملة وتفصيلا، كما أن الجمهور الذي يلجأ إلى هذا العمل من أجل المشاهدة فقط دون تقييم للعمل فهو في حد ذاته يساهم في هذه الميوعة من العرض وفي هذا الصدد يقول: تشالنور: "إن جميع الجماهير تتصف بالغباء، ولكن الكوميدي السيئ ‏هو من يتيح لهم معرفة ذلك". ويصرّ على أنه "إذا كان من الممكن قيادتهم، فإن ذلك فقط ‏في الاتجاه الذي يرغبون بالذهاب إليه".
فإذا كنا نلجأ في حياتنا اليومية إلى مشاهدة الأعمال الفكاهية من أجل الضحك فغرضنا الأساس هو تلك التسلية التي نريدها لعقولنا حتى نرتاح من سلسلة الأفكار الروتينية القاتلة، ولكي نخفف من استبدادها حتى لا نقع في سجن عبوديتها، وباختصار أن تضحك هو أن تعيش بعُمُق. ‏ ‎



#العربي_الحضراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - العربي الحضراوي - الفكاهة المغربية بين تراجع الإبداع واجترار الأفكار