الشعبوية

خالد خالص

الحوار المتمدن-العدد: 6853 - 2021 / 3 / 29 - 23:43
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    

الشعبوية مصطلح مشتق من كلمة الشعب، تدل أساسا على جعل هذا الشعب، أو جزء منه، في صراع مفترض مع النظام أو مع نخبة معينة، سواء كانت ممثلة في السلطة أو في أشخاص أو هيئات أو جماعات نافذة بشكل أو بآخر في المجتمع.
وتشطر الشعبوية المجتمع من تم الى معسكرين متخاصمين هما "الشعب الأبي النقيّ" مقابل "النخبة المتسخة الفاسدة" وتتمثل عادة في خطاب سياسي "هجومي" (أو في سلوك معين) موجه الى طبقة شعبية لإدانة الخصوم السياسيين، يتحدى صاحبه وينتقد من خلاله إما النظام أو المسؤولين عليه أو نخب المجتمع و"قوتها الظالمة المتغولة" ضدا على المؤسسات التقليدية الديمقراطية.
والخطاب أو السلوك الشعبوي هو خطاب أو سلوك مزاجي سياسي أخلاقي موسمي لحشد وتجييش جهة ضد جهة أخرى، لا يتضمن أي محتوى فكري أو نظري معين في السياسة ولا يقدم أي رؤية سياسية أو أيديولوجية للمتلقي.
ومن تم فإن على المهنيين وخاصة منهم المحاميات أن يحترسوا من هذه السياسة الشعبوية المزاجية التي هي ظاهرة خطيرة تتغدى على أحاسيس التهميش والحرمان والغضب وتسعى الى التفرقة والشتات لأهداف خفية والمطالبة بقانون مهني يرسخ المناصفة ولا أقل من المناصفة في الأجهزة المهنية ولا سيما في مركز النقيب ومركز عضوية مجلس الهيئة ورفض الكلام عن الكوطا التي هي منحة حاطة من كرامة المرأة المحامية.
فالأمر إذن أكبر بكثير من الاستغلال السياسي الشعبوي لما يطال المرأة المحامية، وأكبر بكثير من أي حفل استقبال وأكبر بكثير من تقديم الورود والشوكولاتة للنساء في 8 مارس من كل سنة لان هذه المناسبة أصبحت بدورها متجاوزة لتشخيص الإجحاف الذي يطال النساء المحاميات، لأننا هرمنا مع التشخيص وإعادة التشخيص الذي نقوم به منذ 26 سنة (مؤتمر بيكين )، ولكن الوقت قد حان بجد منذ دستور 2011 لأخذ مواقف واضحة، وسن قوانين وأنظمة صارمة، تقضي على الفوارق، لنصل الى مساواة حقيقية للحقوق بين الرجال والنساء في مهنة المحاماة بالمناصفة.
ولن أمل من إعادة قول ما كتبته يوم 8 مارس 2005 من أنه "بامكاني الجزم ... على أن المحامية المغربية تشرف المرأة المغربية وتشرف المرأة العربية وتشرف المرأة بصفة عامة اينما كانت. فتحية للمحامية المغربية وتحية للمرأة المغربية وتحية للمرأة أينما حلت وارتحلت" في إنتظار إرادة سياسية حقيقية للانصاف والمناصفة بعيدا عن السياسة الشعبوية.

#خالد_خالص (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات