أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احمد الحمد المندلاوي - كتابات مندلاوية 50/نساء2














المزيد.....

كتابات مندلاوية 50/نساء2


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6850 - 2021 / 3 / 25 - 12:22
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


# لقد اشتهرت الزرقاء بنت عدي بين نساء عصرها ببلاغة المنطق والمواقف الجريئة من الحاكمين اعداء الحق والانسانية وبولائها لأمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب (ع) ، واشتركت معه في معاركه مع معاوية بن أبي سفيان في صفين، وكانت كما تؤكد اكثر المصادر تتصدر جبهات القتال الى جانب أهل العراق تحرضهم على الثبات والنضال والمضي في المعركة حتى النصر.
وبعد مصرع أمير المؤمنين(ع) واستتباب الامور لـ معاوية في بلاد الشام، كتب الى عامله على الكوفة طالباً منه ان يحمل اليه الزرقاء مع من كان يطلبهم ويطاردهم من وجوه الشيعة واعيانهم، فأرسلها اليه تحت رقابة فريق من جيشه، ولما دخلت عليه رحب بها وقال لها:
أتعلمين لماذا ارسلت في طلبك؟ فردت بجرأتها التي لازمتها في جميع مواقفها قائلة:
سبحان الله أنى لي بعلم ما لم أعلم، وهل يعلم ما في القلوب غير الله؟.
فقال :بعثتُ اليك لكي أسألك عن مواقفك في صفين بين الصفين، توقدين الحرب وتحرضين على القتال؛ وعما حملك على ذلك.
فقالت: يامعاوية لقد مات الرأس؛ وبتر الذنب، والدهر ذو غير ومن تفكر أبصر والامر يحدث بعده الأمر، وطلب منها ان تعيد عليه كلماتها التي كانت تلقيها بين الجبهتين في صفين تحرض فيها اصحاب الإمام علي (ع) على الثبات والمضي في الحرب حتى النصر، فلم تستجب لطلبه، وقالت له اتقاء لشره:
لا أحفظ شيئاً منها، فقال لها:
أنا أحفظها لله أبوك يازرقاء. واندفع يتلوها عليها فلما انتهى الى قولها: ان المصباح لايضئ مع الشمس، وان البغل لايسبق الفرس وان الزّف لايوازن الحجر، ولايقطع الحديد الا الحديد، الا انَّ خضاب النساء الحناء، وخضاب الرجال الدماء،والصبر خير عواقب الأمور، أيهاً الى الحرب غير ناكصين ولامتشاكسين فهذا يوم له ما بعده.
ولما استعرض كلماتها هذه تغلب عليه الحقد والغضب وقال لها:
والله يا زرقاء لقد شاركت علي بن ابي طالب في كل دم سفكه.
فردّت عليه ساخرة منه: أحسن الله بشارتك وأدام سلامتك، مثلك من يبشر بخير، ويسر جليسه، والله لقد سرّني قولك واتمنى أن اكون كما ذكرت. ولم يكن يحسب معاوية وهو في عنفوان جبروته، والحاكم المسيطر على جميع طاقات الأمة ومقدراتها ان يجرؤ احد على مقابلته بتلك الصلابة والجرأة وتتمنى امرأة اسيرة بين يديه على الله ان يحشرها مع من قاتله وسفك دماء جنده واصحابه.
وبعد ان وجد ان العنف لا يرهبها ولا يضع حداً لولائها ولتفانيها في حب علي وآل علي(ع) ولا لجرأتها عليه، تراجع أمامها الى أساليب المكر والمخادعة التي اعتاد عليها، وقال لها:
والله لوفاؤكم له بعد موته أحب الي من حبِّكم له في حياته، وتمنى عليها ان تذكر له حاجتها وما يهمها من امور دنياها ليمنحها ماتريد.
فرفضت ان تمد يدها اليه وقالت: لقـد آليت على نفسـي ان لا أسـال امــيراً
أعنت عليه شيئاً ابداً*.
* الإنتفاضات الشيعية ص 330



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة مثل..29/2021م
- حلبجة في ذاكرة المندلاوي/3
- الصافي النجفي و رباعيات الخيام
- حلبجة في ذاكرة المندلاوي/2
- كتابات مندلاوية 49/بوياقي
- كتابات مندلاوية 48/نساء1
- كتابات مندلاوية 47/اغتيال
- الهدية في الشعر العربي
- كتابات مندلاوية 46/محراب الوفاء
- انتصار..
- كتابات مندلاوي -45/صلاح
- نوروزنا في مندلي
- شخصيات كوردية فيلية
- باب النجاة ..
- مع الشاعرة ناهيد
- حلبجة في ذاكرة المندلاوي /1
- إصدارات مركز مندلي/ ج1
- وطنٌ في تبانة الغيظِ
- يا ضميراً مزّقوه
- مصابيحُ الصهيل


المزيد.....




- العدد الأسبوعي (554 من 2 إلى 8 ماي 2024) من جريدة النهج الدي ...
- الاستشراق والإمبريالية والتغطية الإعلامية السائدة لفلسطين
- نتائج المؤثمر الجهوي الثاني لحزب النهج الديمقراطي العمالي بج ...
- ب?ياننام?ي ??کخراوي ب?ديلي ک?م?نيستي ل? عيراق ب? ب?ن?ي م?رگي ...
- حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا ...
- قادة جامعات أميركية يواجهون -دعوات للمحاسبة- بعد اعتقال متظا ...
- دعوات لسحب تأشيرات الطلاب الأجانب المتظاهرين في امريكا ضد عد ...
- “بأي حالٍ عُدت يا عيد”!.. العمال وأرشيف القهر
- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...
- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احمد الحمد المندلاوي - كتابات مندلاوية 50/نساء2