أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لينا الحسيني - تارسيلا دو أمارال: مناضلة اشتراكية رسمت تفاصيل معاناة البروليتاريا في أمريكا اللاتينيّة














المزيد.....

تارسيلا دو أمارال: مناضلة اشتراكية رسمت تفاصيل معاناة البروليتاريا في أمريكا اللاتينيّة


لينا الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 6846 - 2021 / 3 / 20 - 10:53
المحور: الادب والفن
    



من المثير للاهتمام في الأزمات والمناسبات التاريخيّة، أن ننظر إلى الوراء في الأفكار التي جسّدتها أعمال أهم فناني الواقعيّة الإشتراكيّة فيما يتعلق بالقضايا الإنسانية والنّضالية. كان العمل وظروفه اللاإنسانيّة محور اهتمام غالبية هؤلاء الذين نقلوا بريشتهم معاناة الطبقة العاملة في ظل الرّأسمالية.

إنّ ما يجعل اللوحة مثيرة للاهتمام، واستثنائية، يتمثّل في ما تحمله من أبعادٍ تجعل الهمّ الإنساني في قلب الفكرة.
التزم بعض الرّسامين مهمّة توثيق الحياة اليومية للعمّال من بنائين، وحرفيين وفلاحين وعمال مصانع في إشارة واضحة لكرامة العمل الإنساني وأهميته الاجتماعية، وكمحاولة اعتذار من هؤلاء المعذبين الذين يتحمّلون شظف العيش وقسوة القوانين المجحفة. من بين هؤلاء الرّسامين كانت الفنانة البرازيلية تارسيلا دو أمارال.

ولدت تارسيلا في نهاية القرن التاسع عشر لعائلة ثريّة من أصحاب مزارع البن في ساو باولو. درست العزف على آلة البيانو والنحت والرسم قبل مغادرتها إلى باريس للدّراسة في العام 1920.
بعد عودتها من فرنسا، عاينت عن قرب آثار الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي هزّت العالم في العام 1929 حين خسرت عائلتها جزءاً من أصولها المالية. سافرت إلى الاتحاد السوفيتي وهناك توثّقت معرفتها بالأفكار الاشتراكية بفضل صديقها الطبيب النفسي أوسوريو سيزار.

عندما عادت من الاتحاد السوفيتي، سُجنت لمدة شهر في العام 1932 بسبب انتسابها إلى الشيوعية. في هذا الوقت، كانت السياسة وموضوع العمل حاضرين في اثنين من أعمالها: "العمال" و"الدّرجة الثّانية".
توضح هاتان اللوحتان اللحظة السياسية والاجتماعية البرازيلية في أوائل ثلاثينيات القرن العشرين: التصنيع، والهجرة نحو المدينة ، وتوطيد الرأسمالية الصناعية ، وطبقة العمال المهمشة والمُستغَلة (خاصة في ولاية ساو باولو مسقط رأس الفنانة). في هذا الوقت كانت الحكومة تسيطر على النقابات العمالية، ووقعت صدامات بينها وبين الأحزاب اليسارية، وتمّ اعتقال وقتل ونفي المئات من الاشتراكيّين الثّوريين الذين كانوا يقاتلون من أجل تحسين ظروف العمل واحترام إنسانية العمال.

خلّدت تارسيلا في لوحة "العمال" ملامح عمال المصانع بوجوههم المتباينة ، فصوّرتهم واقفين جنباً إلى جنب بألوانهم وأجناسهم المتنوّعة، ورغم هذا التّمايز، فإن ملامح التّعاسة واليأس وحّدت وجوههم الواحدة والخمسين.
"عمال" تارسيلا يتطلعون إلى الاتجاه نفسه ولا يؤسسون أي اتصال بصري مع بعضهم البعض، يقفون بشكل هرمي يسمح برؤية خلفيّة المشهد: سلسلة من مداخن المصانع الرّمادية. إنهم يجسّدون ظروف العمل السيّئة التي يعيشونها، في سياق اضطهاد النّمو الرأسمالي في البرازيل ويذكروننا بالثمن الباهظ الذي يدفعه العمال في صراعهم للبقاء على قيد الحياة. أما لوحة "الدّرجة الثّانية" فقد وثّقت هجرة العمال من الرّيف إلى المدينة، وتظهر فيها أسرة فقيرة يبدو البؤس والتّعب على وجوه أفرادها القلقين الحفاة كباراً وصغاراً.

في حياتها المهنية، قدّمت تارسيلا دو أمارال أكثر من مئتي لوحة، والمئات من الرسوم التوضيحية، والنقوش، والجداريات والتماثيل وأسّست مدرسة الفن الحديث في أمريكا اللاتينية، من خلال تطوير أسلوب فريد خاص بالبرازيل . قبل سنوات من تبنّي الموضوعات الاجتماعية في لوحاتها، كانت تارسيلا قد أكّدت نيّتها تجسيد الأوضاع السّياسية والمعيشية في البرازيل من خلال لوحاتها.

تارسيلا وغيرها من الفنانين لم يكونوا راضين عن التغييرات السطحية لقوانين العمل، لذلك أرادوا من خلال فنّهم التعبير عن رؤيتهم الثوريّة الرامية إلى إحداث تغييرات جذريّة في تلك القوانين باعتبارها الحل الأمثل لمعالجة المشكلات الإجتماعية، وكان لهم ما أرادوا.



#لينا_الحسيني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السّياسات النيوليبراليّة تخنق العالم


المزيد.....




- ترحيل الأفغان من إيران.. ماذا تقول الأرقام والرواية الرسمية؟ ...
- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لينا الحسيني - تارسيلا دو أمارال: مناضلة اشتراكية رسمت تفاصيل معاناة البروليتاريا في أمريكا اللاتينيّة