أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شون جوزيف - أمريكاتانا: خوسيه مارتي والنضال الأممي ضد الإمبريالية















المزيد.....

أمريكاتانا: خوسيه مارتي والنضال الأممي ضد الإمبريالية


شون جوزيف

الحوار المتمدن-العدد: 6844 - 2021 / 3 / 18 - 20:44
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


صادف يوم 28 كانون الثاني 2021 الذكرى الـ 168 لميلاد خوسيه مارتي. ولمن لا يعرف فإن مارتي يحتل موقعا شبه مقدس في الميثولوجيا الوطنية وذاكرة الكوبيين. وغالبا ما يطلق عليه لقب “الرسول” و”المعلم”، فهو تجسيد للأمة الكوبية والتحرر الوطني. ولد مارتي في جزيرة كوبا عام 1853 لأبوين اسبانيين من الطبقة الوسطى، وتشكلت حياته مبكرا عبر الأسئلة المتعلقة بالعدالة والظلم. في وقت مبكر من حياته، واجه عيانيا مشهد إعدام رجل أسود خارج إطار القانون، ولاحقا تخيل الحدث في مؤلفه “فيرسوس سينسيلوس”، وكتب: “وعند أقدام الرجل الميت، أقسم على غسل تلك الجريمة بدمائه”. تم نفيه من كوبا إثر نشاطه الثوري وهو في السابعة عشرة من عمره، وترحيله إلى اسبانيا حيث تلقى تعلميه الجامعي، ليتزوج بعد ذلك ويقضي فترات بين كوبا وبلدان متعددة في المنفى. فترة هامة في منفاه قضاها في مدينة نيويورك، حيث عمل مراسلا صحافيا لعدة صحف ومجلات في أمريكا اللاتينية، وكتب في الصحف الثورية الكوبية، وألقى خطابات لجمع الأموال للثوار. كما وجد الوقت ليكون أحد الآباء المؤسسين لأول حركة أدبية نمت في أمريكا اللاتينية: “الحداثة”.

كثير ما يمكن كتابته عن حياة مارتي، ولكن ما قد يكون أكثر أهمية لذكراه من حياته، هو موته. توفي في 19 أيار 1895 بينما كان يخوض معركة ضد الجنود الاسبان في كوبا. بعد أكثر من عقد من المنفى في مدينة نيويورك، قام مارتي بتأسيس الحزب الثوري الكوبي، حيث جمع العديد من الشخصيات القيادية في حركة الاستقلال معا. وقد لعب دوره بجمع التمويل لشراء الأسلحة، وجند المتطوعين لجيشه، ونظم غزو المستعمرة. الاجتياح كان ضعيفا، وسرعان ما تلاشى إلى تمرد منخفض المستوى، وكان اضطهاده من قبل الاسبان قد شكل جزءاً من ذرائع الولايات المتحدة لبدء الحرب الاسبانية الأمريكية، والتي تمخضت في النهاية عن “استقلال” كوبا. كان هذا استقلالا لم يره مارتي أبدا ولم يساعد في تشكيله. لقد مات شهيدا للثورة وبات شخصية محورية لأسطورة كوبا الوطنية، شخصية يسعى إلى نيل دعمها وشرعيتها كل من يأمل بالمطالبة بسلطة سياسية في كوبا. هذا التكريم لايزال مستمرا إلى يومنا هذا، تحت قيادة الحزب الشيوعي الكوبي. الذي يعتبر كتابات وخطابات مارتي مساوية في أهميتها لنظيرتها لماركس وانجلز.

الدور الذي لعبه مارتي في حياة الكوبيين وسياساتهم مسألة تتعلق بهم. هنا، أرغب في اغتنام هذه الذكرى كفرصة لتقدير وتحليل ما كان يمكن أن يخبرنا به مارتي عن بلدنا، وعن الامبريالية، وأخيرا عن الأممية.

أميركا خوسيه مارتي ضد أمريكا الامبريالية



أثناء وجوده في منفاه بمدينة نيويورك، خط مارتي أحد أشهر أعماله، وهو مقال بعنوان “أمريكتنا”، والذي نشر للمرة الأولى في كانون الثاني 1891 في “لاريفيستا الليسترادا” بمدينة نيويورك، و”ايلبارتيدو ليبيرال” بمدينة ميكسيكو. هذا المقال كان آنذاك –كما هو الآن- بمثابة تحذير بشأن الإمبريالية، ودعوة للوحدة بين أمم أمريكا اللاتينية، ودفاع حاسم عن الأصلانية. “أمريكتنا” يقصد بها أن تكون كطائر الكناري في منجم الفحم، وتحذير لكل أمريكا اللاتينية بأنه وحده التضامن بين “الأخوة” هو القادر على هزيمة “العملاق ذو السبع رؤوس”. “ساعة الحشد والمسير بوئام قد أزفت”، يقول مارتي محذرا. من يجب أن يحشد؟ لمن هي أمريكا هذه؟ ومن هو العملاق الذي تجب هزيمته؟

الإجابة هي ذاتها كما كانت دوما: بلدنا، الإمبريالية بامتياز، الولايات المتحدة الأمريكية. هذا العملاق يهدد أمريكا الأخرى، أمريكا مارتي. الأخيرة كان يتم تخيلها وتصورها عبر تأطير جديد نسبيا في ذلك الوقت، امريكا اللاتينية. مارتي يعرف الولايات المتحدة بأنها العملاق الذي يهدد بيته وأخوته. والأسوأ، أن أمته وأخوته هؤلاء كان يقودهم “رجال ولدوا في أمريكا، ويخجلون من الأم التي ربتهم لأنها ترتدي سترة هندية!”. يجب أن يطردوا هذا “النمل الأبيض” الذي يحطم ثقة الأمة لأنه لا شيء لديهم. أمريكا اللاتينية يجب أن تخلص نفسها من تلك البرجوازية التي تنحني للعملاق الإمبريالي، يجب أن تظهر قوتها في الوحدة.

هذه الوحدة تمتد لما هو أبعد من مجرد الصداقة بين الدول. مارتي يدعو أيضا إلى الاعتراف بمختلف الشعوب التي تتكون منها هذه الأمم وإلى احترامها. دعنا لا نمنح مارتي أي تقدير لا يستحقه. لقد كان بالتأكيد مؤمنا بمفهوم اللاعنصرية، وبأن العرق ليس حقيقيا حتى كبناء اجتماعي. وقد كان أيضا من دعاة تمازج الأجناس أو الاختلاط، وهي فكرة استخدمها كل من السكان الأصليين وأولئك المنحدرين من أصول إفريقية للحصول على الجنسية، وكذلك الغالبية من البيض لاستيعاب وقمع ثقافة ولغة السكان الأصليين. على أية حال، يمكن للمرء بسهولة أن يرى الأسس لجبهة موحدة متعددة الثقافات والأعراق ضد الإمبريالية في “أمريكتنا”. كان أحد الاختلافات الجوهرية بالنسبة لمارتي بين أمريكا وأميركا هو دور شعوب السكان الأصليين. ويقارن: “هؤلاء أبناء أمريكتنا، التي يجب أن تنقذ نفسها من خلال هنودها وهم في ازدياد”، بـ: “هؤلاء الهاربون، الذين ينشدون حمل السلاح مع قوات أمريكا الشمالية، التي تغرق هنودهم بالدماء، وهم يتضاءلون!”. أمريكا لا يمكن إنقاذها إلا من قبل الهنود، بينما أميركا تغرق الهنود في الدماء.

الولايات الأمريكية المتحدة في “أمريكتنا” هي قوة الإبادة الجماعية الإمبريالية العنيفة، والتي يحكمها –وفقا لمارتي- بشكل غير طبيعي رجال غرباء عن الأرض. أمريكا، كما يقول، يجب أن يقودها “رجال دولة نشؤوا من الأمة”. أمريكا أعيقت وكبلت بـ “الصيغ والأفكار المستوردة”، والتي “ورثت من مستعمرها الفاسد المستبد”. من أجل بناء أمريكا العادلة والحرة، يجب على الطلبة دراسة “تاريخ أمريكا من الإنكا حتى الوقت الحاضر”، حتى وإن كان هذا يعني عدم دراسة كلاسيكيات التعليم الأوروبي كالإغريق. قبل كل شيء، هذه دعوة للاعتزاز بما هو “طبيعي” لأمريكا، لتفضيله وللتخلص من الفيتيشية لكل ما هو أوروبي، مع الأخذ فقط بما هو مفيد، ولكن مع الاحتفاظ بما هو أصلي لأمريكا كـ “جذع”.

ما يمكننا تعلمه



كما كانت “أميركا” في زمن مارتي، تستمر الولايات المتحدة في حربها ضد السكان الأصليين. قبل أسابيع فقط من نشر “أمريكتنا”، قام جيش الولايات المتحدة بذبح نحو 300 شخص من شعب الـ “لاكوتا” في “الونديد ني” (الركبة الجريحة). ما الذي كان سيفكر فيه عند رؤية أفعال الولايات المتحدة في “ستاندينغ روك”، أو الإيذاء الراهن لنشطاء السكان الأصليين الذين يقاتلون ضد الخط 3؟ سيطالبنا بالانضمام لنضالهم ودعمه، تماما كما دعا أخوته إلى تحرير السكان الأصليين من قيود الاستعمار التي تكبلهم. باتباع نموذجه للأممية، علينا أن ندعم نضالات السكان الأصليين عبر أمريكا، كالجهود البطولية لنشطاء السكان الأصليين في بوليفيا لهزيمة الانقلاب، أو الكفاح المظفر ضد المرسوم 883 في الإكوادور، أو كفاح السكان الأصليين في البرازيل ضد الهجمة الإمبريالية على الأمازون تحت حكم بولسونارو. يجب علينا أيضا الكفاح باستمرار ضد الإمبريالية الأمريكية، وأن نقف متضامنين، دائما، مع أمريكا ضد أميركا.

ترجمة تامر خرمه



#شون_جوزيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شون جوزيف - أمريكاتانا: خوسيه مارتي والنضال الأممي ضد الإمبريالية