أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - بينما أطفال بيت لحم يُذبَحون














المزيد.....

بينما أطفال بيت لحم يُذبَحون


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 6839 - 2021 / 3 / 13 - 02:13
المحور: الادب والفن
    


هربنا إلى مصر
اجتزنا وطننا وتغربنا
كما أمر الآب وأرسل ملاكه ليوجهنا

كانت رحلة اختبار آلام وشجن
تعدَّت اجهاد الجسد وقلق النفس
كانت أوجاع في الرَوح
كانت مقاسمة الشعور مع عذابات كل نفس

ذاقت القتل وماتت
ومن رأته ولم يمسها وعاشت
من اشتهت الموت من شدة تعاستها
من ذُبِحَت أمامها أمومتها

فى وقت ترحالنا لم أكن أعلم بعد
كان هروباً مؤقتاً .. كان للحماية ولم يكن للبُعد
لم تكن التفاصيل فى عِلمنا
فقط أخبرنا بما يفيد المرحلة لحفظنا

ولكن
كان قلبي متألماً ينزف لبنه الحزين
الذي يرَضعه صغيري بأنين

لم يكن بكاء طفلي حينها عادياً كالأيام اللأولى
لقد كان يصرخ كطفل شريد بلا مأوى

كانت صرخاته قوية متقطعه
كأنما كل صرخة تخرج منه بعد ضربةٍ طاعنة

لا لم يكن صغيري يبكي له وحده
لقد كان يبكي له ولأطفال آخرين
فكانت الملائكة تخدمه وكأنهم يقدمون له الرثاء
وكأن هناك أمر مفجع دفين

لم نعلم أنا ويوسف حينها ماذا يحدث
لطفليَّ يسوع
ولكم وددنا أن نفهم وأن نحتضن آلامه
ونستطيع أن نهوِّن عليه أوجاعه
وأن نتعامل مع غرابة تلك الدموع

كانت احشائي تشاركه أحزان لا أفهمها
كانت مشاعري تجيش بشفرات من الصراخ
لم أفسرها

وعندما جاءنا الملاك ليعطينا الإشارة بالعودة
أطمئن قلبي على ابني
ولكني مازلت في الوجع المُشتت عالقة

وعندما اقتربنا من مدينتنا
رأيت في سماء روحي
راحيل شاردة صامتة
كمن الصراخ لا يكفيها
واجمة لا تريد أحد أن يعزيها

اقتربت إلى البلدة
تتبعت آثار أقدام راحيل الحزينة

واجَهتها بطفلي
جعلتها تتلمسه
تحمله
تضمه إلى صدرها

قلت لها .. لا تقبلي عزاء
إنما اقبليه هو
هو التعزية .. وهو العزاء
حينما قَبِلته بدموعها المتألمة الصادقة
عاد الحليب إلى أمومتها الغائبة
ودبَّت الحياة فى أوصال رجائها

عادت للصمت
ولكنها انتظرت معي بإيمان
تحقيق نبوءة خلاصه الصامدة


(حالة من المشاعر النفسية والروحية فى نفس السيدة العذراء في فترة هروب العائلة المقدسة إلى مصر .. وتزامنها مع مذبحة أطفال بيت لحم ((إنجيل القديس متى الإصحاح الثاني)) ... تأمل تخيلي)



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشهد أن الرصاصات لم تقتل راسبوتين!
- أنظر هذه الأيادى يا يوسف جيداً
- لَوحَة ونَغمَة
- ما بالكَ تنظر يا داود هكذا؟
- ليس كل من قُتِل على يد راقصة كان يوحنا المعمدان!
- إحذروا الختان فى صوره المختلفة مثل أقدام اللوتس وغيرها!
- إلهى ألا تمسك السكين عن يد إبراهيم؟!
- من إحدى شهاداتى على الحياة!
- هل كنا فى احتياج إلى غلق الكنائس إلى حين؟
- اليوم أضحك مع سارة خِلسة
- يوسف لا تحاول أن تستعطف ساقى الملك
- تبرير يهوذا أو الجوكر موضة فى عالم الإنسانية الزائفة
- مصطفى شوقى موهبة مشتعلة قَبل ملطشة القلوب
- سر المسيح الدجال
- لا تحزن على الحريق يا كوازيمودو فلقد عادوا ليصلوا
- تراب الماس وخالد يوسف
- آنسنة الألوان وتلون الإنسانية فى فيلم فوتوكوبى
- تذمر جالاتيا على بجماليون
- صلاة القمر
- لست الإبن الضال .. أنا الدِرهَم المفقود


المزيد.....




- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - بينما أطفال بيت لحم يُذبَحون