بعد تخليده لنفسه بوساطة ما لا يخطر ببال أحد سوى المرضى أمثاله، طفق سيئ الذكر صدام بتخليد رموز الشر، أبطاله التافهين، بنى قبة على جثة المقبور عفلق، في منطقة من أحسن مناطق بغداد، ثم أقام لرمز شرير لعين آخر تمثالاً، أقام تمثالاً لمجرم عريق آخر، مجرم قاتل ملوثة يداه بدماء الآلاف، أحمد حسن البكر، ثم لمجرم ثالث، كان شريكاً له في درب القتل، واللصوصية، والهمجية، عدنان شر الله طلفاح، ثم لمجرم سفاك ثالث في أفضل بقعة من شارع الرشيد، الغريري، وللعشرات من المجرمين الذين تآمروا على ثورة تموز، وأجهضوها، وسلموا العهد لأخس خلق الله، يعوث فساداً، وإجراماً وخزياً، فامتلأت ساحات العراق، وشوارعه بتماثيل المنحطين والسفلة والمجرمين واللصوص.
ترى هل فكر الشعب أو من يتلاعب به الآن بكنس تلك القذارات من على أرض العراق، ليعيدوا لها طهارتها من الرجس، والقذارة، والنتن، ليعدوها نظيفة، مشرقة، طيبة، تفتح ذراعيها لاستقبال جيل عراقي، بريئ، جديد، يتطلع للمستقبل، من دون أن تقع عيناه على ما يلوث نظراته، وضميره، وإحساسه؟