أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نور السامي - يوم مولدي














المزيد.....

يوم مولدي


نور السامي

الحوار المتمدن-العدد: 6836 - 2021 / 3 / 10 - 23:07
المحور: الادب والفن
    


كعادتي استيقظ عند اذان الفجر كي اصلي واعدد قهوتي ...
لكن اليوم في تاريخ التقويم الميلادي هو 9/3 ... جميل اندهشت لاني نسيت هذا اليوم المميز انه يوم ميلادي ولكن لا اعلم لما هذا العام نسيت يوم ميلادي ففي الاعوام السابقة كنت اتحضر ليوم ميلادي قبل اسبوع على الاقل ولكن يالدهشة ما الذي جرى لي ... صليت وأتممت صلاتي وصادف انني في هذا اليوم لم اقدم على اجازة ليوم واحد من عملي كما كنت افعل في السنوات السابقة فالأمس كانت الشوارع مزدحمة والدوام الرسمي شبه معطل فأخذت سباتاً من وظيفتي فصادف يوم ميلادي.... فشكرت الله لهذه المصادفة .
لم اعد الى النوم قرأت القرآن وشكرت الله على العام الذي مضى بدون اي كوارث وحمدته على كل النعم وعلى كل من هم حولي جلست على اريكتي كي اقلب في برامج التواصل الاجتماعي . فوجدت البعض من الاصدقاء قد ارسل لي التهاني وهنا بدأ ذهولي يزداد ..
غريب كانت امي قبل ميلادي بأسبوع هي من تذكرني أ معقول ان امي نست ميلادي؟
ولكني عذرتها وعذرت ابي ايضا فالله المستعان في مرضهم ومشقات الحياة ...
انتظرت ان يستيقظ زوجي فبطبيعته قبل شهر من ميلادي يحضر لي التهنئة المناسبة ويكتب عني أمام الملأ في صفحته على برنامج التواصل الاجتماعي ويخلدني برسالة سنوية تعتبر ذكرى للعام الذي يلي
أستيقظ زوجي وأعددت له الفطور وكنت انتظر منه ان ينطق بحرف واحد يبين لي انه لم ينسى تاريخ ميلادي ولكن الصدمة ازدادت فزوجي الذي كان يخلد ميلادي كل سنة هذه السنة نسي ان يوم التاسع من اذار ميلاد حبيبته كما يقول سابقا ... صراحة شعرت بنوع من الاحباط لكني سرعان ما ذكرته فتبسم وتعذر لي واخذ بعضه مسرعا للسيارة كي لا يضيع الوقت كون لديه موعد اجتماع ...
لم ابين له اي شيء من خيبتي وودعته كعادتي عندما اكون متواجدة امام باب المنزل وعدت فجلست مع نفسي تساءلت كثيراً ما سبب غفلة كل من حولي من الناس الواقعين في حين ان زملائي في الدائرة وأصدقاء العالم الافتراضي اغلبهم بعث لي التهاني ....
ابدأنا نتباعد في ما بيننا انا اعلم انت التباعد الاجتماعي بسبب كورونا ولد انقطاع في العلاقات الاجتماعية والإنسانية ولكن لم يفرضوا تباعد المشاعر ...
أ بسبب زحمة الحياة بدأنا لا نهتم لتفاصيل اقرب من لدينا ... ام حياتنا اصبحت كلها تكنولوجيا حتى في العلاقات الانسانية ... بعد عشرة دقائق جاءني اشعار لهاتفي وإذا بزوجي ارسل لي تهنئة .
ضحكت كثيرا واندهشت اكثر أهو احساس بتأنيب الضمير اتجاهي كوني لم يمر يوم ميلاده في عام إلا وأنا كنت اول من يهنئه قبل كل البشر ام اصبحت الرجال تخلد علاقات التواصل الاجتماعي ... شيء مضحك جداً وفي نفس الوقت مبكي جداً للذين يحملون المشاعر المرهفة .

ثم بعدها اتصلت امي وكعادتها تبكي يوم ميلادي بأن ابنتها الوحيدة كبرت .
نعم فأنا اليوم بلغت سن السبعة وثلاثين عام وبدأ خوف امي يزداد فأمي كل ما كبروا اولادها سنة زاد خوفها من ان يصلوا سن معين يمرضوا به كعامة الناس كما ان امي تخاف على وجهي ان تصبه التجاعيد او ان يشيب شعر رأسي لأنني صغيرتها ... جميلة امي بذلك الشعور الذي يزعجني ويفرحني فانا اخاف عليها من البكاء لكثرة المرض فانزعج كونها تتألم ويفرحني انني لازلت احيا بحب مطلق اشعر بأنني لازلت طفلة ...
ولكن بعد انتهائي من مكالمة امي وأبي حزمت امري وشددت ازري وقمت فأعددت كوباً من (الكباتشينو) واستمعت لفيروز وحضرت اجمل عقد لدي وأجمل ثوب معلق ولبسته داخل المنزل دعماً لمشاعري وهنئت نفسي وقبلتها في المرايا ... فأن لم اعن نفسي وأسندها وأدللها واعتني بها فمن سوف يفعل كل هذا غيري ... أ اجعل من نفسي حلقة للإحباط ... لا فنفسي هي مصدر طاقتي وبعد ساعات قليلة جاء زوجي ويحمل بيده كعكة ميلادي ويتبسم فقال لي مهما انشغلت او نسيت لكني لن انسى كل صبرك على بعض تجاهلي احيانا فشعرت بحبه دون ان يتكلم فابتسامته كانت تفي بكل كلمات العالم... ومن هنا تأتي نصيحتي .
لنفسي ولكل سيدة مثلي علينا ان نمنح العذر احياناً لمن حولنا فعبئ الحياة اصبح كبيرا جدا .. كذلك ان لم تكوني انت العون الاول لنفسك فلا تنتظرين من يعينك وان لم تنفضين ثوب حزنك انت اولاً فلا تنتظرين من احدِ أن ينفضه لك فكوني انت السند لذاتك وأنت السعادة واصنعي من ابسط الامور شيء يسعدك حتى لو كنت جالسة في بيتك فمزاجك لا يستحق البعثرة ...



#نور_السامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إطاحة الكرامة أمام المادة
- الرؤية النقدية المختصرة نحو كتاب (متشابهون) للكاتبة الكويتية ...


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نور السامي - يوم مولدي