الرؤية النقدية المختصرة نحو كتاب (متشابهون) للكاتبة الكويتية هيا ناصر العساف

نور السامي

الحوار المتمدن-العدد: 6788 - 2021 / 1 / 14 - 02:18
المحور: الادب والفن
    

لقد اصدر دار اروقة للنشر والطباعة في الكويت كتاب ( متشابهون) للكاتبة الشابة هيا العساف وتشوقت من خلال عنوانه والرسالة التعريفية التي كتبت على ظهر الغلاف الى قراءته ومن خلال قراءتي للكتاب الذي تضمن نصوصا ادبية بأسلوب الخاطرة رحلت بين السطور والكلمات لتحليل شخصي صنع من فكرة الكتاب عبارات تبين ماذا كان يرسم عقل الكاتبة عند تأليفها لهذا الكتاب الشيق .
تفكرت في أسلوب الكاتبة حيث كان أسلوباً منفرداُ جميل يحمل في طياته الحس الانساني الذي تبين في كتابة أغلب النصوص ذلك الحس الذي قد يفتقده الكثير من ابناء هذا الجيل فبالرغم من ان الكاتبة شابة لكنها تحمل من الوعي ما نجده نادراً بين أبناء الطبقة الشابة من ناحية التفكر بالحياة وهمومها و وضع وصف المقارنة مابين الشخص الغافل والشخص المتعمد في الظلم فمن خلال قراءتي لأحد النصوص وجهة الكاتبة خاطرة بأسلوب رسالة لكل من يشبهها من النساء وبتحليلي جاء تسمية الكتاب معرف مختصر لهذه الرسالة التي اسمتها ( كلمة الى اشباهي من النساء )
حيث تبين من خلال هذه الرسالة قوة شخصيتها وتعايشها مع بعض من النساء اللواتي حاولت الحياة أن تكسرهم بقساوة ظروفها ولكنهن انتصرن على الظرف فافتتحت الخاطرة بقول
( كانت تنتصر في كل انكسار )
الخذلان جعل منها امرأة صلبة ..
طفلة هي بين طياتها
ورجل حكيم خلف اناقتها
وعجوز في صبرها
يقولون ان لكل قاعدة شواذ
وهي التي كانت شاذة لكل القواعد
هنا تبين قوة الكاتبة ومناداتها للنساء بعدم الضعف حتى وان خذلن النساء من أقرب الناس كانت تنادي بكل قوة وصبر وحكمة مما يدل على ان الكاتبة تحمل كل هذه السمات الرائعة داخلها .. تبين ان من صفات الكاتبة الشخصية انها لا تحب الانتظار على اعتاب الطريق كي تجد شخص مخلص يليق بها وحدثت جميع النساء بهذه الصفة ونصحتهن بعدم الانتظار مثلها لا بل بينت انها اصبحت رفيقة دربها بروحها القوية السامية وصنعت من روحها شخصا يساندها ونادت بصوت عالٍ انها ذلك الدهاء الذي تكون لها من خلال كل هذه الخصال المميزة .
ثم وجهة الضوء برسالة اسمتها (رسالة الى عامل النظافة) كانت التفاتة رائعة من الكاتبة نحو هذا الموضوع الذي شدني أن اكمل قراءة الكتاب رغم شدة اللهجة في الرسالة لكن في وقتنا الحالي اتصور أن مثل هذه الرسالة مهمة جدا وكما تفضلت الكاتبة بانتقاد بعض العقول البشرية في مجتمعنا ومهزلتها فوصفتها بالعقول التي اجتمع عليها الذباب بينما صنفت البعض الاخر بالعقول التي تفوح منها الرائحة الكريهة مما يبين ان سمة العقول المغلفة بالجهل والذنوب اصبحت غالبية وبينت ان في الماضي كانت العقول أنظف من ناحية التفكير ورسالتها الى عامل النظافة كانت واضحة بأن العقول التي تعيش بالجهل وسوء الظن القمامة هي مكانها المناسب وأرى أن رؤيتها رؤية صادقة حقا .
بينما الرسالة (استسلام) اراها اهم رسالة في جوهر الكتاب التي بينت فيها أن هناك من الاشخاص من يتحملون المشقة منذ صغرهم وتبات الطفولة محبوسة في قلوبهم بالرغم من انهم يتظاهروا امام الاخرين انهم أكبر من عمرهم بكثير حيث تتبين الهموم على تعابير وجههم بينما التعاسة والشقاء في حقيقة الامر هي ليست من خيارات البشر ولكنها قدر يكتب على الشخص ولكن عبرتها بوصف جميل جدا في عدة عبارات كانت اهمها

لم تكن تعاسته قراراً
ولم يكن الحزن قراراً
قدر له أن يرى عمره كالماء
يتسرب بين يده لا يستطيع امساكه
فيستسلم ومن منا يلومه على الاستسلام؟
وصف وتصوير راقٍ جدا حقا الاقدار مكتوبة وليست من خياراتنا وعندما وصفت العمر كالماء كانت التفاتة راقية من الكاتبة وتصوير مبدع لحالة العمر الضائع
مجمل الكتاب كانت خواطره تحمل من الحكمة الفكرية التي تحملها الكاتبة الشابة تبين ان الكاتبة مرت بظروف احزنتها إلا انها بشجاعتها تغلبت على كل الظروف كي تجتاز مواقف الحزن ...
سلطت الضوء على اهم الرسائل التي شدة فكري الذي كان يحتاج محاورة فكرية من خلال قراءة او كتابة ولكن الكتاب يحمل في طياته الكثير من الرسائل التي تحتاج التبحر في قراءتها والاستفادة من الافكار التي تكمن فيها .

#نور_السامي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات