أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صفاء زويدي - الانثوية في زمن السيادة الذكورية














المزيد.....

الانثوية في زمن السيادة الذكورية


صفاء زويدي

الحوار المتمدن-العدد: 6829 - 2021 / 3 / 2 - 22:39
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بين مطرقة الواقع وسندان العادات طمست حقيقة جلية ….فلوهلة دنست الأنوثة واعتبرت مجرد وسيلة لإشباع غرائز الرجال .... فالنظام السائد في البنيات الاجتماعية يجعل الرجل هو المركز هو الانسان والمرأة جنسا ثانيا أو آخر ، في منزلة أدنى ، بحيث تفرض عليها ، حدود ، قيود ، وتمنع عنها إمكانات للنماء والعطاء فقط لأنها امرأة ، تُبخس خبرات وسمات فقط لأنها أنثوية ،فتجعل من الحضارة في شتى مناحيها انجازا ذكوريا خالصا يؤكد و يوطد سلطة الرجل وتبعية أو هامشية المرأة ...فمن الجلي أن المرأة لم تخلق عبثا إنما خلقت من ضلع اعوج ، خلقت من ضلع آدم ، خلقت حواء لتكون السند ، الكتف الحنون ، لتكون دواءا ، لتمنح الحب ، الحنان ، لابداع ، للعلم ، .. لكن انتم يا معشر الرجال لا تعلمون من الأنوثة سوى ذلك التصور السطحي الذي يغزو الأدمغة ...بالنسبة لكم الأنوثة هي بمثابة حلوة مثيرة كل ما فيها لطيف وناعم ..تنتسبون لتلك الذكورية السائدة المفروضة في العلم والعالم أجمع ...في حين أن الأنثوية هو واقع محجوب نكتشفه إلا برفع اللثام عنه .. لكن انتم عندما تجدون امرأة تحاول التخلص من تلك القيود و ترك العنان لـ جناحيها للاقلاع نحو الأفق البعيد ، تكسرون جناحيها ...بحجتكم الواهية هي ناقصة عقل ودين نظرتكم الوحيدة حول المرأة أنها خلقت انثى يعني أن ترتدي شرائط و سترات ذات ثنايات وتتابع أنشطة وادعة مثل الطهي والحياكة ..وكل ذلك ناجم عن مصطلح مركزية العقل الذكوري الذي تبلور القيم الذكورية المتسيدة المهيمنة على الحضارة ، وكانت وسيلة الرجل لنصر العالمية وأحداث المصائب والموبيلات ، حيث قهرت المرأة ...لذلك يجب الموازنة بين القيم الذكورية السائدة في العالم والعلم والمقابل الأنثوي المطمور المخفي المحجوب ... ورغم تقدم العالم إلا أن العالم العربي لازال في القاع ، يتملكه الجهل .. رغم كل التطورات وكل ما أنجزته المرأة إلا أنكم لا تعترفون بها فقط خوفاً.. ولكن التاريخ لا يرحم ... عُد واقرأ تاريخ المرأة .. من عليسة مؤسسة قرطاج فاطمة الفهري إلى خديجة بنت الإمام سحنون ، ثم الجازية الهلالية ، هي نموذج للمرأة الذكية ، الجميلة ، المحاربة ، الفاتنة، الى السيدة المنوبية وعزيزة عثمانية ، أروى القيروانية ،التي اشترطت على أبي جعفر المنصور أن لا يتزوج عليها ...المرأة ستظل هي نصف المجتمع ، والنصف الاخر يتربى في احضانهم ...المرأة هي الحضارة ، هي الوطن ، هن الأمهات ، الزوجات ، المعلمات ، الطالبات ، الإعلاميات ، الأطباء ، ... هن المؤنسات الغاليات هن الحياة ، هي ضوء الشمس الذي يشرق بعد عتمة الليالي ، هن عبق الزهور ريحها ، عبيرها ، هن شقائق الرجال كما وصفهم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ...هكذا لتكون اقوى رسالة من التاريخ انجازاتها ورغم مسؤولياتها إلا أنها وصلت ، وأصبحت وخُلِدت ...حيث عملت المرأة على الاقتراب من النموذج الذكوري السائد كنموذج حضاري للإنسان وسارت في مسار التحجيم والطمس للخصائص الأنثوية المميزة ...وكان هذا هو السبيل الوحيد لفك إسار المرأة لتكون الأنثوية مرحلة اكتشاف الذات ... وبهذا نكتشف أن المرأة لا تولد امرأة بل تصبح امرأة ...فالمرأة قد اقتحمت كل المجالات التي كانت في أحد الأيام حكرًا على الرجال .. ليكون اكبر مثال ..المرأة التونسية .. فكانت أول طبيبة ، أول وزيرة ، أول قائدة طائرة ... أليس هذا فخرا لنا ... ألا يحق لنا الفخر بأنوثتها ... أرأيت كيف لضلع اعوج أن يوازن كفي الميزان ...... فليس الرجل هو الإنسان ، وليست الذكورية مرادفة للإنسانية ، وليست المرأة جنسا اخر أو أدنى من البشر . ..أن الذكورة والأنوثة هما الجانبان الجوهريان للوجود البشري ، لكل منهما خصائصه وسماته ودوره ، وتتكامل جميعها في سائر جوانب الحضارة الإنسانية ، وعلى رأسها أمضى الجوانب وأشدها فاعلية و حسما العلم. ...



#صفاء_زويدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كبرياء أنثى : حضرة آلهة الحب
- بوح
- المرأة فخر الاسلام
- صفاء تبحث عن الصفاء
- المرأة والقمع:مشاعر مكبوتة


المزيد.....




- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صفاء زويدي - الانثوية في زمن السيادة الذكورية