كتابات مندلاوية 44/2021

احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6829 - 2021 / 3 / 2 - 04:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

# وصلني مقال لطيف عن مدينتي "مندلي" من الاستاذ جاسم محمد شامار تحت عنوان - قراءة في أوراق مندلاوية قديمة – "ق 3" أوراق الرحيل ،ندرجه أدناه لتعميم الفائدة:
إنَّها بعض من أوراقي لسنين العتمة في أزمنة التيه،سأرفع بحذر تلك الضمادة البالية عن جرح قديم جرحي وجرح رفاقي الذين عاشوا معي يوميات في تلك المدينة الساحرة مدينتي مندلي ؛كانت تغفو وأبناؤها بين غابات النخيل ويطل قمر تشرين ساطعاً على سعفات النخيل هي كانت عروس الشرق؛ سيدة مروج البابونك وأشجار التوت والسِّدر والرمّان ،كانت تصنع الخبز كل صباح وتطعم أبناءَها ؛وترشُّ العطر على أبواب المدينة ترحب بالضيوف أو تحرق البخور و الحرمل عند المساء لتدفع شر الحسد عن أبنائها كانت تفيض حبّا وحنانا على كل أبنائها تركناها هناك على قارعة طريق الحرير مذبوحة تئن وحيدة من جراحها؛تركناها هناك وارتحلنا بلا حقائب ؛وعين على طريق العودة ..أمسينا غرباء نطرق الأبواب لعلنا نجد من يأوينا من الطوفان القادم لمدينتنا في مدن الغربة كنا نجلس على مقاعد المقاهي القديمة نستمع لصوت المذياع لعلنا نسمع شيئاً عن مدينتنا أو كنُّا نجوب محطات الحافلات نبحث بين الوجوه من يحدثنا عن مدينتنا هل كل شئ بخير ؟ أمازال السيد يصلي في جامع السوق الصغير..؟ أمازال المؤذن يؤذن لصلاة الفجر في جامع السوق الكبير.؟ أمازالتِ العصافير تلوذ بشجرة الكالبتوس العالية أمام المقهى عند المساء. .؟ أمازال الماء يجري في نهر السوق؟ من بقي هناك .....؟
من بقي ينتظر الأصدقاء أمام حديقة قلعة بالي ..؟
من بقي ينتظر العيد في تكية قلم حاج ..؟
من بقي في الطاحونة يطحن قمح مدينتنا ..؟
من بقي ليحرق البخور أمسيات الخميس في مقبرة باقوچ ومقبرة سيد رحمن "ع" ....؟؟ من بقي ليشعل الشموع في طاق خضر زنده في السوق طلباً للمراد ...؟ من بقي هناك .......؟من بقي ليبكي ...من بقي ليرثي ...من بقي ليصرخ ...؟أين ذهب الجميع..؟
أين ذهب القرويون الذين كانوا يأتون كل صباح الى المدينة؟
أين ذهبتِ النسوة اللاتي كن يصنعْن الدبس في تشرين وهل سيجدن في مدن الغربة تمراً كتمر مدينتنا .. ؟
تشتتنا في كل بقاع الأرض ..وذاكرة المدينة تقويم جرحنا الخفي ؛سيأتي موسم المشمش او موسم التوت أو عيد نوروز او يأتي موسم زيارة (گرز الدين )...وعين على الطريق .
لقد شاخ رفاقي في الغربة ...مسافرون بلا حقائب ..
او مات بعضهم بلا مقابر لقد رحل العشاق فلا أشعار ولا غَزل ؛
وصارت يوميات مدينتي رثاء ونعي لمن رحل..
عذرا لجرعة الحزن الزائدة لأني كنت قد كتبتها في ذكرى (ليلة الرحيل عن مندلي) يوم 1/10/1982م - جاسم محمد شامار -
(يتسلل اليك الحنين أحيانا فتصبح كل أحاسيسك الجميلة أشلاء مبعثرة على رصيف العمر )

#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل