أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد علي مقلد - من هو الشيوعي














المزيد.....

من هو الشيوعي


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6827 - 2021 / 2 / 28 - 23:01
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


من هو الشيوعي ؟
أول كتاباتي البحثية كانت عن الشاعر عبد المطلب الأمين. أعددت البحث بطلب من راعي الثقافة في الجنوب، الصديق حبيب صادق، الأمين العام للمجلس الثقافي للبنان الجنوبي. أذكر أنني كنت أنسخ النص ذاته أغلب الظن على "المبيضة"، وسمعي مشدود إلى تقرير كان يقدمه جورج حاوي أمام اللجنة المركزية في مقرها في منطقة الطريق الجديدة في بيروت، و ذكر فيه أن لبنان سيتعرض لاجتياح عسكري اسرائيلي قد لا يتوقف على أبواب العاصمة.
أعترف أننا جميعاً في قيادة الحزب وفي قيادات المناطق والقطاعات لم نتعامل بمسؤولية مع حجم الخطر الذي كان سيتهدد لبنان والذي نبهنا إليه التقرير، وأنني لم أكن وحيداً في التعامل مع هذا الخبر باستخفاف، وأشهد أن جورج حاوي وحده في الحزب تصرف على أساس ذلك التقدير، فيما تفاوتت تقديرات القيادات الحزبية المركزية والمناطقية لحجم الاجتياح بين بلوغه منطقة الزهراني أو على الأكثر مدينة صيدا، إذ كان الاختلاف محصوراً في تقدير مداه وفي النقطة التي يمكن أن تبلغها مسافة الأربعين كيلومتراً المحتملة. إن أنس لا أنسى، حين بدأ الاجتياح، سئل خليل الدبس، مسؤول التنظيم في الحزب، عما على القوات العسكرية فعله، فكان جوابه، افعلوا ما يفعله الفلسطينيون، ومخازن الذخيرة انقلوها إلى برجا.
لم يقلل انشغالي بتبييض البحث من اهتمامي بمضمون التقرير، لكن المحاضرة عن عبد المطلب الأمين فتحت أمام قلمي صفحة الكتابة البحثية، إذ قصدت شقرا، مسقط رأس الشاعر، وقرى أخرى والتقيت بأصدقائه وسمعت عن أخباره من عديدين من أبناء جيله، وزودني أخوه السيد حسن بديوان يضم القليل من قصائده . لكن البحث الذي وضعني على طريق طرح الأسئلة هو رسالة الدكتوراه التي بدأت أحضر لها عام 1984.
أطروحتي الجامعية أخذتني إلى قراءات جديدة كان من أهمها ما صدر في المغرب ، بعد أن تحولت حرية النشر نحو الدار البيضاء، وصارت ساحة للتفاعل مع الفكر الغربي. محمد عابد الجابري، في ثلاثيته عن الفكر العربي، فتح أمامي أفقاً جديداً شجعني على طرح السؤال: من هو الماركسي ومن هو الشيوعي؟ ذلك لأن قراءة الجابري التراث، وهو بدا مطلعاً على الماركسية من غير أن يدعي الانتساب الفكري إليها والالتزام بها، كانت أكثر إقناعاً لي من قراءة حسين مروه والطيب تيزيني، اللذين أنعم حزبهما عليهما بشهادة الانتماء إلى الشيوعية والماركسية، وتبين لي أن إفادة ممهورة بخاتم الحزب الشيوعي لا تكفي لمنح الماركسي "شهادة" بماركسيته، لأن الذين يحملون الختم هم أقل ثقافة من الفلاسفة والمفكرين الذين يستحقون الشهادة و يفنون حيواتهم في البحث العلمي.
أكد لي هذا الاستنتاج نص في مجلة الطريق كتبه رفعت السعيد، وكان يشغل منصب الأمين العام للحزب الشيوعي المصري، يروي فيه عن لسان حسن حمدان، مهدي عامل، أن الاختلاف الذي ظهر في حوارهما على مدى ست ساعات، وكلاهما يحمل شهادة حزبية بانتمائه إلى الماركسية، ناجم عن قراءتها بطريقتين مختلفتين: حسن حمدان قرأها من مصادرها الأجنبية ، بينما قرأها رفعت السعيد بعين سوفياتية.
تنويع مصادر القراءة أتاني من غسان الرفاعي الذي طلب إلينا، نحن شلة من العاملين في الحقل الثقافي في الحزب الشيوعي، سناء أبو شقرا، شفيق شعيب، مفيد قطيش، أحمد بعلبكي، نزار مروة، أن نقرأ نصاً لباحث مغربي لم أعد أذكر إسمه(ربما هو كمال عبد اللطيف) في نقد منهج حسين مروة، وعلى وجه التحديد، في نقد قراءته للتراث خلال كتابه عن النزعات المادية في الفلسفة الإسلامية، وأن نبدي رأينا فيه. ومن جميل الصدف أن هذا النص الذي قرأته في نسخة مصورة ونسيت عنوانه والمجلة التي نشرته، هو الذي أحالني على الجابري وحفزني على ملاحقة ما يكتبه عن التراث العربي، بحثا عن سبيل للنهضة العربية المتعثرة، فوجدت نفسي في بيئة جديدة متحررة من ستالينية الثقافة الحزبية، ينتمي كتابها بأشكال شتى إلى الماركسية وطيفها الفكري ويتأثرون بالجابري أو يجايلونه أو يتتلمذون عليه أو يعارضونه (محمد الوقيدي، جورج طرابيشي، كمال عبد اللطيف، عبد الإله بلقزيز، صادق جلال العظم، كتنويعات وردود ماركسية على كتابات حسين مروة والطيب تيزيني).
فتحت لي هذه القراءات الجديدة الباب على فلسفات شاكست الماركسية وناكفتها من غير أن تضاهيها من بينها منهجا التحليل النفسي والبنيوية، وجعلتني أميل إلى البحث عن أسباب التخلف في بنية المجتمع العربي، في داخله لا في خارجه، وإلى اعتبار العوامل الخارجية عوامل إضافية وثانوية، وتوصلت إلى استنتاج لم أتمكن من البوح به في حينه ولمحت إليه في كتابي عن الأصوليات الصادر عام 1998، وهو أن الفكر التقدمي العربي الذي تبنيناه كان عبارة عن توليفة يسارية وقومية، وأن النزعة القومية الشوفينية تلقحت بالستالينية فأفسدتا منهج البحث العلمي عن الأسباب الحقيقية لتخلف العالم العربي، ما غلب الطابع السياسي الإيديولوجي على الطابع المعرفي في كتابات المفكرين الحزبيين.
رحت أميل بعد ذلك إلى الاعتقاد بأن الالتزام بالبنية التنظيمية الحزبية الستالينية يشكل في حد ذاته عائقاً أمام حرية التفكير والتحليل، وربما كان هذا هو ما دفعني إلى الاعتقاد بأن إحجام قيادة الحزب عن توفير احتضان معنوي لي عند نيلي الدكتوراه وانتقالي إلى حقل التعليم الجامعي، بل تعاملها معي بجفاء ورعونة، قد حرّراني من أعباء كان يفترض أن تمليها علي موجبات النضال اليومي.
فصل من سيرة ذاتية



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستبداد الحزبي
- ولايات لبنانية أم جمهورية
- الديمقراطية في الخطاب اليساري
- الدولة في الفكر القومي والديني: عبد الإله بلقزيز
- الدولة في الفكر اليساري
- محمد علي مقلد - كاتب وباحث يساري لبناني - في حوار مفتوح مع ا ...
- محركات الربيع العربي، داخلية أم خارجية. دعوة للنقاش
- قراءة في كتاب أحزاب الله
- الظاهرة الطائفية وعلاجها
- الثورة والقضاء
- رسالة حب إلى الثورة اللبنانية
- مقدمة كتاب أحزاب الله بقلم الشيخ علي حب الله
- كتاب مفتوح إلى دولة الرئيس نبيه بري
- نقاش في الحتميات مع مهدي عامل: أحزاب الله اليسارية
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية
- البرلمان اللبناني: إهانة للديمقراطية
- الديمقراطية، نقد المصطلح في الأدب اليساري
- احتفالات النصر على الأنقاض
- الدولة عند مهدي عامل : في نقد المصطلح


المزيد.....




- غدًا تجديد حبس القيادي العمالي شادي محمد وشباب قضية “بانر فل ...
- النظام المصري يواصل حبس المتضامنين مع فلسطين
- احتجاج بلا تصعيد، وغضب بلا قيادة: وقفة نقابة المحامين تكشف ع ...
- بيان لصحفيين مصريين: الاعتداء الأمريكي على إيران من أرض عربي ...
- المحامين قالوا كلمتهم.. نعم للإضراب
- المستأجرون يقررون مواصلة النضال لاسقاط مشروع القانون ويطالبو ...
- “أمن الدولة” تستكمل التحقيقات مع يحيى عبد الهادي
- “المهن الطبية” يرفض قانون الإيجار القديم
- تيسير خالد : يسرائيل كاتس يتحمل المسؤولية الكاملة عن جريمة ا ...
- العدد 611 من جريدة النهج الديمقراطي


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد علي مقلد - من هو الشيوعي