أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - تاج السر عثمان - حتى لا يتم افراغ الثورة من أهدافها















المزيد.....

حتى لا يتم افراغ الثورة من أهدافها


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 6827 - 2021 / 2 / 28 - 16:34
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


1
أعلن مجلس الوزراء مساء السبت 27 فبراير خمسة محاورلخطة تنفيذ أولويات الحكومة الانتقالية للعام 2021 ، تشمل: المحور الاقتصادي والاجتماعي ، السلام ، الأمن ،العلاقات الخارجية، والانتقال الديمقراطي.
الملاحظ أن المحاور المطروحة اتسمت بالعمومية ، وعدم تحديد أهداف وشعارات الثورة بوضوح ، مما يؤدي لافراغها من مضمونها وأهدافها والانقلاب عليها ، علي سبيل المثال في المحور الاقتصادي الاجتماعي :
جاء فيه سيطرة الدولة علي صادر الذهب ، هذا جيّد ، ولكن لتنفيذ ذلك كان لا بد من اتخاذ قرار بضم كل شركات الذهب والبترول والأمن والجيش والدعم السريع ، والاتصالات والمحاصيل النقدية ، وشركات الماشية للمالية ، حتى تتمكن الدولة من توفير العملة الصعبة لشراء " الذهب بأسعار البورصة العالمية وتصديره، مع التعجيل بإقامة بورصة سودانية للذهب" كما جاء في المحور.
كما جاء في المحور الاقتصادي والاجتماعي توفير الخدمات الأساسية ( مياه الشرب، مجانية التعليم ، توطين صناعة الدواء، واستكمال مشروعات الكهرباء والنفط ، والتوسع في الزراعة المطرية والمروية، وتأهيل ميناء بورتسودان والسكة الحديد، وتأهيل المحاجر لزيادة صادرات الثروة الحيوانية. الخ).
السؤال كيف يتم ذلك في ظل القرار الأخير بتخفيض الجنية السوداني بنسبة 681%، علما بأن ذلك لا علاقة له بالتعويم الذي يتطلب شروطا غير متوفرة مثل: الاحتياطي النقدي ، صادرات عائد عملاتها الصعبة لبنك السودان، الشفافية واجتثاث الفساد الذي تخر في جهاز الدولة، إعادة هيكلة واصلاح النظام المصرفي، تصفية التمكين،. الخ.
هذا فضلا عن أن هذا المحور خلا من قضايا مهمة مثل: تحسين الأوضاع المعيشية وتركيز الأسعار، واتخاذ الخطوات العملية لتمكين المرأة بتمثيلها بنسبة 40% في المؤسسات التشريعية والحكومية، والتخلي عن توصيات البنك و صندوق النقد الدوليين والتوجه للداخل واستعادة كل ثروات وأموال الشعب المنهوبة بدلا من الاعتماد فقط علي العون الخارجي، مما يشير الي أن البنيات التحتية المزمع عملها في الخطة لا تخدم الا المستثمرين والشركات الخاصة والرأسمالية الطفيلية لنهب ثروات السودان وتصدير الفائض الاقتصادي اللازم للتنمية للخارج ، التي تعبر عنها الحكومة الحالية المكونة من تحالف اللجنة الأمنية وقوي "الهبوط الناعم " التي تسير في سياسات النظام البائد الاقتصادية والقمعية والتحالفات العسكرية الخارجية التي تفرط في السيادة الوطنية.
2
في محور السلام ، نلاحظ أنه لم يتضمن حتى ما جاء في اتفاق جوبا مثل : " العدالة والمساءلة والمحاسبة والمصالحة والعدالة الانتقالية متطلبات جوهرية لضمان السلام، والالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 1593 لسنة 2005 والذي بموجبه تمت احالة حالة دارفور الي المحكمة الجنائية الدولية، والتعاون غير المحدود مع المحكمة الجنائية الدولية بخصوص الأشخاص الذين صدرت بحقهم أوامر القبض ومثولهم أمام المحكمة الجنائية الدولية". بالتالي من المهم تسليم البشير ومن معه للمحكمة الجنائية الدولية.
اضافة لضرورة تعديل الوثيقة الدستورية لحل مليشيات الدعم السريع ، وجيوش الحركات التي تكدست في الخرطوم ، ومليشيات الدفاع الشعبي وكتائب الظل وجهاز الأمن ، وجمع السلاح في دارفور والمنطقتين ، وتكوين الجيش المهني القومي الموحد، بدون ذلك ، لا يمكن الحديث عن سلام في دارفور والمنطقتين ، كما حدث في الأيام الماضية من انتهاكات ومجازر وجرائم ضد الانسانية، مما يؤكد أن اتفاق جوبا لم يحقق السلام المستدام، مما يتطلب الحل العادل والشامل الذي يخاطب جذور المشكلة، والتقيد فعلا لا قولا بما جاء في اتفاق جوبا نفسه مثل:
الفصل التام بين المؤسسات الدينية ومؤسسات الدولة لضمان عدم استغلال الدين في السياسة ، ووقوف الدولة علي مسافة واحدة من جميع الأديان وكريم المعتقدات، علي أن يقنن في دستور البلاد وقوانينها ( الباب الأول : 7 – 1)
- اقرار واحترام الهوّية السودانية والتنوع الأثني والديني والثقافي للشعوب السودانية دون أي تمييز ، وعكسها في نظام الحكم وسياساته من أجل بناء دولة تقوم علي المواطنة المتساوية لجميع السودانيين.
- تعتبر جميع اللغات السودانية لغات قومية ويجب احترامها وتطويرها والاحتفاء بها بالتساوي.
- اقرار مبدأ الوحدة القائمة علي الاعتراف والاحترام المتبادل بين المكونات البشرية والاجتماعية والسياسية والدينية والثقافية للدولة السودانية.
- - أهمية تمثيل المرأة في جميع مستويات السلطة ومراكز اتخاذ القرار بصورة عادلة وفاعلة وبنسبة لا تقل عن 40 % (الباب الأول: 20 – 1).
بدون ذلك يتحول اتفاق جوبا الي حبر علي ورق كما حدث في اتفاقات ابوجا والدوحة ونيفاشا التي أدت لفصل الجنوب ، ونافع – عقار الذي أدي لتجدد الحرب، والي محاصصات ومناصب ومنافع شخصية ، وتجاهل مطالب أهل دارفور والمنطقتين في التنمية والتعليم والصحة وتوفير خدمات المياه والكهرباء ، وتعويض اللاجئين وعودتهم لقراهم وإعادة تعميرها.
3
ماجاء في محور الأمن مثل : جيش قومي محترف وفق عقيدة وطنية، اصلاح جهازي المخابرات العامة والشرطة، وقيام جهاز الأمن الداخلي، تأمين الحدود، محاربة التهريب، نزع السلاح وإعادة الدمج. الخ، يتطلب: اخلاء العاصمة والمدن في الأقاليم والقري من كل المليشيات " دعم سريع ، جيوش الحركات.الخ" ، وإعادة النظر في "الوثيقة الدستورية" بحيث يشرف مجلس الوزراء علي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وتفكيك التمكين للنظام البائد فيها، وإعادة المفصولين من القوات النظامية للخدمة، وغير ذلك من الخطوات الضرورية لحفظ الأمن ، فقد أكدت التجربة السابقة فشل المكون العسكري أو اللجنة الأمنية في حفظ الأمن ، كما حدث من انفلات أمني في القمع الوحشي للمسيرات السلمية وانتهاك حق الحياة ، ومجزرة فض الاعتصام، واحداث العنف والقتل في دارفور والشرق وفي المدن، وتخريب الفلول وحرقهم للممتلكات العامة ، والتهريب للذهب والمواد التموينية، والاتجار في المخدرات والبشر والعملة ، وتخريب الاقتصاد الوطني.الخ.
4
في محور العلاقات الخارجية، نلاحظ ايضا أنه شمل عموميات، ولم يتضمن ضرورة مراجعة وإلغاء التطبيع مع الكيان العنصري الصهيوني الذي تمّ في غياب المجلس التشريعي، واتفاقات القواعد العسكرية البحرية لروسيا وأمريكا التي تمس السيادة الوطنية، وتجعل بلادنا في لهيب الحرب اذا ما نشب نزاع في منطقة القرن الأفريقي ، وأن تقوم علاقات السودان علي الاحترام المتبادل مع كل دول العالم ، اضافة لانسحاب السودان من محور حرب اليمن، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخري ( اليمن ، ليبيا.الخ)، والحل السلمي التفاوضي مع اثيوبيا والتمسك بالفشقة سودانية كما جاء في المحور، واستعادة اراضي السودان المحتلة في حلايب وشلاتين الخ.
5
محور الانتقال الديمقراطي ايضا جاء عاما ، ولم يشر بوضوح الي إلغاء القوانين المقيدة للحريات، واصدار قانون النقابات الذي يؤكد ديمقراطية واستقلالية الحركة النقابية، والمحاسبة لمرتكبي الجرائم ضد الانسانية والإبادة الجماعية، وتسليم البشير ومن معه للجنائية الدولية، والقصاص للشهداء والاسراع في إعلان نتائج التقصي في مجزرة فض الاعتصام، وقيام المجلس التشريعي الذي يعبر فعلا لاقولا عن قوى الثورة ، والاسراع في تفكيك التمكين من الخدمة المدنية واستعادة أموال الشعب المنهوبة، وارجاع المفصولين من المدنيين والعسكريين، واصلاح النظام العدلي والقانوني وقيام المحكمة الدستورية، ورفض كل المحاولات لتصفة لجنة التمكين.

6
وأخيرا، حتى يتم نجاح الفترة الانتقالية ، وعدم تصفية الثورة ، واغراقها بوعود بعيدة عن الواقع ، مثل : ما تمّ في 13 أبريل 2020 بعد اجتماع مشترك بين مجلسي السيادة والوزراء وقوى الحرية والتغيير ، بعد نقد واعتراف بالفشل في تحقيق مهام الفترة الانتقالية، مصفوفة تم فيها تحديد مواقيت لحل : أزمة الشراكة بين المدنيين والعسكريين، الأزمة الاقتصادية والمعيشية ، تفكيك التمكين واستعادة الأموال المنهوبة، إصلاح الأجهزة العسكرية والمدنية ، العدالة، العلاقات الخارجية المتوازنة، استكمال هياكل السلطة الانتقالية، وتكوين لجنة طوارئ اقتصادية لمعالجة الأزمة المعيشية. الخ.
. واصبحت المصفوفة حبرا علي ورق ، ولم يتم تقدم في هذه القضايا، سوى استرداد جزء من جبل الجليد من الأموال والأصول المنهوبة، والمزيد من تدهور الأوضاع المعيشية، بعد سحب الدعم عن الوقود والخبز والكهرباء والتعليم والصحة والدواء، والتعويم أو تخفيض الجنية السوداني بنسبة 681% ، مما سيؤدي للمزيد من تدهور الأوضاع المعيشية والغلاء ، والمزيد من السخط الجماهيري علي حكومة "الهبوط الناعم" التي تسير في سياسات النظام البائد الاقتصادية والقمعية والتحالفات العسكرية الخارجية االتي تفقد البلاد سيادتها الوطنية، التي أدت للاطاحة به في ثورة ديسمبر ، وحتما سوف تطيح الجماهير بحكومة "الهبوط الناعم" الحالية التي تسير في سياساته، مما يستوجب اصطفافا ثوريا عريضا يستعيد الثورة التي تمّ اختظافها ، ويصحح مسارها، والسير بها قدما حتى تحقيق أهدافها.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجربة الكوبية : لم تجد طريقا مثل أن تتقدما
- التعويم : الحكومة سعت لحتفها بظلفها
- كيف شقت الصين طريقها المستقل للتنمية؟
- الحكومة الجديدة في مهب الريح
- البراغماتية والتجربة الفيتنامية
- ويستمر التصعيد لتحقيق أهداف الثورة
- كورونا وتزايد حدة الفوارق الاجتماعية
- اليقظة لمواجهة حدة التآمر علي الثورة
- أحداث الجنينة وخطورة انفجار الوضع في دارفور
- لا لدق طبول الحرب بين السودان واثيوبيا
- لا لتكرار تجربة تخريب التعليم بعد انقلاب مايو 1969
- فرار تجميد العمل بالمناهج محاولة يائسة لتصفية الثورة
- الجماهير تواصل النضال لتحقيق أهداف الثورة
- ذكرى الاستقلال وتحقيق أهداف الثورة
- أزمة -كورونا- وازدياد شدة الاستقطاب الطبقي
- لا للزيادات في أسعار الوقود
- تستمر الثورة رغم القمع
- الجماهير تسجل ملحمة بطولية
- الذكرى الثانية لثورة ديسمبر: ما زالت جذوتها متقدة
- استكمال الثورة باستعادة السيادة الوطنية


المزيد.....




- أول فوز انتخابي لحزب العمال البريطاني قبل صدور نتائج مصيرية ...
- سوناك يترنح ..حزب العمال يسقط المحافظين في بلاكبول ساوث
- بعد 14 عاما.. حزب العمال البريطاني يتقدم بالانتخابات المحلية ...
- هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟
- السيناتور بيرني ساندرز لـCNN: احتجاجات الجامعات الأمريكية قد ...
- إلى متى سيبقى قتلة الصحفيين الفلسطينيين طلقاء دون عقاب؟!
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 553
- فاتح ماي: الطبقة العاملة تحاكم الاستغلال الطبقي
- مصر.. الحكومة توقف نزيف خسائر البورصة بتأجيل ضريبة الأرباح ا ...
- هل صرخ روبرت دي نيرو على متظاهرين فلسطينيين؟.. فيديو يوضح


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - تاج السر عثمان - حتى لا يتم افراغ الثورة من أهدافها