أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوزاد جرجيس - تراجع عن نشر الديمقراطية ام حرب عالمية ثالثة















المزيد.....

تراجع عن نشر الديمقراطية ام حرب عالمية ثالثة


نوزاد جرجيس

الحوار المتمدن-العدد: 1624 - 2006 / 7 / 27 - 11:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع اطلاق اولى الصواريخ الاسرئيلية على غزة و لبنان بعد اختطاف منظمتي حماس وحزب الله للجنود
الاسرائيلين الثلاثة برز ت في الولايات المحدة الامريكية نغمة سياسية و دعائية جديدة لتصوير حالة الحرب المدمرة التي شنتها اسرائيل بعد استغلالها للحسابات السياسية
الخاطئة لهاتين الحركتين بمقدار الرد الاسرائيلى للعملية و استخفافهم للوحشية التي قد تستخدم و ادخال الشعبين اللبناني والفلسطيني في حرب غير موزونةعسكريآ ,وهي ان هذه الحرب هي جزء من الحرب العالمية الثالثة الجارية حاليآ في العالم.
كان المروج لهذه النظرية (نيوت كينكريج) المتحدث السابق للكونغرس الامريكي في عهد الرئيس بيل كلينتون وهو من ابرز زعماء المحافظيين الجدد الذي استقال من منصبه آنذاك بسبب فشل سياساته ضد كلينتون خلال الانتخابات التشريعية و انحسار شعبية الجمهوريين بسبب تلك السياسات , و قد ادلى بافكاره هذه في مقابلة تلفزيونية مع قناة (فوكس نيوس ) الامريكية التي هي لسان حال المحافظيين الجدد.ومن جملة الاثباتات لتأييد افكاره ادرج العدوان الاسرائيلي على لبنان و الحرب الطائفية في العراق وتفجيرات بامباي الاخيرة في الهند وغيرها التي تفرض نتيجة طبيعية لاحداث 9/11 التي اشعلت هذه الحرب العالمية. بعد ذلك اسرعت وسائل الاعلام الامريكية بالبحث في الفكرة و الترويج لها من خلال التكرار في ابراز آراء المحلليين السياسيين والعسكريين في تحليلاتهم لتشخيص الوضع العالمي بالحرب العالمية ام لا في معظم مقدمات الاخبار الراهنة و الربط بين ذلك والحرب الدائرة في المنطقة.
لدراسة الاسباب الامريكية للترويج لهذه الفكرة نستخلص ببساطة سياساتها لفترة السنوات الاخيرة في المنطقة والربط بينهما و هل ان هذه الفكرة او النظرية قائمة فعلا ام هي تغطية لفشل الاستراتيجية الامريكية .
نستهل في التذكير اولا ان الرئيس الامريكي الحالي جورج بوش هو اول رئيس امريكي الذي اقدم على اهمال مفاوضات السلام بين العرب واسرائيل منذ دخوله للبيت الابيض قبل ست سنوات و ترك الشأن للاسرائيليين للبت في كيفية التعامل مع الازمات السياسية والعسكرية مع العرب ولذلك تعتبره اسرائيل من اقرب الرؤساء الامريكيين اليها وتحاول بقدر الامكان استغلال فترته المتبقية في البيت الابيض لرسم عملية السلام المقبلة حسب الرؤيا الاسرائيلية لمستقبل الشرق الاوسط الجديد.
( الجدير بالذكر ان سبب هذا التعاطف القوي يعود الى الزيارة الوحيدة التي قام بها الرئيس بوش الى خارج امريكا قبل توليه الرئاسة عندما كان حاكما لولاية تكساس كانت الى اسرائيل وكان يصاحبه الجنرال ارييل شارون في رحلته تلك ليعرض له قصة ارض الميعاد) .
وثانيا في خضم التحولات السياسية السريعة والملتهبة في العالم المعاصر وتحديدآ بعد مبادرة القاعدة في ضرب العمق الامريكي في احداث 9/11 قدمت الولايات المتحدة الامريكية برنامجا جديدآ للتعامل مع منطقة الشرق الاوسط من خلال نظرية الرئيس الامريكي جورج بوش في كيفية محاربة الارهاب و ابعاد ساحة المعركة من القعر الامريكي الى قلب المنطقة , حيث بدأت في الحرب على افغانستان وازاحة حكم طالبان ثم ازاحة نظام صدام حسين في العراق وتبع ذلك بالوعود الامريكية في نشر الحرية والديمقراطية في انحاء البلدان العربية والاسلامية وان يمثل العراق الجديد نموذجأ يقتدى به .
وقد كان هناك بوادر الاطمئنان في الشارع العربي لما تسوقه الادارة الامريكية في هذا المجال وخاصة بعد ان تم فرض بعض الضغوط على البلدان العربية المقربة من واشنطن لتوفير المزيد من الحريات السياسية و دعم عمليات الانتخابات(النسبية) فيها و اشاعة المزيد من الديمقراطية ومنح المرأة بعض من حقوقها المسلوبة والتي ادت الى نتائج مقبولة لحد ما في بعض هذه الانظمة ومنها تثبيت حق المرأة الانتخابي في الكويت و اعلان اول عملية انتخابية جزئية في السعودية (..) و اشراك الاسلاميين في الانتخابات المصرية و دخولهم البرلمان المصري و فوز (حماس ) في الانتخابات الفلسطينية و استلامهم لمقاليد الحكم هناك و بالطبع الانتهاء من تشريع الدستور العراقي و اكمال الانتخابات وحيازة الشيعة الاكثرية النيابية بالاضافة الى بعض الاصلاحات الساسية التي حصلت في بقية البلدان.
ومن جملة المتغيرات الجذرية التي حصلت في المنطقة استلام المعارضة اللبنانية للسلطة واخراج الجيش السوري من لبنان بعد اغتيال رفيق الحريري (رئيس الوزراء السابق) بدعم امريكي وغربي من خلال المساندة الكبيرة للشعب اللبناني و حكومته الوطنية الفتية.
وكانت الادارة الامريكية تراقب عن كثب كل التطورات وتساهم في تحريك الامور في هذا الاتجاه في معظم الا حيان , ونشير الى قرار وزيرة الخارجية الامريكية بالغاء زيارتها الى مصر احتجاجآ على اعتقال قيادي من جماعة الاخوان المسلمين اثناء الانتخابات المصرية , و المساهمة (مع الشريك الاسرائيلي)في الاساءة الى حركة فتح قبيل الانتخابات الفلسطينية في ابراز اخطاء الحكومة في البيروقراطية والفساد الاقتصادي و ما الى ذلك, وادلة اخرى كثيرة قد تكون معروفة للجميع في هذا السياق.
كان المشروع الامريكي يقتضي بمنح الحركات الاسلامية في المنطقة بعض المسؤلية الادارية لتمارس السلطة كي تبتعد عن الاساليب الارهابية لحل المعضلات السياسية وان تجلس الى الطاولة للاستماع الى ما تبغي توظيفه لشعوبها بعد ممارسة هذه السلطة والتي كانت احتكارآ على الانظمة الديكتاتورية المدعومة من امريكا نفسها سابقآ.وهذه كانت خلاصة نظرية جورج بوش في ان الدعم الامريكي السابق للملوك و الديكتاتوريات العربية هو الذي ولد الارهاب و الحقد ضد الغرب نتيجة القمع الشامل للشعوب في المنطقة للعقود الماضية
وقد تمكنت القوى الوطنية والعلمانية في لبنان الاستفادة من المناخ الجديد واستقطبت الشارع اللبناني حول برنامجها السياسي و كانت في طريقها الى درج مشكلة سلاح حزب الله في اولويات الحكومة لدمج الميليشيا في الجيش اللبناني من خلال النقاش الوطني الواسع الذي فتح بهذا الخصوص .
الجدير بالذكر ان حزب الله اصبح حزبآ سياسيا ومشاركآ في البرلمان والحكومة البنانية و لكن احتفظ في حقه في تسليح جيشه و عارض اي محاولة للمساس بنزع سلاحه واعتبر ذلك ضربا للمقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي ( لمزارع شبعا )و كذلك الحال مع حركة حماس التي فازت في الانتخابات الفلسطينية (النزيهة) واستلمت الحكم ولكنها رفضت نزع سلاحها والاعتراف باسرائيل ولا ينقص العراق شيئآ من هذا القبيل حيث فاز الشيعة بالاكثرية النيابية و تصدرت قوائمهم في الحكومة وبقيت ميليشياتها المسلحة تلعب دورآ رئيسيا في الشأن العراقي و لايخفى على احد دور جيش المهدي التابع للتيار الصدري في ما يجري داخل العراق برغم ان التيار الصدري ممثل في الحكومة وفي البرلمان باكثر من ثلاثين مقعدآ.كل هذه التفاصيل لا تتفق مع المفهوم الديمقراطي للدولة ولا مع المواثيق الدولية ولكن تلاءم سياسة تلك الحركات لمواجهة الاخطار في ظل عالم تسوده (العدالة المفقودة) !
وجاءت هذه الحرب الاسرائيلية على لبنان لتشعل المنطقة من جديد بمباركة امريكية علنية بحجة محاربة الارهاب و نزع سلاح حزب الله واغفال الدمار الذى حل بلبنان نتيجة هذه الحرب غير المشروعة من قبل اسرائيل ضد بلد لا يملك حتى سلاحا جويا للدفاع عن نفسه بالمقارنة مع ترسانة الاسلحة الاسرائيلية وبالطريقة الوحشية التي استخدمت في تحطيم البنية التحتية للمجتمع اللبناني ولا عجب في وصفها ب( ماكنة الحرب الوحشية) من قبل فؤاد السنيورة (رئيس الوزراء اللبناني).
ان مصطلح الحرب ضد الارهاب لم يعد دافعا قويا لاقناع الشعب الامريكي والعالم بالاستراتيجيةالامريكية
نتيجة الفشل الذي يلوح في الافق في العراق حتى بعد الانتخابات وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية
و الفشل في في تنفيذ خارطة الطريق ورسم حدود الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية بالاضافة في الفشل في القضاء على القاعدة وزعيمها بن لادن لذلك لجأت امريكا لتغيير التسمية بالحرب العالمية الثالثة ودشنت ذلك بالدعم المطلق لاسرائيل في عملها ضد لبنان وتتحدث اميريكا و كانها شريكا في المعركة و تناست انها اعتبرت الحكومة اللبنانية الجديدة جنبا الى جنب الحكومة العراقية الفتية النماذج الديمقراطية للمنطقة .
هكذا تراجعت اميريكا عن شعارها في نشر الديمقراطية في المنطقة واستبدلت ذلك بمخاطر الحرب العالمية و عادت الى استخدام القوة وعرض العضلات وترهيب المنطقة بوحشية الدمار الذي يمكن ان يلحق بالجميع في معادلة غير موروثة في الاعراف الدولية ب( معاقبة الشعوب ) وكانها تعيد الدرس الفيتنامي الى الاذهان الذي مضى عليه دهر من الزمن و بقي في سجلات التاريخ المعاصر .
مما سبق يتضح ان الفترة المقبلة حرجة جدا للمنطقة حيث ستتزايد الضغوط على سوريا لفك ارتباطها مع الشيعة في لبنان ومحاولة سحبهم الى الجانب السني من العرب المفاوض مع اسرائيل لاجل تسهيل عملية المواجهة مع ايران في حرب يبدو تفاديها غير مؤجل نتيجة التعنت الايراني في المفاوضات بخصوص برنامجها النووي.
ان بوادر الفشل في مشروع الشرق الاوسط الكبير (الامريكي)جاءت بسبب الحسابات الامريكية الخاطئة في الرهان على الحركات الاسلامية والطائفية في المنطقة لانجاح مشروعها و تحجيم دور الحركات والاحزاب السياسية الوطنية والعلمانية ( وخاصة اليسارية ) في تكرار ما سبق الرهان عليه في تنظيم و دعم المجموعات الاسلامية في حرب افغانستان ضد الاتحاد السوفياتي السابق وهي نفس تلك االحركات التي توحدت لتقاتل اميركا و لازالت.
يقول رامي خوري (كاتب لبناني يكتب باستمرار في الصحف البريطانية)ان مشكلة الخبير الامريكي تكمن في انه لا يفهم العمق العربي وان تصور الادارة الامريكية ان استخدام القوة هو السبيل لاحلال السلام في المنطقة مجرد هراء بل العكس سيضاعف المتشددين وانصار التطرف والارهاب.
التراجع عن نشر الديمقراطية في المنطقة لا يخدم سوى القوى الظلامية و يمنحها المزيد من الفرص للتلاعب بالمشاعر الدينية والطائفية لشعوب الالمنطقة و زجها في خدمة مصالحها المحلية والاقليمية وتعيد تقدم الشعوب عقودا الى الخلف و لا تقدم الامان الى اسرائيل واميريكا.
حرب عالمية ثالثة..؟ لا اعتقد..



#نوزاد_جرجيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث رسائل للرئيس الامريكي
- الحوار الامريكي-الايراني الشيطان لا يتحول الى ملاك
- الحلم العراقي و الحاجة للخبز والسلاح
- من يخلق الطائفية؟
- تنفيس شعبي ام تصعيد متعمد
- المازق الامريكي في العراق
- وداعا للبعث السوري
- هل اميركا تقرر نتائج الانتخابات


المزيد.....




- الأرض أم المريخ؟ شاهد سماء هذه المدينة الأمريكية وهي تتحول ل ...
- وصف طلوع محمد بن سلمان -بشيء إلهي-.. تداول نبأ وفاة الأمير ا ...
- استطلاع رأي: غالبية الإسرائيليين يفضلون صفقة رهائن على اجتيا ...
- وصول إسرائيل في الوقت الحالي إلى أماكن اختباء الضيف والسنوار ...
- شاهد: شوارع إندونيسيا تتحوّل إلى أنهار.. فيضانات وانهيارات أ ...
- محتجون يفترشون الأرض لمنع حافلة تقل مهاجرين من العبور في لند ...
- وفاة أحد أهم شعراء السعودية (صورة)
- -من الأزمة إلى الازدهار-.. الكشف عن رؤية نتنياهو لغزة 2035
- نواب ديمقراطيون يحضون بايدن على تشديد الضغط على إسرائيل بشأن ...
- فولودين: يجب استدعاء بايدن وزيلينسكي للخدمة في الجيش الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوزاد جرجيس - تراجع عن نشر الديمقراطية ام حرب عالمية ثالثة