أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوزاد جرجيس - ثلاث رسائل للرئيس الامريكي















المزيد.....

ثلاث رسائل للرئيس الامريكي


نوزاد جرجيس

الحوار المتمدن-العدد: 1548 - 2006 / 5 / 12 - 06:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ تقديم الائتلاف العراقي للسيد المالكي مرشحا جديدا لرئاسة الحكومة العراقية المرتقبة و الارتياح النسبي الذي ساد في توجهات معظم الاطياف السياسية للتشاور من جديد للاتفاق على صيغة حكومة الوحدة الوطنية المنشودة بعد تجاوز عقدة ( الجعفري ) و تقديم السيد المالكي اولويات الاجندة لحكومته المقبلة التي يزعم تشكيلها قريبا بان يكون نزع سلاح الميليشيات الموضوع الاساسي في جدول اعمالها, بدأت تبرز للساحة مؤشرات الامتعاض و الغضب من اطراف متعددة لهذا التحول الجديد والانزعاج لفكرة الاستقرار و تهدئة الاوضاع.وقد برزت على الساحة السياسية مستجدات خطيرة و متشعبة وغير مفهومة في معظم الاحيان ومنها : التحشد غير المبرر للقوات الايرانية على الحدود العراقية في شمال العراق(كردستان)والذي ترافق مع بعض القصف المدفعي للاراضي العراقية و توارد انباء متضاربة عن تدفق اسراب من الميليشيات العراقية الى مدينة كركوك وثم تحشد الجيش التركي على الجانب الآخر من الحدود .و تزامن كل ذلك مع تصريحات تتباين بين التهدئة واخرى بالتهديد
من الجانب العراقي كان تأكيد بوجود التحشدات والنفي للقصف والمبالغة في خطورة الواقع , والجانب التركي اعلن شرعية التغلغل في الخط الحدودي لمطاردة مسلحي حزب العمال الكردي التركي و اضافت الحكومة التركية قلقها مما يدور في مدينة كركوك, وبقي السؤال اللغز وراء التحرك الايراني وهل له اي ترابط مع التدفق المسلح الى مدينة كركوك.
اما على ساحة الحرب الاعلامية محددة لايصال فحوى النوايا المبيتة قدمت الجهات المؤثرة في الشأن العراقي اوراقها للادارة الامريكية على هيئة( رسائل ) للنظر والتمعن فيها و اعطاء الرئيس الامريكي جورج بوش الفرصة لاختيار خياراته السياسية في المنطقة بدقة.
وجاءت اولى هذه الرسائل من الحركات الاسلامية الراديكالية والمتطرفة وفي مقدمتها القاعدة التي شرعت بغرق الفضائيات العربية بسيل من الاشرطة المسجلة ابتداء" من زعيمها اسامة بن لادن مرورا" بمنظرها الظواهري وختاما باميرها في العراق الزرقاوي الذي اشهر البيعة للزعيم علانية للمرة الاولى و في نفس الوقت تأكد للجميع ان الزرقاوي ليس اسطورة او شخصية خيالية كما تصور البعض.
و حاولت قيادة القاعدة باقناع العرب والمسلمين بان الغرب يشن حربا"صليبية صهيونية واجمعت على التركيز على ما يجري في العراق وافغانستان و الحصار المفروض على حكومة حماس الفلسطينية و مشاكل دارفور في السودان بكونها شواهد لهذه الحرب على المسلمين .وبالطبع تم تقديم الوعود بالانتصار والحاق الهزيمة بالقوات الصليبية واقامة الامارة الاسلامية في العراق قريبا( في محافظة الانبار ) .وبهذا الشأن تسارعت ادارة الرئيس بوش من التسخير من امكانيات وقدرة الزرقاوي (برغم وضع المخابرات الامريكية فدية 25 مليون على رأسه في قائمة الارهابيين المطلوبين)
لقياس قوة القاعدة علينا متابعة حربها الاعلامية (التي بدأت تكسبها استنادا" لوزير الدفاع الامريكي رامسفيلد ) ودوافع التوقيت في تقديم الوعظ والتهديد في كل الخطابات وما التأكيد الدائم والمستمر على الرد على الحرب الصليبية وتأجيج مشاعر المسلمين من هذا المنطلق الا برهان قاطع على فقدانها قابلية لم المؤيدين والمتطوعين الجدد في حربها اذا تم مقارنة ما قام به جيش(الافغان العرب) ضد الاتحاد السوفياتي خلال احتلالها لافغانستان في اواخر السبعينات , و لذلك بسبب الحرب الاجرامية التي تقودها ضد الشعب العراقي بدون تمييز الا بقدر الولاء لفكرها التكفيري .
اما الميليشيات الشيعية اقدمت اولى الاشارات او الرسائل في احداث العنف الاخيرة في مدينة البصرة ضد الجيش البريطاني (بعد اسقاط مروحية عسكرية له)واثبتت قوة نفوذها و امكانياتها من خلال التحشيد الشعبي ضد قوات المتعددة المترابطة في الجنوب ومختلف انحاء العراق من خلال امكانية فتح عدة جبهات ضد القوات الامريكية اذا اقتضى الامر عند اعلان الجهاد.
فالاختبار قد نجح بالنسبة للشيعة وقد تلقت الادارة الامريكية الرسالة بخطوط واضحة( برغم امتناع الميليشيات في تبني الحدث و التصعيد) وتدرك الان ان العراق كله مهيئأ للاشتعال اذا ارتأت الرياح ان تدير السفينة بعكس رغبة القبطان.وايضا" عادت الاوضاع الطبيعية الى البصرة رغم ما قيل ان ما يجري في البصرة ما هو الا انتفاضة شعبية ضد القوات البريطانية !!
والرسالة الاخيرة للرئيس بوش جاءت من الرئيس الايراني احمدي نجاد يحاول خلال 17 صفحة ان يتحاور معه حول تعقيدات المجتمع الدولي دون الاشارة الى أزمة الملف النووي الايراني و فيها يدعو بوش الى التحكم الى العقلية الدينية في اتخاذ القرارات الصائبة بدلا من السياسة غير المنصفة و يسترشد في احدى المقاطع ليقول ( وقد قيل لي انك تفتخر بايمانك المسيحي ) .
ما لم يتم نشره او الاشارة اليه في العالم العربي والاسلامي انه مع التزامن مع رسالة نجادي كان هناك مقال للسيد حسن روحاني ممثل السيد علي خامنئي في مجلس الامن القومي الايراني و المحاور السابق في الملف النووي مع الغرب مرسل الى صحيفة التايم الامريكية يقدم رؤيا ايرانية جديدة للخروج من أزمة و تداعيات ملفها النووي بشكل اكثر شفافية و سلسة من الموقف الرسمي و فيها يقدم امكانيات تقديم بعض التنازلات مقابل التفاوض المباشر مع الادارة الامريكية و بالاستناد الى نصيحة وليام سامي المحلل والخبير في الشوؤن الايرانية في راديو اوربا الحرة للادارة الامريكية (ان التعامل مع قياديين مقربيين من السيد خامنئي بوجهات نظر براغماتية صلبة قد يقدم الحل بدل التصادم مع نجادي).و هذا خيار خجول للادارة الامريكية التي قللت من اهمية الرسالة اصلا" ولكنها بقيت على طاولة الرئيس بوش في البيت الابيض منتظرة ما سيقدم مجلس الامن الدولي واذا كان الاجماع الدولي مع الرؤيا الامريكية هذه المرة لايقاف ايران من مشروعها النووي وبخلاف ذلك فالخيارات محدودة لعدم وجود اي تأييد شعبي اميركي للخطوة المقبلة ناهيك عن ابتعاد معظم الدول الغربية عن التوجهات الامريكية لنفس الاسباب بعد ما حصل في العراق.
الرئيس الامريكي لا يعير اهتماما لما تقدم بقدر ما يهمه كيفية احتواء ايران و كبح جماحها وبحكم شخصيته العفوية ومزاجه المتقلب سوف لن يراهن على الانتظار لعل الوقت يدركه قبيل اتمام دوره في التاريخ وهو الذي لا يمانع في تجديد الحرب الباردة مع روسيا بسبب تحفظاتها حول التعامل مع الملف الايراني ولا ينقصه هنا في اشعال حرب اخرى مهلكة في المنطقة الا الذريعة للمباشرة وهو ينتظر بفارغ الصبر عملية حمقاء من القاعدة او اعلان امارة من الزرقاوي او اي تحرك أخر من قبل بعض الميليشيات المحسوبة على ايران في العراق لتبدأ اسراب الطائرات الامريكية بتفريغ حشوتها في الاراضي الايرانية وبئس المصير..
الشئ الاكيد ان هناك ترابط في كل التحركات من التحشد في الشمال الى العنف في البصرة و الى مضامين الرسائل , والذي يمكن استخلاصه ان العراق باق, رهينة بيد ايران و ورقة ضغط على الادارة الامريكية وتلعب بعض الميليشيات في الجنوب دورا" خطيرا" لتلبية النشوات الايرانية .
و بهذا الصدد نؤمل ان تكون الحكومة العراقية المقبلة عند المستوى المطلوب لاخراج عراقنا من هذه الدوامة فالاستقرار في عراقنا سوف لن يأتي بيد الامريكي ولا الايراني بل بالايادي العراقية حتما".



#نوزاد_جرجيس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار الامريكي-الايراني الشيطان لا يتحول الى ملاك
- الحلم العراقي و الحاجة للخبز والسلاح
- من يخلق الطائفية؟
- تنفيس شعبي ام تصعيد متعمد
- المازق الامريكي في العراق
- وداعا للبعث السوري
- هل اميركا تقرر نتائج الانتخابات


المزيد.....




- الجيش الباكستاني يجري تجربة صاروخية ناجحة وسط تفاقم التوترات ...
- مصر تبلغ الولايات المتحدة رفضها التدخلات الإسرائيلية في سوري ...
- من هم أبرز الصحفيين الذين قُتلوا في حرب غزة؟
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد قواته لحماية الدروز في سوريا، ...
- فرنسا ـ محاولة سرقة ساعة فاخرة بقيمة 600 ألف يورو من أمير قط ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن -انتشاره بجنوب سوريا- وبيدرسون يدين ال ...
- البرلمان العربي يندد بانتهاكات إسرائيل
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لغاراته العنيفة الأخيرة على مواق ...
- مراسل RT: الطائرات الأمريكية تشن 6 غارات على مديرية مدغل في ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي نجا من القصف على غزة يوجه ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوزاد جرجيس - ثلاث رسائل للرئيس الامريكي