أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهام السايح - يافا (قصة قصيرة) للشابة سهام السايح وترجمة رؤى رضا















المزيد.....

يافا (قصة قصيرة) للشابة سهام السايح وترجمة رؤى رضا


سهام السايح

الحوار المتمدن-العدد: 6814 - 2021 / 2 / 14 - 00:11
المحور: الادب والفن
    


هيا يا "يافا" اعترفي لمَ قتلت زوجك؟ ألم تفكري بمستقبل ابنك سعد!
جلست "يافا" ثم سحبت ركبتيها إلى صدرها وأخذت تبعد شعرها البائس عن وجهها بأصابعها التي ترتعش توتراً، ثم قالت بصوت شجاع: إن لم أقتله لكنتُ أنا القتيلة
. صمتت برهة من الوقت، وقد انهال عليها سيل جارف من الذكريات، تكدست الكلمات أسفل حلقها ثم خرجت دفعة واحدة قائلة: أنا ميتة منذ اليوم الذي أجبرني به والدي على الزواج من هذا العجوز الذي يكبرني بثلاثون عاماً، أذكر ذلك اليوم جيداً.. كانت السماء ملبدة بالغيوم والشمس تختبئ خجلة خلف الضباب، أما أنا كنت أضعف من سلام مر على رصيف مبلل.. مرت تلك الأيام على قلبي كالسم .. كان زوجي يخيفني دائماً، أسنانه البارزة عندما يتكلم، وفكه الكبير الذي يكاد أن يتفلت ، وصوته المخيف الذي يشبه صوت القمامة البالية حين يتم سحقها بالأقدام والبصاق المتطاير من فمه ... كل هذه التفاصيل كانت تزيد من خوفي.
ثم دفنت "يافا" وجهها بين يديها وانفجرت باكية وقالت: كان يركلني على خاصرتي بعد كل جدال بيننا ولكني كنتُ أصمت وأدفن معاناتي بهدوء من أجل ابني سعد، وبقيت على هذا الحال إلى اليوم الذي فارقت روح زوجي جسده... أشرقت شمس ذاك اليوم بقوة وقد تغلغلت خيوط الشمس إلى روحي لتدخل دفء جديد إلى قلبي، في الساعة السابعة صباحا دخلتُ إلى مكتب زوجي بشكل سري بعدما راودتني شكوك خطيرة، وظني كان في محله، رأيت أوراق بمكتبه تبين تآمره مع العدو، لم أستطع الصمت أو تصنع اللامبالاة، الحس الوطني جعلني أستعيد كرامتي وقد جرفني طوفان الشجاعة أمامه، وعند لحظة المواجهة هم بقتلي كي لا أفضحه، ولكني سبقته بذلك بواسطة السكينة التي خبئتها في جيبي.
ثم تذكرت "يافا" ابنها سعد حين أخفى وجهه بين طيات ثيابها قبل خروجها من المنزل فتجمعت الدموع بعينيها مجدداً وقالت: الآن فقط أشعر بالحرية.. الآن فقط أستطيع استنشاق الهواء الصافي الخالي من أنفاس زوجي السوداء.
دخلت "يافا" السجن بهدوء راسمة ابتسامة غريبة على شفاهها، الآن فقط شعرت بالأمل وكيف لا والأمل هو بداية السلام.

سهام السايح. فلسطين
“Come on Yafa, admit it. Why did you kill your husband? Haven’t you given a thought about your son’s –Said- future!?”
Yafa Sat down and hugged her knees. She started to get her hair off of her miserable face with her shaking figures. She was finally able to pull herself together and said, “If I had not done this, it would have me who’s dead.”
She stood there for a while, as silent as a grave. She was crushed as the bitter memories came flooding back all at once. Words were stuck in her throat but eventually she screamed them out, “I have been dead ever since the day my father forced to marry that man who’s 30 years older than me. Oh I remember that day really well. The sky was so gloomily overcast and the sun was shyly hiding its rays behind the grey fog .. and me .. I was as broken as a lonely greeting exchanged at a wet cold pavement. Those days have filled my heart with poison. I always found my husband quite scary. He had those teeth that would stick out eerily whenever he spoke. His big jaw looked like as if it was about to crack. And his hollow voice resembled the sound of rotten garbage once crushed under feet, not to mention the way he used to spit while talking. Everything about him was just so dreadful to me.”
She then buried her face in her hands and said while bursting into tears, “God only knows how he used to hit me and kick my side after every fight we had. I used to shut up and bite my tongue. I have patiently kept my wretchedness hidden six feet under. I put up with all of this for the sake of Said – my son. Things remained so until the day my husband’s soul was no longer roaming the earth. The sun of that day shined so very brightly that it penetrated right through my soul, bringing warmth to my dead heart once more. Growing very suspicious of him, I secretly sneaked into his office at seven o’clock that morning. And as it turned out, I was right to feel so, for I found some incriminating papers in his office that proved his implication with the enemy. And that was the last straw. I couldn’t remain silent that time´-or-act indifferent. My patriotic sense could not tolerate this and my long ing dignity was vividly awakened. I stood there and I let the overwhelming courage consume me. My husband, terrified at the thought of a harboring scandal, was totally willing to kill me once I confronted him with the truth. But, the hidden knife in my pocket was faster than his urge.”
She suddenly recalled her son as he was burying his face in her clothes before she was taken from him. That was enough to fill her eyes with tears all over again. She said, “Only now I can understand the meaning of freedom .. Only now I can feel the pure fresh air that is free from my husband’s wicked breath.”
With a mysterious smile upon her lips, Yafa calmly and confidently walked into prison. She was just starting to realize that there was hope. Isn’t hope the beginning of peace after all?


Ru a Rida
Palestine
2021



#سهام_السايح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهام السايح - يافا (قصة قصيرة) للشابة سهام السايح وترجمة رؤى رضا