أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفين اوسو - بارود... ولعنة زيتون














المزيد.....

بارود... ولعنة زيتون


أفين اوسو
(Avin Oso)


الحوار المتمدن-العدد: 6812 - 2021 / 2 / 12 - 23:45
المحور: الادب والفن
    


مَن يكسرُ حصارَ الحنينِ،
ويغتالُ الذاكرة؟
مَن يرشدُني إلى حجر عرّافة
تبطّلُ مفعولَ طلاسمَ وأحجيةً
تعيقُنا بروحانية الأزمنةِ،
والطفولةِ الغابرة؛
لتحطَّ أرواحُنا بسلام إلى مجاثمها
ولا ننكبُّ على وجوهنا في وحل الصبابة؟
كيف نكفُّ عن الاشتياق،
وذاكرتُنا ترج مثقلة
من رائحة الزعترِ البرّيّ
وندف البلوط المتساقطة كالأمطار؟
أنا ابنةُ هذه البقعة المفترشة بالزيتون والزيزفون
حيث تصافحُ زرقةُ السماءِ الأرضَ والساقية.
رضعْنا من أثدّاء تَدُرُّ حليباً بنفسجياً
وغفينا على هدهدة أغنياتِ «بافي صلاح»
و«جميل هورو» الجبلية
عجلاتُ أيّامِنا تآكلَتْ على تخومها
أتذكّرُها، وعصفورٌ مذبوحٌ يرتعشُ في صدري
كيف حالُها يا تُرى؟
وديانُها
سهولُها
وجبالُها...
هل ما زالَتْ شامخةً حانية؟
والسنابلُ زهاءُ غربتِنا
باتَتْ تحملُ قمحاً، أم قنبلة؟
وماذا عن خمرة رمّانها الشهية
سامقةً بقيَتْ، أم بتروها، كما بتروا من جسد «بارينَ» أثدّاءها؟
نحن جيناتٌ عصيةٌ على أقدارنا
وإن همشوا بتمثال «كاوا»، وحال فتاتاً
وإن سرقوه، وسرقوا القضيةَ المخصية
فلن ننسى
وقبضةُ النسيان لن تطالنا...
يجرُّنا الوجعُ من تلابيبنا
عفرينُ
يتدفّقُ الحنينُ من فمي ملتاعاً كفراشات ملوّنةٍ
سُرّتي المبتورةُ من رحم أمّي
مضمرةٌ في تربة حقلِنا
تتغذّى روحي من ملوحة غديرِها
يئنُّ قلبي مع الأرض
ينعكفُ المعولُ
وتتهاوى حبّاتُ الزيتون من قلبي قبل الشجر
كلما خطا أرضَها غريبٌ
يجني المحصول
تحدّثُني «نازلي» باكيةً من هناك
تعرَّتْ أشجارُ التينِ والتوتِ من ثمارها
ولم نطَلْ منها بنصيب
أتتذكّرين كيف كنّا نتعربشُ أغصانَها تحتَ غيظ أب،
ونتعاركُ على حصصنا المتساوية غاضبين
وأنا على الهاتف أزيحُ صوتَها؛
لأستمعَ لصياح الديك
وشغبِ عصافيرَ تعيدُني للطفولة
أستنشقُ رائحةَ المواقدِ من كفّ السماء
أدخنُ سيجارة
أنفثُ وجوهَ العابرين
وأرقصُ وأرقصُ بينَ شواهدِ القبورِ
حافيةَ القدمين
أتدحرجُ
أهرجُ
أصرخُ
فيتحوّلُ جسدي إلى هباب بطعنات مستديمة
وأبكي حنيناً
حتى تنهكُ الذاكرة
أتسرّبُ كنبيذ مخمر في دنان الأوجاع من بين أصابع المكالمة
تصرخُ بي: هل تسمعين؟
أجيبُها بلا
ولا داعي للنحيب...
عفرينُ بعطائها جميلةٌ
فلتتشاركوا في التين والزيتون
فتقولُ صارخةً:
إنها مسرحيةٌ إيمائيةٌ لعينة
إنهم قطعوا الشجرةَ،
وخنثوا الكرومَ،
وعاثوا في بيادرنا خراباً
دمّروا المدارسَ والطواحين...
من سور المنازل المدمّرة يسرقون أحجاراً
يبنون بها مساجدَ وصوامع
ملطّخة بدم مزركشٍ بهلال ونجمة
ويطمسون الهوية.
سفنُ أحلامِنا جنحَتْ في مرفأ أحقادهم
وكأن الله خلقنا لنستكينَ ونستباح
ويزرعَ في خناجرنا السكاكين
ويرتعَ من دماءنا كؤوس السنين.

ــــــــــ
* عبد الرحمن عمر:
فنّان كردي من مدينة عفرين، وأحد مؤسّسي كوما “آرمانج” الفلكلورية؛ التي تعنى بالتراث الشعبي في عفرين، معروف في الوسط الفنّي الكردي باسم «بافي صلاح»، من مواليد قرية كوردان – جندريس عام 1952م. تعرّض للاعتقال لدى الأجهزة الأمنية للنظام السوري في حلب، توفي عام 2016م، بعد تعرّضه لنوبة قلبية.

* جميل رشيد علي هورو:
فنّان كردي من مدينة عفرين، معروف بصوته الجبلي، ولد 10 آذار، 1934م في قرية سعرينجك بعفرين. من أبرز الأغاني التي قدمها هورو أغنية ”Memê Alan”، وهي عبارة عن حوارية غنائية تتجاوز الساعتين.

* أمينة عمر:
مقاتلة كردية، جرى التمثيل بجثّتها على يد المعارضة السورية في قرية «قرنة» التابعة لمدينة عفرين عام 2018م، من مواليد 1992م، في قرية «قيركلبين» في منطقة الشهباء بريف حلب الشمالي.



#أفين_اوسو (هاشتاغ)       Avin_Oso#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نزيف الذاكرة
- مونولوج مع مرارة الرحيل
- فوارغ الرصاص


المزيد.....




- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفين اوسو - بارود... ولعنة زيتون