أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جلبير الأشقر - العدوان المزدوج على فلسطين ولبنان















المزيد.....

العدوان المزدوج على فلسطين ولبنان


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 1620 - 2006 / 7 / 23 - 12:05
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


فرض الجيش الاسرائيلي منذ 12 يوليو، حصارا على لبنان وقصف ترابه ردا على احتطاف اثنين من جنوده وموت سبعة آخرين، على إثر عملية كوماندو من حزب الله اللبناني. فيما يلي مقابلة مع جلبير الاشقر(*) أنجزتها "باولا ميرندا" يوم 15 يوليوز بجريدة حزب إعادة البناء الشيوعية (ايطاليا) Liberazione .


باولا ميرندا- قدم حزب الله مبررات عديدة لما قام به. أولها محاولة الحصول على تحرير سجناء- بعض اللبنانيين يفترض انهم معتقلون باسرائيل رغم ان اثنين فقط معترف بهم رسميا(علاوة على 000 10 سجين فلسطيني). وثانيا التعبير عن تضامنه مع نضال حركة حماس بفلسطين، ذات الاستلهام الشبيه بما لحزب الله، وأخيرا الرد على العدوان الجاري بغزة. من المنطقي طبعا توقع أعمال انتقام عنيفة من إسرائيل، على ضوء ما تقوم به في فلسطين ردا على اختطاف جندي آخر.

جلبير الاشقر: إن لهذه الأزمة أبعاد متعددة: ناقش الملاحظون الدوليون ما قد يكون لسوريا، وأكثر منها لإيران، من دور في الأحداث الجارية، مستحضرين حسابات ممكنة فيما يخص موازين القوى الإقليمية. فمنذ مدة دخلت طهران،التي تشبه علاقاتها بحزب الله ما كان لموسكو مع الأحزاب الشيوعية زمن "الحركة الشيوعية العالمية"، في لعبة مزايدات معادية لاسرائيل مع الحكومات العربية المنافسة بقصد استمالة المسلمين السنة. وتندرج تصريحات الرئيس الايراني احمدي نجاد المستفزة، منذ انتخابه قبل سنة، في هذه اللعبة المطابقة لاستراتيجية إيران بوجه الولايات المتحدة الامريكية،هذا بينما يتعاظم الضغط الامريكي بشأن المسألة النووية .لكن أيا كانت الأسباب، يمكن القول إن ما قام به حزب الله سرع مواجهة قد تكلفه غاليا،وقد باتت تكلف لبنان برمته غاليا.

ب . م - مواجهة ضد إسرائيل أم داخل لبنان؟

المواجهة هي في المقام الأول ضد إسرائيل، لأن إسرائيل تسعى بما تقوم به، سواء في فلسطين أو لبنان، إلى سحق حركات المقاومة. جرى التذرع بالأحداث الأخيرة حجة لسحق حركة حماس وحزب الله في الآن ذاته، ويتعين النظر إلى شراسة التعديات العسكرية الاسرائيلية في هذاالسياق. تستعمل إسرائيل شعوبا بكاملها كرهائن، هذا ما فعلت بالشعب الفلسطيني، وتفعله بالشعب اللبناني. قصفت مطار بيروت وفرضت حصارا على لبنان: هذا كله بسبب عملية تبنتها مجموعة لبنانية لا الدولة اللبنانية.

في الواقع تتخد إسرائيل شعبا بكامله رهينة في رد فعل غير متكافئ يرمي إلى سحب البساط تحت أقدام معارضيها والضغط على القوى المحلية لتتحرك ضدهم. لكن إن كانت هذه حسابات إسرائيل فقد ترتد عليها، لأن عملا عسكريا بهذا النطاق قد يؤدي إلى نتيجة عكسية وإلى تجذر السكان ضد إسرائيل أكثر من تجذرهم ضد حزب الله. إن العنف القاتل الذي طبع الرد الاسرائيلي، وإغلاق المطار، والحصار البحري، كلها أفعال قد تدفع السكان إلى الاتحاد في التمرد ضد إسرائيل.

لا أعلم حقا ماذا كانت حسابات حزب الله السياسية، لكن لا شك أنه كان يراهن على رد فعل كثيف من جانب إسرائيل، التي سبق أن اجتاحت لبنان مرارا . يبدو لي، لهذا السبب، أن فعله ينطوي على قدر كبير من " نزعة المغامرة"، لا سيما أن مخاطرته تعني السكان برمتهم. لقد خاطر جدا بالإقدام على هذا الهجوم ضد إسرائيل، مع علمه بقوتها وشراستها العسكرية، وقد يلقي عليه السكان مسؤولية حرب جديدة واجتياح جديد سينيخان بثقلهما على سكان لبنان.

بعد قول هذا، يجب التأكيد على مسؤولية اسرائيل الرئيسية في تدهور الوضع الاجمالي. فقد بلغت مؤخرا قمما جديدة في تصرفها المثير للسخط على نحو عميق، لاسيما بخصوص غزة. فقد قتلت، بعد اختطاف مجموعة فلسطينية لجندي، عشرات وعشرات المدنيين الفلسطينيين. إن بإمكان إسرائيل أن تختطف وتحتجز مدنيين فلسطينيين، لكن عندما يختطف بعض الفلسطينيين أحد جنودها لاستعماله للمقايضة، تعمد إلى عنف بلا حدود، متخدة شعبا بكامله رهينة، وتقصف سكان غزة، حيث الكافة البشرية مرتفعة، في ظل لا مبالاة عامة من العالم. هو ذا المصدر الرئيس لزعزعة استقرار المنطقة- سلوك إسرائيل العنيف والمتغطرس، المطابق بالتمام لسلوك الولايات المتحدة الامريكية العنيف والمتغطرس بالعراق.

ما موقف حكومة لبنان ازاء ما قام به حزب الله؟

قررت إسرائيل اعتبار ذلك من مسؤولية الحكومة بمجملها، رغم تكذيب الوزير الأول اللبناني. كما أسلفت، تقوم سياسة إسرائيل بالضبط على اتخاد شعب بكامله رهينة, قامت بذلك مع الفلسطينيين، والأمر جلي أكثر في حالة لبنان لأن مشاركة حزب الله بالحكومة ضئيلة ويقف حاليا في المعارضة. وتوجد الحكومة اللبنانية تحت سيطرة أغلبية حليفة للولايات المتحدة، بوسعها اليوم أن تقيس حجم نفاق إدارة بوش التي تصرح أنها معنية جدا بمصير الشعب اللبناني عندما يتعلق الأمر بمعارضة سوريا فقط. إن إلقاء مسؤولية ما قام به حزب الله على الحكومة اللبنانية، حتى بعد إعلانها رسميا أنها بمنأى عنه، برهنة على سياسة الفرض بالقوة التي تنهجها إسرائيل. كما يدل من جانب آخر على سعي إسرائيل إلى دفع اللبنانيين إلى الحرب الأهلية، مثلما تحاول مع الفلسطينيين. تسعى إسرائيل في كلتا الحالتين إلى دفع قسم من المجتمع المحلي- فتح في فلسطين والأغلبية الحكومية بلبنان- إلى سحق أعداء إسرائيل الرئيسيين، حركة حماس وحزب الله، إن هو أراد تفادي التعرض للسحق.

ما الرابط بين حزب الله وحركة حماس؟

إن لهما إيديولوجيات متشابهة ونفس الموقف الجذري من إسرائيل. حركة حماس سنية بينما حزب الله شيعي، لكنهما حليفين لسوريا وإيران. يشكل ذلك شكلا من التحالف الاقليمي ضد إسرائيل. ظهر حزب الله بعد اجتياح إسرائيل للبنان سنة 1982 وظهرت حركة حماس خلال الانتفاضة الأولى في 1987-1988. ويكمن الدافع الرئيس لوجود كليهما في معارضة إسرائيل، والنضال القومي ضد محتل أراضيهما، والنضال ضد عدو مشترك متثمل في إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة.

يعود الإنقسام بين سنة وشيعة بالعراق إلى عوامل تخص هذا البلد، لكن ليس له دور هام بالمنطقة برمتها. ظهر هذا الانقسام بلبنان أيضا في السنة الماضية، لكن على نحو أقل حدة، وذلك عندما تعارضت أغلبية الطائفة السنية، بقيادة الحريري، حليف السعودية والولايات المتحدة، مع أغلبية الشيعة بقيادة حزب الله، حليف سوريا. لكن يصعب أن يصبح هذا الانقسام عاملا هاما في البلدان التي لا تتواجد بها كلتا الطائفتين كما الأمر بالعراق ولبنان. وليس بفلسطين عمليا أي شيعي.

إن علاقة التضامن التي يقيمها حزب الله مع حركة حماس لم يكن لها مثيل مع منظمة التحرير الفلسطينية أو السلطة الفلسطينية لما كانتا تحت هيمنة عرفات. لم يبد حزب الله قط تعاطفا مع عرفات، وبالأقل منه مع محمود عباس، اللذين لا يرى فيهما قدر ما يرى في حركة حماس من معارضة جذرية لاسرائيل، هذا إن لم يتهمهما بخيانة القضية الفلسطينية.

كيف سيكون رد فعل شعب لبنان إزاء الأحداث الجارية؟ هل سيمنح حزب الله تضامنه أم سيحمله مسؤولية ما يعانيه؟

قاعدة حزب الله شيعية، مما يمثل أكبر أقليات لبنان، هذه التي ليس أي منها أغلبية. لكن لا شك أن سنة عديدين يؤيدون ما قام به حزب الله بما هو فعل تضامن مع حركة حماس والفلسطينيين، بينما تنمي شراسة الرد الاسرائيلي هذاالتضامن. وُيحتمل، من جهة أخرى،أن يتنامى عداء القسم الأعظم من باقي الأقليات غير الشيعية- مسيحيون مارونيون، سنة، دروز- لحزب الله وذلك بقدر ما تشعر أن خيار حزب الله الأحادي يعرضها للخطر، وتعتبر أنها ستدفع ثمن هذا الخيار. وجلي أن الخطر يكمن في تعميق الانقسامات العصبوية بلبنان وما قد يؤدي إليه من حرب أهلية جديدة.

السؤال الحاسم هو موقف أغلبية حكومة لبنان: هل تقبل الخضوع لضغط إسرائيل وتحمل حرب أهلية جديدة، أم تولي الأولوية للتصدي للعدوان الاسرائيلي والحفاظ على وحدة البلد؟ يبدو أن الخيار الثاني غالب لحد الآن. وليس بوسعنا إلا أن نامل استمرار هذا الموقف. ومن شأن الاحتجاج العالمي ضد العدوان الاسرائيلي المزدوج أن يساهم بقوة في تعزيز خيار مقاومة مشتركة.

مقابلة أنجزتها باولا ميرندا يوم 15 يوليوز بجريدة حزب إعادة البناء الشيوعية (ايطاليا) Liberazione .

تعريب جريدة المناضل-ة عن النص الفرنسي المعد من قبل هيئة تحرير جريدة SolidaritéS السويسرية.



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إخفاق المشروع التنويري في المنطقة العربية وشروط استنهاضه
- همجية - الرسالة المتمدنة
- الانطباعات الأولى حول فوز -حركة حماس- الانتخابي
- إحتلال العراق في سياسة واشنطن الإمبراطورية الراهنة


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جلبير الأشقر - العدوان المزدوج على فلسطين ولبنان