أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهاب السيد عبد الغفار - الحلقة (1) من تاريخ الحركة الفنية في مصر - حول المشروع الثقافي















المزيد.....

الحلقة (1) من تاريخ الحركة الفنية في مصر - حول المشروع الثقافي


مهاب السيد عبد الغفار
فنان تشكيلي وناقد

(Mohab Abdelghaffar)


الحوار المتمدن-العدد: 6795 - 2021 / 1 / 22 - 15:36
المحور: الادب والفن
    


تاريخ الحركة الفنية في مصر – مقال من عدة حلقات
الحلقة الأولى
حول المشروع الثقافي
كتب: مهاب عبد الغفار
إن الثورة الجديدة التي خاضها جمع من المفكرين الغربيين، والخاصة بالتعرض لقراءة جديدة للمشروع الثقافي الغربي، قد تعرضت /من خلال كونها متوجهة إلى ذاتها/ إلى مخاطبة الطرف الآخر أيضاً، وتطرح تلك القراءة الجديدة، موضوع تلك العلاقة التي تأسست في الثقافة الغربية، مع ذلك الآخر المختلف، الذي لا يملك تمركزاً موازٍ للطرف الآخر المركزي، وبالتالي يظل ذلك الآخر، موضع الإنكار والدونية. إن الثقافة الغربية حينما عملت على إنتاج مركزيتها، فإنها عملت في المقابل على إنتاج لا مركزية الآخر.
إن حقيقة تلك العلاقة، قد جعلت ذلك الآخر متورطاً في كونه انخرط دون قرار منه في أن يلعب بشكل ما دور الضحية أيضاً، وأصبحت تلك الأفكار الحداثية في قراءة ألأركيولوجيا الغربية تكشف لعبة العقل الغربي مع نفسه، ومع الآخر المستبعد والمقصي، داخل المشروع الفكري والمعرفي للثقافة الغربية، التي قامت في الأساس على ذاتها الا متناهية، فيكون بالتالي الآخر بالنسبة لها هو المتناهي، والذي يتوجب عليه أن يتحرك الآن، لينفض عن نفسه ذلك الدور الذي كانه على مدى أحقاب زمنية طويلة.
لا نزعم هنا أننا سنتعرض للخوض في تفنيد تلك الأفكار الخاصة بقراءة المشروع الثقافي المعرفي الغربي، والذي كان الفكر الهيدغري قد أستشعر بخطر انهياره من داخله، وذلك بتغلب جانب إرادة القوة التي ستتحول خلال الذروة التكنولوجية، والارتباك العقائدي، إلى شكل من التدمير سواء بالحروب أو افساد البيئة، لتطرح ربما بداية لكينونة جديدة ناتجة عن ذلك الدمار." الديونزيوسية".
حتى لو جنبنا تلك الفكرة الكارثية للنهاية ثم الانبعاث، والتي ربما شاعت في حيثيات التفكير في منتصف القرن الماضي، فقد كانت هناك مفردات أخرى أعقبت ما سمي بعصر التنوير في أوروبا، ووعوده بتحقيق التطابق الكامل بين العقل والعالم، تلك الوعود التي زالت لأسباب أخرى، أهمها أن ذلك التنوير لم يكن متكاملاً، لأن تلك القطيعة بين الميتافيزيقي العقائدي، والأفكار التنويرية، لم تحدث أصلاً ، طبقاً لفلسفة الحداثة اعتباراً من نيتشة، بينما أن ما حدث هو (نقل سلطة اللامتناهي، من حامل إلهي مفارق، إلى حامل إنساني محايث)، بمعني أنه أصبح على الإنسان نفسه، أن يحقق إرادة القوة في ذاته، دون إسناد الفكرة لشيء خارجها.
المهم، ودون الخوض في تفاصيل لا محدودة لمناقشة فلسفة ما سمي بعصر الأنوار في أوروبا، فهو موضوع مركب جداً وغاية في التعقيد، حيث أن ما قلناه، يعد اختزالاً ضئيلاً جداً، للتدليل عن تلك الأفكار النقدية التي تناولت المشروع الثقافي الغربي من زاوية علاقته بالآخر، ولاسيما بالشرق العربي، والثقافة العربية، " وربما كانت تلك المسألة أكثر وضوحاً لدي كاتب ومفكر مثل إدوارد سعيد، في كتبه (الاستشراق)، (الإسلام في عيون الغرب)، (الثقافة والإمبريالية)، ذلك أننا نود أن نشير بشكل أساسي، إلى حالة الاستقطاب والتبعية المهيمنة، التي طالما انزلقت إليها ثقافة الطرف الأضعف، نحو ثقافة الطرف الأقوى، لتصل إلى حالة من الاحتواء الدوني، وليس احتواء الشراكة، حيث أن فكرة الشراكة في معناها الأوضح تتم بين طرفين متعادلين في القدرات والمنجزات، ويكون أي إخلال بذلك الميزان، من شأنه أن يخل بالعلاقة بشكل مؤكد. ربما كان ذلك قانوناً طبيعياً، أو لنقل قانوناً كونياً
التمرد على التبعية
لقد كان من شأن تلك الصراعات العنيفة والحادة، والتي خاضتها أوروبا بشكل أساسي، باختلاف أممها وثقافاتها، أن أنتجت محاوراً فكرية هامة جداً، كان أهمها التمرد على الظلام العقائدي، الذي ظل قروناً قابعاً بثقله على عقل وروح الإنسان، وربما كان هذا الإقصاء العنيف، هو محور الثورة الفكرية، التي سعت لتحرير العقل من كافة السلطات التي تحد من طاقات تفكيره وانطلاقاته اللا نهائية نحو أفق المغامرة المعرفية الجديدة. (لن نعرض هنا وجهات النظر المتباينة، فيما يخص عنف التجربة الأوروبية ونتائجها على الإنسان وعلاقته بالعالم).
من ذلك المسرب يمكننا أن نتلمس الخطى، في تتبع إرهاصات بعض الأفكار(وليس جميعها) المؤسسة لمشروع الثقافة العربية، وباعتبار أننا نتعرض للحراك الفني التشكيلي البصري عموماً، في منطقتنا وفي ثقافتنا، الأمر الذي يحدو بنا إلى تحديد مُركّز فيما يخص مناقشة طبيعة الأفكار والتوجهات التي أنتجت الرؤى التشكيلية، وبخاصة في الفترات الأولى منها، والتي ربما تمتد منذ بدايات النصف الأول من القرن الماضي وحتى بدايات النصف الثاني منه، بغية أن يقودنا ذلك التتبع إلى تمحيص الرؤية في المنتج البصري الحالي، والذي تأتى عبر المتغيرات التاريخية للتفكير والحراك التشكيلي الأولي، وقد يرجع البعض بداية ذلك الحراك إلى المستشرقين الأوائل من الفنانين الذين توافدوا على مصر منذ عهد محمد علي، وقد كان بعضهم ضمن رسامي الحملة الفرنسية التي أنجلت عن مصر في عام 1801.
أقيم أول معرض للفن التشكيلي في مصر عام 1897 – وأنشأت مدرسة الفنون عام 1908 بالقاهرة.
ونستطيع أن نستفهم من بعض تلك التتابعات التاريخية لشيوع الفنون الجميلة في مصر (التي لها مصادر على الميديا، وتفاصيل كثيرة أيضاً)، أن ذلك الحضور للفنانين الأوربيين كان هو بداية حضور الموضوع التشكيلي كمادة إبداعية لها مدلولاتها وقيمها الجمالية، وليست فقط موضوعاً تجميلياً لقصور وسرايات الطبقة الحاكمة، وقد كانت تلك الأفكار تتماس مع أفكار التي بدأت تتحرك نحو الحداثة في الفن في أوروبا في ذلك الوقت.
لقد كانت الأفكار الخاصة بالإبداع البصري تتحرك طبقاً لحراك ثقافي شامل، وقد أبدت الطبقة الأرستقراطية في مصر في ذلك الوقت قدراً كبيراً من الاهتمام بالفنون التشكيلية، ودعم مشاريع نشر الفنون الجميلة والاحتفاء بها، فأنشأت مدرسة الفنون 1908 بدعم مالي كبير من لدن الأمير يوسف كمال الذي كان أحد أحفاد محمد علي، وأرسلت البعثات لتعلم الفنون إلى أقطار أوروبا لاسيما إيطاليا وفرنسا.
لقد ارتبطت تلك التحركات والأفكار باللحظة التاريخية، بما تحمله من تغيرات سياسية وثقافية، وبالتالي اجتماعية، فقد كان العالم يعج بالحركة والصراعات الفكرية، والصراعات السياسية، الذي هو في أساسه صراع القوى الدولية إن جازت التسمية. نشبت الحرب العالمية الأولى 1914، وشملت الصراعات العنيفة والثورات / وإحلال الجمهوريات محل الممالك، والإمبراطوريات / كافة أنحاء العالم، وصولا إلى الحرب العالمية الثانية عام 1939.
تلك الجملة الإشارية نستفهم منها، أن اللحظة التاريخية كانت لحظة مكثفة من صراعات القوى الكبرى، بامتلاك قوى تسليحية وعسكرية، لتحقيق السيطرة والتملكية القائمة على أطماع استعمارية. الأمر الذي أصاب آمال أفكار عصر التنوير بالإحباط واليأس، بل والانهيار.
بينما كان الشرق لازال يرزح تحت ثقل التبعية والاحتلال، فقد كان فرض الحماية البريطانية على مصر في عام 1914، جعلها تدخل إلى القرن العشرين وهي مثقلة بأعباء الاستعمار البريطاني وضغوطه لنهب ثرواتها. تصاعدت المقاومة الشعبية والحركة الوطنية ضد الاحتلال، وظهر الشعور الوطني بقوة للمطالبة بالاستقلال. في نفس الوقت كسرت شوكة بريطانيا كقوى عظمى في أوروبا بعد هزيمة ألمانيا لها، مما جعلها غير قادرة على إدارة مستعمراتها في الهند ومصر، والوقوف أمام القوى الوطنية التي تطالب بالاستقلال في تلك الدول، مع نمو الوعي الوطني والفكري، وتطور التقنيات والعلوم والنظم التعليمية.
القوى والوطنية والفكر الديني المستنير في مصر
كان تصاعد حدة الصراع بين المحتل من جهة، وبين القوى الوطنية من جهة أخرى، وضعف الملوك والحكام من أسرة محمد علي، أمراً رسخ أفكار الخصوصية والتميز، والتمسك بالوطن والأرض، بعد قرون طويلة من المذلة والدونية التي كانت تتحكم في مقدرات الشعب. تفجرت أفكار ناقدة للتراث والأفكار الدينية الجامدة المتعصبة، لتحيي القوى الفكرية المستنيرة، مجالات البحث الجاد العميق في إعادة صياغة الأنساق الثقافية مرة أخرى. (ما سمي بعصر النهضة الفكرية الحديثة في مصر).
من خلال ذلك المكون خرجت أفكار وأعمال الحركة التشكيلية الفنية في مصر، وقد احتوى المشروع الأساسي للنهضة الثقافية، فكرة التمسك بالوطنية والخصوصية الوجدانية لدى الشعب. لقد كانت المقاومة واضحة، لأن العدو، والمحتل كان واضحاً أيضاً، مما أعطي صيغة المقاومة والتمسك بالمكان وخصوصيته، القوة والشرعية الكاملة.
سنفرد في الجزء الاحق مقدمات عن فناني فترة النهضة الحديثة في مصر، والجماعات الفنية التي انتموا اليها، وذلك بغية إعادة طرح رؤاهم البصرية، وسيكون الغرض من ذلك هو طرح الأسئلة حول تأثير أعمالهم في تأثيث تاريخ حركة التشكيل في مصر، ومدى استمرار ذلك التأثير في فناني الجيل الثاني، وما بعدهم، ومن جهة أخري استفهام القطيعة الفكرية والمعرفية التي شكلت الفجوة بين أجيال حقبة الأربعينات والخمسينات، ومَن بعدهم، وذلك من خلال وضع دلائل لإعادة تصنيف تلك الأجيال زمنياً، وذلك من أجل الوصول إلى بعض النتائج التي تعين على فهم اللحظة الحالية بما تحمله من متغيرات وإشكاليات تخص الموضوع البصري.
محمود مختار
أتت الحركة التشكيلية في مصر، في فترة النهضة الحديثة من بين أيدي الدارسين الأوائل، والذين درسوا القيم والقواعد الغربية للفن، وقد كان النحات محمود مختار أحد العلامات البارزة في إبراز تلك الروح الوطنية والتمسك بإرث المكان الخاص والمتميز، والذي جعله يحاول وضع أسساً موازيةً للموضوع البصري في النحت، بين القديم والحديث، من خلال توازنات قواعد العمل التي تلقاها من معلميه الغربيين، لكنه أستطاع أن ينفذ إلى ضمير الخامة، موازياً بذلك إرث المكان في تشكيلاته النحتية، وبالرغم من أن عمل محمود مختار النحتي ، كان قائماً على اتباع قوانين بولكليتو في اتزان الكتلة، وإحكام عناصر قوتها وتماسكها، إلا أنه أستطاع صياغة منطقه الخاص في تناول الكتلة والتماهي مع الخامة، وبالرغم من حياته القصيرة ، ومرضه، إلا أننا نشهد له كثافة إنتاج غاية في القوة والرسوخ، لم يستطع الكثير من الفنانين الذين عاشوا ما يقرب من ضعف عمره أن يحققوا مثل ذلك الإنتاج. في مرة من المرات قرأت مقلاً مترجماً لكاتب فرنسي /لا أذكر أسم ذلك الكاتب/ عنونه بـ " مختار النحات الوحيد في بلاد النحت".. كيف حدث هذا؟؟؟
(التكملة عن مختار في الحلقة القادمة)



#مهاب_السيد_عبد_الغفار (هاشتاغ)       Mohab_Abdelghaffar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهاب السيد عبد الغفار - الحلقة (1) من تاريخ الحركة الفنية في مصر - حول المشروع الثقافي