أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوال عايد فاعوري - -ثرثرات في الحب - وجبة دسمة من الجمال














المزيد.....

-ثرثرات في الحب - وجبة دسمة من الجمال


نوال عايد فاعوري

الحوار المتمدن-العدد: 6788 - 2021 / 1 / 14 - 02:18
المحور: الادب والفن
    


يعود د.سمير ايوب مجددا ليأسرني بحروفه ، بأحساسه وسرده ، يعود هذه المرة ليحدث دويا في داخلي ضجيجا من المشاعر
يكتب بهذا العمق وهذا الاحساس ونعيش معه كل هذه المشاعر ليصعب علينا النسيان
نواصل المسير في عالمه وهذه المرة مع مجموعة جديدة من القصص الاكثر إمتاعا .
40 قصه يبدع بها الكاتب الكبير بنفس النهج الذي يعتمد على اختصار الكلام واطلاق الحكايه في افاقها الواسعة .
هنا ستجد لوحات من حياتك وحياة الاخرين بكل تفاصيلها ، وقد تبتسم وتقول هذه الحكايه تمثلني ، وهذه حكايه جاري ، وهذا فلان دون شك !!
هنا يبدأ الابداع برسم ملامحه ، عندما يمسك د.سمير القلم .
"ثرثرات في الحب " عنوان مجموعة نصوص جديدة للكاتب وأنا أعتبره شاعرا وقاصا وروائيا ، رغم أنه لا يصف ولا يصنف ما يكتبه، هو يكتب فقط، يكتب دون أن يعكر ويفسد الدهشة بلغة التأويل، ولا تهمه الاعتبارات التي ينظر إليها الكتّاب حين يمسكون القلم.
عندما تقرأ نصه، تجده رسالة، أو مقطعا من رواية، تقرأه مرة أخرى، فتحسّه قصيدة أو قصة قصيرة.
وهو في الكتابة ليس له خط سير، يتكلم بصدق وجرأه عن الكثير من القضايا التي تتوارى في الصمت ويطرح وجهة نظره ونظر غيره من الرجال والنساء
يحس بتعب المفردات ويدعونا ان ننسى تماسكنا وننساب في متعه الانكسار العظيم عندما يقول :
ماذا أفعلُ بهذا الكَمِّ الهائلِ مِنَ الألمِ يا ظالمة ؟ حضورُكِ الغائبُ يَعتصرُني ، ويُلبِسنُي وجَعاً ، مُمْتداً بينَ كلِّ غَفوةٍ وقَطرةِ حِبْر .

مر زمن طويل لم يشدني كتاب حتى عثرت على الدهشة هنا خلطة آسرة من المشاعر المربكة
خوف..إعجاب..دهشة..وجع..وارتجاف يصيب قلبك وعقلك
ادب يضعك على خيط رفيع بين الواقعي والخيال ، بين تفاصيل الواقع وجزئياته الحياتية والغوص عميقا في التخييل لدرجة تجعل عقلك مأخوذا في دهشة لا تنقطع، دهشة تجعلك تتدخل في الحدث السردي وتعيد تشكيله وتأويله، وتفتح خيالك على اتساعه صارخا بلا وعي" يااااه.. كيف قال ما عجزنا عن قوله.. كيف رأى ما لا نراه؟!"
في المجمل لا يمكن اختزال الحياة في عبارة و لا كتاب في كلمة لكن د. سمير ايوب لص محترف يسرق منك وقتك فتغرق في تفاصيل قصصه و رؤاة"
ليس من السهل أن تدخل عوالمه القصصية، الطريق المزينة بجمال لافت وعبقرية سردية طريق وعرة، ستشدك من قلبك وتتركك هناك تقرأ وتعيد، تقرأ وتشهق، تقرأ وتضحك، تقرأ وتبكي، تقرأ وتعيد.
ستجد نفسك مأسوراً، وراضياً جداً..
"ثرثرات في الحب" عمل لا يمكنك أن تتركه حتى تنهيه، ولا يمكن أن تنهيه إلا لتعود إليه مجدداً فأفضل الكتب تلك التي تجبرك على العودة إليها كالقُبلة الأولى في ثنيّات الذّاكرة! تلك الكتب التي تخرج منها بعبارة عميقة و باقتباس جميل .
لم آسف في حياتي على انتهائي من كتاب، بقدر ما أسفتُ على مفارقةثرثرات في الحب "
كلما انتهت حياة شخصية شعرت بأن الكاتب يكسر لي ضلعًا. لا أذكر كم مرة ضحكت، ولا كم مرة بكيت، ولا كم مرة شهقت، لأن هذا المعلّم العملاق يبرع في إخفاء أدواتة .
أكثر السحرة إدهاشًا لا يستخرجون الأرانب من القبعات، بل يستخرجون القبعة من أذن الأرنب، وكاتبنا من الصنف الثاني، النادر، العبقري دونما مبالغة وبتطرف تام من قبلي.
إذا كانت الكتابة هي الطريقة، فإن هذا الكاتب هو شيخ الطريقة حتمًا.
د.سمير ايوب عرفته جيدا و منذ فترة طويله جدا
هو ذاك الذي يضعك في مكان تضيق فيه المساحات و يجبرك على ان تبحث عن طرق اخرى لتعرف نفسك اكثر فاكثر
هو نفسه الذي يجعلك تتفجر انهارا ، ينابيع من كل المشاعر يجعلك تصبح طفلا صغيرا يبحث عن اله على مقاسه علّه يتفهمه
ثم يجعلك مراهقا يبحث عن ملامح حبيبة قادمة في خيوط دخان..في رائحة الجِنان..و يقع صريع قبلة هاربة ، يجعلك تستبق عمرك الفاني لتشيخ قبل الوقت بايام ثم تسعد برؤية تجاعيد الكلمات في مقلتيك..تتساقط شلالا
يجعلك تصدق بأن الشخصيات والأماكن والحوادث التي يكتب عنها هي حوادث حقيقية حدثت بالفعل، أو قابلة للحدوث، ومن خلال رسمه الدقيق لهذه الشخصيات يجعلك تراها بعينك حقيقة واقعة، حتى أنك ترفض مجرد فكرة التشكيك بها.
كاتب ذو خيال يمتلك قدرة من نوع ما على تطويع الكلمات في وصف أشياء انت تصادفها كل يوم وتشعر بها وتتفاعل معها لكنك لا تتمكن من وصفها، لذلك فأنت تحب هذا الكاتب دون سواه لقدرته على وصف شعورك وليس لأنه جاء بشيء جديد لم تكن أنت تعلمه.
كاتب يتفوق على نفسه ولا يكرر ذاته وجمله، وعندما يكتب كأنما يعيش حياة أخرى، ليست حياته، ومع الانتهاء من الكتابة، يموت، ويمضي بعينين وأصابع جديدة، نسميها نحن المُخيّلة.
ربما من الغريب بالنسبة لي كقارئة متأنية أن أقرأ كتابا كاملاً في جلسة واحدة، فأنا أرى في النص الادبي القصير حلوى أختم بها وجبة دسمة من قراءات متعددة..
ما حصل مع هذا العمل كان مختلفاً..
فمن الإهداء حتى آخر صفحة بيضاء كنت في حالة امتلاء ودهشة..
تتداولني مشاعر الحب ، والخوف، والشغف، والشوق، والرعب والمتعة.
كل كلمة كانت تمتلك لحنها الخاص، كل نص كان رواية .
عمل مهم ومختلف في الشكل..والمعنى..والمبنى..والتقسيم.. والعناوين.. حوارات مدهشة ومتداخلة ومترابطة، في تركيب روائي ساحر، بشكله المغاير، وأساليبه المتعددة .
لن أتحدث كثيرًا عن الكتاب وكذلك لن أكتب عنه ما أريده حقًا
انتظروه واقرأوه ففيه الكثير الكثير، مما لم يكتبه غيره .
هذا ما تخبئه ثرثرات د.سمير ايوب ثرثرات رشيقه وشخصيات جريئه حره مرسومه بدقه وعنايه ناقلًا إلينا الدهشة، بخفة ساحر، وارتباك شاعر، وعين ضائعة، تبحث عن رؤاها، فيما لا يُرى.
مبارك صديقي..تستحق ألف شكر على هذه الوجبة الدسمة من الجمال..
لن أقرأ أي شيء آخر اليوم..غير أنني سأحلي بهذه النصوص قراءاتي لأيام كثيرة قادمة.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أنجيليك كيدجو أول فنانة أفريقية تكرم في ممشى المشاهير بهوليو ...
- -حين قررت النجاة-.. زلزال روائي يضرب الذاكرة والروح
- لا خسائر رغم القصف.. حماية التراث الثقافي وسط الحرب في طهران ...
- “فعال” رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 دور اول ...
- مهرجان أفينيون المسرحي الفرنسي يحتفي بالعربية ويتضامن مع فلس ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية ...
- بعد أغنيته عن أطفال غزة.. الممثل البريطاني المصري خالد عبدال ...
- ريتا حايك تفند -مزاعم- مخرج مسرحية -فينوس- بعد جدل استبدالها ...
- الترجمة من العربية إلى اللغات الأجنبية بالجزائر.. آفاق واعدة ...
- احتفاء بالثقافة العربية و-تضامن مع الشعب الفلسطيني-... انطلا ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوال عايد فاعوري - -ثرثرات في الحب - وجبة دسمة من الجمال