مصطفى عبد السميع مرتضى
الحوار المتمدن-العدد: 6784 - 2021 / 1 / 10 - 13:10
المحور:
الادارة و الاقتصاد
يقصد بالزراعة المحمية (Under- cover cultivation) توفير الأجواء الملائمة لنمو النباتات من خلال التحكم بالعوامل البيئية المختلفة والتي تعد درجة الحرارة من أهمها ، بمعنى آخر أن الزراعة المحمية تعد من الأمثلة الرئيسية التي يحتج بها أنصار المدرسة الإمكانية
وتهتم جغرافية الزراعة بدراسة اللاندسكيب الزراعي بان تتناوله بالوصف و التحليل من عدة جوانب كما تتناول الاختلافات المكانية و علاقتها بالبيئة الطبيعية و الظروف البشرية وتركز جغرافيا الزراعة على كل ما يتعلق بعمليات الإنتاج الزراعي فالزراعة تتأثر أساسا بالمناخ والتربة وجميع العوامل الطبيعية والبشرية المؤثرة في الإنتاج الزراعي .
يتمثل هدف البحث (Aim of Research) بدراسة وبيان أهم العوامل الطبيعية و البشرية المؤثرة على التوزيع الجغرافي للزراعة المحمية ، والتأكيد على الواقع الحالي و المستقبلي للزراعة المحمية في. فضلا عن بيان الآثار الايجابية للزراعة المحمية.
إيجابيات الزراعة المحمية
تعرف الزراعة المحمية (Under- cover cultivation) بأنها إنتاج الخضار أو نباتات الزينة ضمن أنفاق أو بيوت زراعية (بلاستيكية) غالبا ما تكون مدفأة بالأشعة الشمسية أو بواسطة جهاز تدفئة ولا سيما في غير مواسمها العادية.
أن التوسع بالزراعة المحمية يمكن أن يغطي الحاجة من الخضار ومن خلالها يمكن حماية التربة من حيث ارتفاع نسبة الملوحة و ترشيد استهلاك المياه عبر استخدام البيوت المحمية وكما يمكن من خلال البيوت البلاستيكية زراعة محاصيل الخضار على مدار العام (2).
وفي الزراعة المحمية يستحسن أن تكون التربة ذات قوام رملي ، لغرض تأمين الوسط المشجع للنشاط الزراعي واهم مميزاتها توفر درجة الحرارة الملائمة ، إذ تؤثر درجة حرارة التربة على سرعة امتصاص الماء و العناصر الغذائية وإنبات التقاوى وسرعة النمو كما تؤثر على نشاط الكائنات الحية الدقيقة التي تعمل كعامل مساعد لجميع التفاعلات الكيماوية التي تحدث في التربة (3) مثل: جودة الصرف ، والتهوية وسرعة اكتساب الحرارة.
1- ترشيد استهلاك مياه السقي
أن طرق الري التقليدية تؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من مياه الري يصل إلى مستويات كبيرة لاسيما في التربة الرملية و المناخ المرتفع الحرارة لذا ربما يصل الفاقد إلى أكثر من 80%. لذلك ينصح بطرق الري الحديثة لكفاءتها العالية في المزارع خاصة من ناحية التدفق المائي كما أن عدم تنظيم المياه وهدرها دون أية فائدة يمكن أن يتسبب في زيادة ملوحة التربة وبالتالي تدهور خصائص التربة المزروعة وغير المزروعة ونتيجة لذلك فقد تم تحديد محاصيل الخضار وخاصة (الطماطم و الخيار و الفلفل و الباذنجان) في المزارع ذات مياه الري المنخفضة الملوحة وخاصة المزارع التي تستخدم المياه القليلة الملوحة (دون 2000 جزء بالمليون)(4) ، وفضلا عن ترشيد استهلاك المياه يشمل الترشيد بالبذور أيضاً ، إذ لا تحتاج الزراعة المحمية إلى بذور كثيرة مقارنة بالزراعة المكشوفة التي تحتاج إلى كمية أكبر من البذور (5) علما أن معظم الأصناف المزروعة داخل البيت البلاستيكي هي بذور هجينة ذات أسعار مرتفعة.
2- إنتاج محاصيل الخضروات على مدار العام
يمكن إنتاج محاصيل الخضر طول العام من خلال التكامل بين المزارع المكشوفة و المحمية وكما يمكن توفير المحاصيل الصيفية خلال أشهر الشتاء وبالتالي الحصول على عائدات مالية مرتفعة وتوفير محاصيل الخضار لإشباع حاجات الإنسان.
3- ارتفاع كميات الإنتاج
في الزراعة المحمية تزداد كميات الإنتاج في وحدة المساحة ، أي أن هناك ارتفاع في غلة الدونم الواحد مقارنة بالزراعة العادية المكشوفة وهو أمر ناجم عن إتباع الوسائل الحديثة و التكنولوجيا المتقدمة في الري والتسميد وتوفير الظروف الطبيعية الملائمة. كما أن كثافة الإنتاج الزراعي يؤدي إلى تأمين حاجة السوق وتصدير الفائض ، ومن ثم توفير العملة الصعبة للبلد.
4- إنتاج محاصيل ذات نوعية جيدة
تسمح الزراعة المحمية بإنتاج ثمار عالية الجودة كما في محصول الخيار وأحيانا تغطى التربة بالبلاستيك حتى لا تلامس الثمار التربة . توصف المحاصيل المزروعة بأنها أنضر شكلاً و اقل تلوثاً بذرات التراب وذات مواصفات تسويقية عالية. مما يساعد على استهلاكها بشكل سريع وتحقق اكبر قدر ممكن من الفوائد.
5- تقليل ملوحة التربة
الملوحة : هي زيادة تركيز الأملاح مثل الصوديوم و الكلوريد في منطقة جذور النبات حيث يزداد تركيز الأملاح خاصة في العمق نتيجة امتصاص النبات للمياه وترك الأملاح في القدر القليل من الماء الباقي حول جذور النبات ويؤدي ازدياد الأملاح في التربة إلى جفاف الجذور لان أملاح التربة تسحب الماء من هذه الجذور ويزداد تأثير الأملاح على النبات خلال الأجواء الحارة و الجافة وفي بعض النباتات يظهر تأثير الأملاح غالباً في أواخر فصل الصيف أما في الأشجار الدائمة الخضرة فان تأثير الأملاح يظهر في أواخر الشتاء وبدايات الربيع (6). وهناك عوامل عديدة أدت إلى ارتفاع نسبة الملوحة في السهل الرسوبي منها عوامل طبيعية وأخرى بشرية، حيث يقدر البعض أن نسبة الأراضي الزراعية التي تعاني من التملح بأكثر من 50% (7) ، علما المسوحات الحديثة أثبتت أن نسبة الملوحة تجاوزت هذا الرقم بكثير ، ولاشك أن الزراعة المحمية تلغي دور العامل البشري كعامل مسبب للملوحة بسبب الاعتماد على وسائل الري الحديثة.
6- رفع مستوى معيشة الفلاح
تتأثر كمية الإنتاج وارتفاع غلة الدونم الواحد إلى حد كبير بأوضاع المزارع المعيشية و الصحية و التعليمية و الاجتماعية ، وقد اتسمت حالة المزارع العراقي وخاصة في الجنوب بالتردي و شيوع مظاهر متنوعة من الفقر و المرض و الجهل فالمزارع العراقي يعاني من مشكلات عديدة منها ما يتعلق بالإنتاج والتسويق والتمويل وارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج من أسمدة ومبيدات ومنها ما يتعلق بالدورة الزراعية وحفر المساحات وضآلة الكميات المنتجة (8). وبما أن القطاع الزراعي يحتل موقعاً متميزاً في تكوين دخل المزارع وتوفير المواد الأولية للصناعة فان ذلك القطاع سيمكن من رفع دخل المزارع (9) فيما لو ارتفعت كميات الإنتاج وانخفضت تكاليفه وهو ما يمكن تحقيقه من خلال التوسع في الزراعة المحمية.
7- إنتاج شتلات مبكرة للزراعات الحقلية.
8- السيطرة على الآفات الزراعية مقارنة بالزراعة المكشوفة و السيطرة على الأعشاب و الأدغال و التمكن من مكافحتها يدوياً أو كيميائياً.
المصدر :
موقع مروج الرياض ، الزراعة المحمية : https://mroogalriyadh.com/
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟