عبد الهادى الزعر
الحوار المتمدن-العدد: 6778 - 2021 / 1 / 4 - 00:08
المحور:
الادب والفن
واثق الجلبى - - جدليات رصينة
قرأت مجموعتيك السرديتين ( الاغتيال الازرق ولحاء الطباشير ) فوجدتهما تتراوحان بين عتبتين تشير الاولى الى ذائقة سيسيو ثقافية غنية مستقاة من خلال الاستقراء والمتابعة الجادة وتنتهل من رصيد شعرى غنى ثابت الخطى وتوحى الاخرى على مقادير سيسيو نفسية ضاغطة - اغلب المثقفين العراقيين الحقيقيين استبشروا خيرا بعد التغيير فوجدوا انفسهم على حين غرةٍ فى عالم ملتبس اشتبكت فيه المقادير ؛ هويات ناصعة البياض وأخرى هجينة غائمة ، قطيع مائى مبدع واّخر صحراوى رعوي خشن - - امتزج العولمى بالقبلي !
سردياتك شبيهة بالمنلوجات الصامتة مع الذات ودايلوجات حوارية مع الاّخر ضمت السحرى والفنتازى والغرائبى شبكة واسعة المرامى من حوار الحضارات وتكافأ الفرص والحقوق المدنية والامانى المؤجلة ، ازدان اسلوبها برشاقة العبارة وهيبة المفردة البلاعية -
ضاع مثقفوا بلدى وسط غلالة سميكة من التهميش احالنى الموقف الملتبس الى نموذجيين تراثيين سأمر عليهما مسرعاً لتوضيح القصد :
1- ذاك عروة بن الورد : تمرد على قيم القبيلة الصارم ونواميسها فأبتدع الصعلكة وراح يسكب لواعجه شعرا :
لحى الله صعلوكا اذا جن ليله - - مصافى المشاش الفا كل مجزر
يعد الغنى من نفسه كل ليلةٍ - - اصاب قراها من صديق ميسر
ينام عشاء ثم يصبح ناعساً - - يحث الحصى عن جنبه المتعفر
2- وهذا المتنبى الخالد : حين احس التهميش رفض ان يكون شاعر بلاط حتى دخل اعتاب سيف الدولة الحمدانى فرأى فيه المثل الاعلى فقد ذهب بعض النقاد على ان غروره وتعاليه سبباً لتهميشه والحقيقة هو الفارق الشاسع بين رجل الفكر ورجل السلطة -
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟