أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - مي الصايغ ويوميات الحصار














المزيد.....

مي الصايغ ويوميات الحصار


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6771 - 2020 / 12 / 25 - 13:54
المحور: الادب والفن
    


الكثيرون لا يعرفون الأديبة والشاعرة الفلسطينية/ اللبنانية مي الصايغ.
فهي كاتبة وشاعرة ومناضلة وناشطة نسوية فلسطينية، ولدت في غزة سنة 1940، أنهت دراستها الابتدائية والثانوية في مدرسة الزهراء، درست الفلسفة وعلم الاجتماع في كلية الآداب بجامعة القاهرة، والدها موسى صايغ ملاك الأراضي الذي كان يصدّر البرتقال الفلسطيني إلى اوروبا، الذي توفي إثر نوبة قلبية حادة سنة 1950، ووالدتها هند فرح الكاتبة التي برعت في نظم الشعر والخطابة، وغرست في قلوب أبنائها حب الوطن والقضية والتضحية من أجلهما.
أقامت مي الصايغ في لبنان، وأشغلت منصب الأمينة العامة للمرأة الفلسطينية ما بين السنوات 1971- 1986. وعملت في الصحافة وشاركت في تحرير مجلة "فلسطين الثورة" المحتجبة عن الصدور.
كتبت مي الصايغ الشعر والرواية، وحظيت كتاباتها باهتمام المجلات الفلسطينية والعربية، كفلسطين الثورة والآداب اللبنانية وأقلام العراقية.
صدر لها في مجال الشعر :"اكليل الشوك، قصائد منقوشة على مسلة الأشرفية، قصائد حب لاسم مطارد، وعن الدموع والفرح الآتي".
من قصائدها:
بابٌ دهريٌّ عند سماءٍ زرقاءَ
وصوت مثل البوق يقول تعالي
ألجُ الباب الوعدْ

أختال كروحٍ
أخطو فوق الريحِ
وأعبر غيماً أخضر
فوق بحار بنفسج
أعبر سفح الكونِ الفضي
وظلّ الأرضْ

توقفني شلاّلاتُ ضياءٍ
وملائكة من وردْ

أشاهد عرشاً من يشبٍ وعقيق
حول العرشِ مصابيحُ الروّح القدّوسِ
السبعة أرواحِ الله وشمسُ الغدْ
ووراء العرشِ محيطٌ من ماسٍ
وعيون ضوارىٍ تحرس مجد العرشِ
ملائكة بيض تهتف قدوس قدوس قدوسْ
قيثاراتٌ، جامات بخورٍ من ذهبٍ
سفر مكتوبٌ لا يفتحه إلاّ من يستأهل
أن يرث القدرة والحكمة والمجد.

يعبر بين الأرض
وبين سماء الصبُّح
ملاكٌ من ألوان الطَّيفِ
شفيفُ الطلّعة
يخطر فوق الشمسّ
يُشير فآتي.

يصعد من أوراق الشجر العالي
غيمُ بخورٍ من صلوات عليا
تُذهب طرفَ الكونِ
وطرف الرّعدْ

أفتحُ سفر اللَّيل النّازفِ
بدراً بدراً
ورداً ورداً
جرحاً جرحاً
يصغي اللهُ
ويصغي الشجر العالي
والصلوات العظمى
يُصغي الخُلْد

أهتف آتي الآن من الضيّق الأعظم
حيث رؤوس الشرّ وقوفاً عند زوايا الأرضْ
تحبس عني الريحَ ولا ينكسر الضوّء على شجري
فأنا لم يختمني ختم الأسباطْ
أمي شامة صبحٍ كنعانيّ في محراب أناتْ
لها أسئلة أُخرى
آلهة وأغانٍ، وحديقة وردْ
ولها مزمور آخر غير مزامير يشوعْ
ولها حلمٌ ورديّ تحت سماءٍ تطرح زيتوناً
لا يقطعه الغرباءْ
وعلى كتفي إرثُ زهورٍ
ونجوم مجوسٍ
لغة تلدُ الحُبّ
تضيء الفتنة في كلمات الشعّرِ
وفي الضَحكاتْ
جئتُ أفيء لظلّك
أبحثُ عنّي فيك وعنكَ
ألست الحاضر فيَ
وفي أزهار الحبق النّاعم
في الجاردينييا
في موسيقى الموج
وفي النّاياتْ

ألست تراني؟
كيف أُصدق أنك لست تراني
وأنا أملأُ قلبي منكَ
وأَدفع عنيّ القادم من بادية العصر
ومن أحقاد فلولٍ ضلت في التاريخِ
وفي الثاراتْ
يسرقُ صُبحَ الدّورِ
يغيضُ الماءْ
ينهبُ زيتي
يطردني من أحلام الليلِ
ومن ألوان البحرِ
ومن رائحة الزهرِ
ويزرع موتاً في الحاراتْ

فلا تطرحني من ذاكرةِ الأرضِ
وسر بي فوق الماءِ
اغسلني من تعب الكائن
أملأُ قلبي منك
أدافع عن عادات الفلّ
وعن رائحة الخبز
وعن دفء الشرّفاتَ
وارفع عني سُجُفَ الخلقْ
لأرى حكمة أن تعطيني صدراً
لا يَسع الشّجن المكتوبْ
أو تمنحني قلباً تذبحه الخفقاتْ
وأرى حكمة أن أستجدي قوت نهاري
وأرى حكمة أن تُبتر أطرافي
تُفقأَ عينايَ
يحلل قتل صغاري
وأرى حكمة أن تخلقني بيديكَ
وترضى أن تحرثَني الجرّافات
ألست رجائي!
كيف تضيق الأرض عليّ وأنت رجائي
كيف تضيق الأرضْ
ألست قريباً قُربا يكفي كي تأتيني
أسمح خطوك في دقات القلبِ
فكيف أصدق أنك لن تأتيني
كيف أصدق أنك لست أبانا
ملء الأرضِ وفي السمّوات
ولمي الصايغ كتاب بعنوان "الحصار" صادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر سنة 1988، وهو تسجيل لأيام الحصار لمدينة بيروت والثورة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية عام 1982.
وعلى امتداد 296 صفحة تروي مي الصايغ وقائع الحصار الذي عاشته وكانت شاهدة عليه، دون ان تسقط في السرد، من موقع الإنسان، والشاعر، والمسؤول.
وعلى هذا الأساس، وبهذه الرؤية التي جوهرها رؤية، شاعرة، وأم، وامرأة، عشت الساعات والليالي بما فيها من تداعيات في الماضي، ورؤية في الراهن.
والكتاب في المحصلة، ليس مذكرات ذاتية، وإن كان رؤية ذاتية، تتضمن نفسًا ملحميًا أساسه الحب والحرب.
وتبقى لغة الكتاب، هي لغة شاعرة، لا تبتعد عن الواقع، والوقائع، ولا تحلق في الخيال.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات رابعة في اسرائيل ..!!
- الشاعر الفلسطيني محمد علوش في ديوانه -مسافرٌ إليكِ-
- جبرا إبراهيم جبرا و-البئر الأولى-
- صدور عدد كانون الأول من مجلة -الإصلاح- الثقافية
- التطبيع المغربي
- مجتمعنا العربي واختلاط الأوراق ..!
- حوار مع الكاتبة والأديبة والمربية لفلسطينية رحاب يوسف
- -ثيمات السرد.. مقاربات نقدية في نصوص أدبية فلسطينية - كتاب ن ...
- استقالة جدعون ساعر ..!
- 33 عامًا على الانتفاضة الفلسطينية المجيدة
- تحية لرجل المواقف الشيخ محمد رمال (أبو خضر)
- نبضُ قلبي .. إلى ابنتي - عدن - في يومِ ميلادِها الجميل
- عاشق من الروحة .. الى شاكر فريد حسن
- هل إسرائيل على أبواب انتخابات جديدة؟
- فلورندا مصلح ومجموعتها القصصية - الصقعة الثانية -
- ترنيمة للوطن
- اغتيال زادة والرد الإيراني
- الكاتب والقائد الوطني الفلسطيني حكم بلعاوي في ذمة الله
- مشاكل عالقة بحاجة إلى حلول !
- مع - همسات وتغاريد - عدلة شدّاد خشيبون


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - مي الصايغ ويوميات الحصار