أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي تولي - الاحتلالُ العَسْكرِيُّ التراكمِيّ















المزيد.....

الاحتلالُ العَسْكرِيُّ التراكمِيّ


علي تولي

الحوار المتمدن-العدد: 6770 - 2020 / 12 / 24 - 22:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاحتلال العسكري التراكمي
علي تولي
أصيب الجيش السوداني بعاهات ليس من السهل الاستشفاء منها، فأصبح الآن مسخاً شائهًا يعيش في بيئة آسنة تزيده أوبئة على ما ابتُليَ به، ولن ينصلح حال السودان ما لم يتم إعمال أحدث مباضع إصلاحِ شأنِ الجيش ليكون جيشًا وطنياً محروساً بنقاء الضمير الوطني والعفة والنزاهة، وروح البسالة وكرامة الإنسان السوداني وعزته، واستئصال أورامه المصابة بالعمالة والخسة والارتزاق وقبيح الصفات.. وإبعاد الآفات الدخيلة من فلول قطاع الطرق ولصوص الماشية، ممن جعل منهم البشير حماة له بصفة خاصة ينفذ بهم نيَّاته القذرة بغدر وترويع الآمنين بالقتل والاغتصاب وحرق الديار وتشريد المواطنين الآمنين البسطاء في دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة..
خضع الجيش على عهد الترابي لتنفيذ أجندته الزائفة في إقامة الدولة الدينية التي تُلغي الحدود الدولية، بوَهم التوجُّه الحضاري، فآلت خططهم التوسُّعيَّة إلى انقسام الدولة الحاضنة لهم، فكانوا مبعث الشر المستطير الذي حمل الأشقاء في جنوب الوطن إلى الاستفتاء والانفصال وإقامة دولتهم، فلم تزل تبعات هذا الانفصال تهوي باقتصاد القطرين المنفصلين إلى درك المعاناة الاقتصادية السحيق..
إن خبث السياسة الإخوانية يكمن في خلخلة الكيان العسكري لقوات المسلحة وتسييسها وزجها في دائرة الإرهاب الديني، فتغيرت أهازيج وجلالات الجيش ببرنامج الأسلمة المشوهة.. وطال التغول على الجيش في كثير من قيم العسكرية وأعرافها الموروثة، فخرجت بالعسكري من التهذيب إلى التشويه في المظهر والمخبر.. فاستطالت الذقون وانعدم الضبط والربط، فصار شكل العسكري مبعث للاشمئزاز ليس كما كان مهذباً أنيقاً مرتباً أين ما حل، وطال الخراب أسس التدريب والتشهيلات العسكرية، فكانت الحرب المزعومة وبالاً على أسر الشباب الذين تتخطفهم الشاحنات المكشوفة عنوة للزج بهم في أتون الحرب المقدسة كما يزعمون دون تدريب كافٍ وسابق خبرة أو نية على حمل السلاح وخوض الحرب أو معرفة بالعقيدة القتالية.. وكان لإعلام الدولة الإرهابية برامج غسل الأدمغة وللإعلاميين الموالين للنظام والتفكير الدموي البغيض آثامهم وفجورهم في كل ما يبثونه على التلفزيون والإذاعات والصحف.. كانوا يحيكون ويؤلفون حول الحرب المشؤومة قصصًا من الغيبيات والخرافات التي لا يصدقها عاقل.
صَحِب كلَّ هذا إيواؤُهم للمنبوذين من غلاة الدين وشذَّاذ آفاق الجماعات الدينية المتوحشين المتعطشين لإزهاق الأرواح، من الدمويين الإرهابيين، من الانتحاريين.. وفي نهاية المطاف تم غدرهم لأن أخلاق هذا التوجه الإخواني هو الخيانة والنفاق.. وكان أكبر دليل هو طلاقهم لدولة إيران وإنهاء العلاقة معها بشكل سافر.. بعد أن اكتسبوا عنها بالتدريب السري غير المعلن هندسة التصنيع الحربي. تمت عداوة إيران لخطب ود السعودية.. وزج القوات المسلحة التي لم تعد قوات الشعب المسلحة.. في حرب الحوثيين في اليمن على هوى وأطماع مملكة بني سعود وإمارات بن زائد وآل مكتوم..
ورث الجيش قادة إخوانيين مكتملي التوجُّه والانقياد الاعمى بكل الخسة والهوان، وما زالت هذه القيادة هي الحاكمة والمسيطرة والمتسلطة.. ويوازيها أيضًا جهاز الأمن والمخابرات.. وكان للفلول التي نالت من المنعة والقوة بامتلاكها من المال والذهب وضلوعها في مفاصل اقتصاد البلاد ما أهلها أن يكون لها الغلبة رغم قصورها المهني وافتقارها في الخبرة العسكرية المتكاملة، فكانوا هم المحتلون للجيش من الداخل وما زالوا ينالون الامتيازات تلو الامتيازات في سطوتهم على المؤسسة العسكرية الكيزانية.. ومن عجب نرى على صعيد العلاقات بالمتسلطين على رقاب الجيش السوداني من الخارج أن قادة الجيش من الإخوانيين يدخلون في منافسة مع هذا الحميدتي الذي كان يدعوه البشير (حمايتي) أن صاروا يتبارون في خطب ود بني سعود وآل نهيان والسيسي، بل وإسرائيل وكل من له أجندة وأطماع بتحقيق مكاسب في الجيش السوداني بالارتزاق والحرب بالوكالة، أو الموارد السودانية، وتسخير بعض الشخصيات العميلة، وخير مثال طه عثمان.
ظهرت معالم هوان الجيش السوداني في احتكاك صغار قادة الجيش في السعودية في العمليات وتلقي الأوامر والإرشادات العسكرية، ونوعها واختلاف الثكنات والطعام.. وظهور التفرقة على نحو عنصري بغيض، كما لا يخفى علينا أن الجيوش العربية لم يتسن لها ان تنسجم، لاستشراء الروح القبلية والعنصرية. وخير مثال 67 حرب العرب مع إسرائيل. وما ظهر فيها من بوادر الخلاف بين الجيوش العربية..
إلا أن الجيوش السودانية تحت قيادة البشير تمت أدلجتها الحزبية بطريقة سافرة.. بعيدًا عن الحفاظ على الكرامة تجاه تراب الوطن والمواطن، الذي كان أول أهدافهم. وكانوا طوع بنان القوى الخارجية التي ألبتهم على دول الجوار تحركهم أوهامهم بسيادة دولة دينية مترامية الأطراف.. وكانت لمحاولة اغتيال الرئيس المصري في إثيوبيا أكبر الأثر في تأليب الرأي العالمي وافتقاد جزء عزيز من شمال الوطن ما زال قنبلة موقوتة بين مصر والسودان.
والآن درج ورثة القيادة العسكرية الاخوانية دون حياء، ينفذون أجندة خارجية، وهم يرزحون تحت أوامر دول الخليج ومصر، لحشد عشرات الآلاف في اليمن وفي ليبيا، ويخوضون حربًا بالوكالة في إثيوبيا نيابة عن الجيش المصري.. والجيش السوداني هو الجيش الوحيد الذي يقاتل على الأرض بالتاتشرات بين جيوش الخليج، يمثل صيداً سهلاً بين شعاب جبال اليمن وأخيافها.. وضباطه وضباط صفه وأفراده مصابون بالإحباط من تلقي الأوامر، واختلال موازين العسكرية، كما ينفذ قادتهم الكبار ممثلين في رأس الدولة ونائبه يسعون بين بلاط الملوك والأمراء بكل صغار واحتقار ويعودون محملين بما يمليه عليهم الأمراء والملوك، وما يرفدونهم به من الدولارات، كما أن للسيسي بمخابراته المصرية شأن من أجل مصلحة مصر، وينالون من قادة الجيش الإخوانيين الانصياع التام.. حتى أن العالم كله شاهد رأس السيادة الخالف للبشير يؤدي التحية العسكرية للرئيس المصري في بلاط الحكم المصري في أولى زياراته يا له من صَغَار ويا لها من وضاعة..!!
نعم إن الجيش الآن يريد أن يبقى في الحكم مهدداً بتقويض الديمقراطية.. لضمان مزيد من تأمين أنفسهم وكل المجرمين من الإخوان المسلمين داخل السجون وخارجها.. ولكن الثورة أقوى مما تصوِّر لهم عقولهم.. لذا نرى أننا في أمَسِّ الحاجة إلى تأليب المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية.. للوقوف إلى جانب الشعب لإصلاح شأن قوات الشعب المسلحة بتكثيف الضغط الدولي على قادة هذا الجيش الإخوانيين المارقين المتمردين على الإنسانية والوطنية والدين والأخلاق.. وتنقيته من الشوائب وإبرائه من الأمراض والتشوهات.. وإزالة كل الشخصيات المخربة، والطامعة في خيرات البلاد، والتي أخذتها العزة بامتلاك السلاح والقوة.. فاستأثرت على قوت ومعاش الشعب وأعاقت تطور البلد في كافة الأصعدة..



#علي_تولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة/ الزم جفيرك
- المَسكوتُ عَنْهُ جيومورفولوجياً.. في سدِّ النهضة
- إلى لاهاي حَافياً دُونَ (مَركُوبٍ) أيُّها الْجَازِمُ
- لِجَانُ التَّحقِيْقِ
- مُخَلَّفَاتُ مُخطَّط الشرِّ الإسلامُوعُرُوبِي
- يا منذورةً لكلِّ مَن يَجِيء لِلحَظِّ أو للعَابِرِ الجَرِيْء
- عبقرية صدى الهتاف


المزيد.....




- الشرطة الأمريكية تنشر لحظة الاستجابة لبلاغ إطلاق نار بمكتب م ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير 4 طائرات دون طيار حوثية فوق البحر ...
- الأردن.. انطلاق مناورات تمرين -الأسد المتأهب- للتصدي -للتهدي ...
- علماء ألمان يقولون لك -اسمع كلام أمك- يطول عمرك!
- كتائب القسام تعلن عن استهداف الجنود الإسرائيليين وآلياتهم في ...
- مصر تعلن دعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل ا ...
- مشاهد لإصابة صاروخ أوكراني مبنى سكني غربي روسيا
- رغد صدام حسين تستذكر عبارة لوالدها عن مواجهة عدو يحمل سيفا ط ...
- قطر للطاقة تستحوذ على حصة في منطقتين استكشافيتين للغاز في مص ...
- بلينكن: الولايات المتحدة مستعدة لتسريع الإمدادات العسكرية لأ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي تولي - الاحتلالُ العَسْكرِيُّ التراكمِيّ