أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد العبدلي - ملاحظات على بيان الحزب الشيوعي















المزيد.....

ملاحظات على بيان الحزب الشيوعي


محمد العبدلي

الحوار المتمدن-العدد: 1616 - 2006 / 7 / 19 - 13:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ملاحظات على بيان الحزب الشيوعي العراقي عن العدوان الإسرائيلي

أصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي بيانا أدان فيه العدوان الإسرائيلي على الشعب اللبناني نشر في الحوار المتمدن قبل أيام. إن من المفهوم أن موقف أي حزب شيوعي أو يساري أو حتى أي حزب منصف يتطابق مع وجهة النظر العامة لسواد الناس في التضامن مع شعب عربي يتعرض لعمليات عسكرية . ولكن البيان في الوقت نفسه لم يقدم أية معلومة أو تحليل أو حلول ولم يستطع البيان أن يتجاوز مستوى وعي المواطن العادي ، و البيان لم يقم بتحليل الظروف الجديدة التي نحن فيها و موازين القوى بالمقارنة مع 1982 مثلا ، فالبيان من الممكن أن يكون بدون تاريخ أي أن من الممكن لأي فرد من الناس أن يضع عليه تاريخا يعود الى القرن الماضي ويضعه في الأرشيف دون أن يتغير شيء منه . كما أن البيان بدون هوية إذ من الممكن أن تضع عليه إسم حزب الدعوة الإسلامي العراقي أو حتى التيار الصدري دون أن يلحظ أحد ما أي تغيير أو تناقض !
سيجد المتابع لما ينشر على صفحات مواقع الإنترنت العديد من التحليلات لكتاب لبنانيين وغير لبنانيين كانت في معظمها تدين العدوان الإسرائيلي على لبنان و التمادي في استخدام القوة ضد أبناء هذا الشعب و ضد تحطيم البنية التحتية لهذا البلد الجميل ، و لكن هذه الأغلبية ، عدا طبعا مفكري التيارات القومجية البالية و الفكر الإسلامي الظلامي ، إضافة إلى إدانتهم لإسرائيل فإنهم حملوا حزب الله مسؤولية هذه المغامرة غير محسوبة العواقب . و إذا ما كانت بعض الأقلام قد رأت إن إسرائيل تريد توجيه ضربة الى لبنان وهي تنتظر الذريعة ألا يجدر بالكاتب الواقعي المنصف أن يقول لماذا إذن قدم حزب الله هذه الذريعة لإسرائيل التي ظهرت بسببها بموقف المدافع عن نفسه أمام الرأي العام الإسرائيلي و العالمي ؟
و كانت التعليقات التي نشرتها العديد من مواقع الإنترنت للمعلقين من القراء تميل في اغلبها الى الواقعية في تشكيل موقف متوازن يشكل مستوى نوعيا جديدا من الوعي السياسي الذي يحسب الحساب لموازين القوى .
لماذا إذن أصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي بيانا لا يعدو أن يكون إنشاء بلاغيا خاليا من الحد الأدنى من الموقف ؟ هل لأنه لا يمتلك الوضوح الكافي ؟ ألا تشير كل الدلائل الى أن حزب الله انما ينفذ في هذه العملية ، في توقيتها على الأقل ، خدمة للستراتيجية الأنانية و المغامرة لسلطات الملالي في طهران و خدمة للستراتيجية السورية المنهزمة ؟
أن حزب الله مثله مثل كل الأحزاب الدينية المدعومة من ايران شيعية كانت أو سنية يعتقد كما يرى مرشده الروحي خامنئي ان الله ناصرهم في كل الأحوال و انهم ليسوا بحاجة الى التفكير . فالمرجع هو عقلهم و خامنئي هو الذي يفكر بالنيابة عنهم ، و هذا الحال ، أي إلغاء العقل هي موقف الفكر الإسلامي بمجمله و يتطابق فيه الفكر الإسلامي السني و الشيعي بنفس القدر ، فما هي المرجعية التي يسترشد يها المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ؟ أليس هو العقل والتفكير النقدي القائم على حسابات القوى والأهداف و المصالح . و كل الدلائل تشير الى أن حزب الله ارتكب حماقة , و ما علينا الا ان نقول لجماهير شعبنا أن هذه ليس سوى حماقة لأن لا أسم آخر لها ، و نحذر شعبنا من حماقات أمثال حزب الله و الأحزاب الدينية الشيعية التي تهتدي بالمرشد الإيراني الذي يجعل المصالح القومية الضيقة لبلاده فوق مصالح شعوب المنطقة و أن نفضح أيضا مواقف الأحزاب الدينية السنية التي تغازل أو تتعامل مع الإرهاب و القاعدة و البعث .
كانت هذه الحماقة التي ارتكبها حزب الله و التي ردت إسرائيل عليها بحماقة أكير ، مناسبة للمكتب السياسي لكي يوضح للناس خطل و غباوة التفكير الديني الرجعوي بمختلف أشكاله و ميله للمغامرة و استرشاده ليس بمصالح الشعب اللبناني أو العراقي إنما بمصالح دول و أفكار خارجية إرهابية و أصولية سنية و شيعية .
كان الحزب الشيوعي العراقي هو الريادي في التشخيص المبكر و الشجاع و الجريء لمشاكل المجتمع و الفكر الظلامي الديني منذ تأسيسه في ثلاثينات القرن الماضي ، و كان رواد الفكر الماركسي الذي سبقوا التأسيس في التبشير بأفكارهم ريادين شجعان اقتحاميين في إرشاد الناس الى التحضر و الحداثة . والآن بعد مرور أكثر من سبعين عاما نجد أن المكتب السياسي لا يتجرأ للأسف في الوصول الى التشخيص السليم و كيف إنه لا يرقى حتى الى الموقف السعودي الواضح و الذي دعا الى التفريق بين المقاومة و المغامرة .
إن الإسلام السياسي يتجاهل التجربة التاريخية و مواقف الرسول . لقد كان النبي يعلم أن الله ناصره و لكن هذا لم يجعله يستغني عن العقل و المشورة ، و قد جمع الرسول بين شخصه كرسول يبلغ رسالته و قائد سياسي محنك يحسب موازين القوى و لا يدخل في مواجهة لم يحسب لها الحساب وفق القواعد الدنيوية أي السلاح و النفوذ والعدد و موقع المعركة ، ولم يقم الرسول بأية مغامرة غير محسوبة العواقب و لم يلق بالناس الى التهلكة ، فاذا ما كان الاسلام السياسي لا يدرك فحوى التاريخ أليس من الأولى لحزب علماني أن يحلل الوقائع و يدرس الواقع الملموس ؟
هناك موضعين في البيان يعبر فيها المكتب السياسي عن قلقه على الشرعية اللبنانية و مؤسسات الدولة من العدوان الإسرائيلي و كان من الضروري أن تتم الإشارة الى دور حزب الله الذي يقوم هو الآخر بنفس الدور المعادي لمؤسسة الدولة اللبنانية وكيف انه لا يمكن لحزب ما الجمع بين المؤسسات السياسية و الإشتراك في الحكومة من جهة و الاحتفاظ بميليشيات من جهة أخرى . و كيف أن حزب الله لم يستشر الحكومة اللبنانية في العملية الأخيرة التي قام بها و كيف انه خرق اتفاقا معها بعدم القيام بأي عمل يؤدي الى ردود فعل تؤثر بشكل خاص على الموسم السياحي الذي يعتاش منه مئات الألوف من اللبنانيين . كما ان البيان اغفل أن سلوك حزب الله المعادي للشرعية و الجمع بين الميليشيات و العملية السياسية له انعاكاسات على الوضع العراقي و خصوصا القوى السياسية التي لها نفس المرجعية الخارجية و نفس السلوك السياسي و هو الجمع بين الإشتراك في العملية السياسية و الإحتفاظ بمليشيات خاصة .
إن إدانة العمليات العسكرية الإسرائيلية يجب أن تكون مرتبطة بمخاوف مشروعة من أن سلوك حزب الله هذا سينعكس مأساويا على الوضع العراقي بجعل القوى الدينية و خصوصا المتطرف منها تعيث بالأرض فسادا على ما قامت به من فساد حتى الآن . و ستعطي مثالا لمن يعتبرونها قدوة في التمادي و رفض حل الميليشيات التي هي كارثة الشعب العراقي و القاتل الأول لأبنائه
كان بإمكان بل من واجب المكتب السياسي أن يقوم بتحليل انعكاسات إستخفاف حزب الله بالقرارات الدولية و تمكنه من تحقيق مصالحة الضيقة على حساب مصالح الشعب و الدولة اللبنانية و بالضد من مصالح الاغلبية الساحقة للشعب اللبناني ويوضح تأثير هذه الإنعكساسات على الوضع العراقي المتردي الذي تجعل فيه الكثير من الميليشيات حزب الله و ما يقوم به بمثابة قدوة . وكيف أن استخفافه بالقرارات الدولية و تجاهله الدولة اللبنانية و تجاوزها في اتخاذ قرارات ذات عواقب و خيمة سوف ينعكس على سلوك الميليشيات العراقية و يشجعها على تمزيق وطننا أكثر مما هو ممزق.



#محمد_العبدلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الدينية ضد الدين
- البعثيون عائدون
- رسالة مفتوحة الى الدكتور الفاضل كاظم حبيب
- الخطر هنا
- لاسياسة و لا اخلاق
- بين جلال محمد و سعد محمد رحيم و الحوار المتمدن


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد العبدلي - ملاحظات على بيان الحزب الشيوعي