أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالله المشعان - أما آن للعين الكريمة أن تبصر نور الحرية














المزيد.....

أما آن للعين الكريمة أن تبصر نور الحرية


عبدالله المشعان

الحوار المتمدن-العدد: 6768 - 2020 / 12 / 22 - 21:48
المحور: حقوق الانسان
    


عندما نريد أن نكتب عن حقوق الإنسان وأن نورد على ذلك مثال، لن يكون أمامنا أبرز من تلك الإنسانة، والتي تستحق أن توصف بوصف الإنسانية عن جدارة، نعرف إننا مهما حاولنا أن نكتب عنها فلن نوفيها حقها بل وتتضائل الكلمات أمامها، ولكن عزاؤنا هو أن عبثية المحاولة أفضل من السكوت، فالسكوت عن الظلم هو بحد ذاته ظلم، فهي لم تتقهقر وتنحني لريح السلطة العاتية، واستطاعت أن توصل صوتها إلى أبعد مدى وتسبب إزعاج غير محتمل لها، فلم يكون لديها من حل سوى أن تحبسها لتخرس صوتها

لا أعرف من أين لها هذا وكيف لها بذاك، من أين تأتي بكل هذا العنفوان والجلد، وكيف بهذا الجسد النحيل يستطيع أن يزلزل أركان المستبدين، هذا ما كان يدور في خلدي حينما رأيتها، ومن ثم بحثت عنها وقرأت سيرتها وتابعت مسيرتها، كان هذا بعد ثورة الياسمين بسنين، والتي أنتقلت سريعاً إلى بلدها معلنة عن عهد جديد، لم أكون متعمد في بادئ الأمر أن أتابع كفاحها، ولكن في كل صورة ومقطع تنتشر للمظاهرات الحاشدة على مواقع التواصل كانت هي العلامة البارزة بها، معلنة عن نفسها وكأنها تقول ها أنا ولن أبرح من هنا

هي نفسها بجسدها الضئيل وصوتها المجلجل الذي يشعل الساحات والميادين، وأكثر ما كان يميزها عن غيرها هو كرم عينها، فنحن بالخليج نصف من يفقد إحدى عينيه بأنه "كريم عين"، ويعتقد بهذا الوصف بأنه زاد به الكرم لدرجة إنه جاد بإحدى عينيه من كثر كرمه، كيف لا وهي من كانت تتنازل عن طعامها لتطعم السجينات الأخريات، كيف لا وهي من كانت تدفع كفالات زملاء الكفاح، دؤوبة الحركة لا تكاد تقر وتهجع، شغوفه بالناس تلتقي بهم وتسمع لهم وتتلمس همومهم، تحاول أن تعاونهم وتحل مشاكلهم، وتترافع في المحاكم عن قضايا المظلومين منهم، وهي حالة نادرة أن تجتمع كل تلك الصفات الإنسانية في شخصية واحدة، وهي بلا شك تستحق الجائزة الحقوقية الدولية التي حظيت بها، والتي نالها الزعيم الثائر نيلسون مانديلا قبلها

لم تكون في يوم ماهينور المصري كما أقرانها ومنهم في سنها، تلهو بحياتها لاهثة خلف خطوط الموضة؛ وآخر الصرعات كما هو حال معظم البنات أو الحرص على حضور المناسبات الاجتماعية، بل كانت مواظبة على حضور المناسبات المجتمعية وهي الأجدر بتواجدها، ومنها الندوات والاجتماعات التي تعقد لتوعية الشباب والرفع من معنوياتهم وزيادة هممهم، ومشاركتهم أحلامهم، ولتعريفهم بأن كل التحديات التي يقدموا عليها؛ والتضحيات التي يقدموها ماهو إلا القليل في سبيل مستقبل زاهر، مفعم بالعزة والكرامة والكبرياء والإباء، وكلها مجتمعة خليط لوجبة طال انتظارهم لها وسال لعابهم عليها ويتضورون جوعاً من غيرها ويتلهفون لتذوقها وهي وجبة الحرية

نعم هي كما هو معنى أسمها ضوء القمر الذي يضيء عتمة الليل، ولكنها تختلف عنه بأنها أقرب للثائرين، تضيء دروبهم في الساحات والميادين، كل تلك المواصفات التي كانت تتصف بها جعلت منها أيقونة للحرية، وبارزة أمام السلطة التي تحاول عبثاً في كل مرة يتم القبض عليها أن تخرس صوتها، لكن هيهات فقد كانت تخرج أكثر اندفاع واصلب مقاومة، لم يرهبها أبداً سوط الجلاد؛ ولم يُخيفها في يوم الاستبداد، وتتردد صدى مقولتها ألسن الأحرار في كل مكان "احنا ما بنحبش السجون بس مش بنخاف منها



#عبدالله_المشعان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالله المشعان - أما آن للعين الكريمة أن تبصر نور الحرية