أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عُمَر بن بوجليدة - حوار مع عبدالوهاب بوحديبة / في تعريب الفلسفة















المزيد.....

حوار مع عبدالوهاب بوحديبة / في تعريب الفلسفة


عُمَر بن بوجليدة

الحوار المتمدن-العدد: 6764 - 2020 / 12 / 18 - 16:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


*



"... ويبذلون أنفسهم لإنطاق الفلسفة مجدّدا بالعربية"
محمد محجوب


"... نعمل على إرساء شبكة مصطلحات ومقولات فلسفية موحّدة قد يكون لها دور ما في بلورة فصاحة عربية معاصرة ، من شأنها ليس فقط أن تيسّر كل ترجمة فلسفية قادمة ، بل أن تساعد من موقعها وعلى طريقتها على بلورة مشروع عقل مدني وكوني جديد في أفق لغتنا وثقافتنا"
فتحي المسكيني / مقدمة الترجمة العربية لـ "الكينونة والزمان" / مارتن هيدغر ص 41 .





رشيدة التريكي : لقد كان لكم دور هام في الإعلاء من شان الفلسفة في تونس و كنتم باعثي تعريبها الذي رأى فيه البعض دفعا لانتشار و تعميم واقع الفكر الفلسفي في تونس في حين اعتبره آخرون بمثابة مشروع تقهقر و نكوص وسيكون من المهم أن تضيء ظروف هده العملية وان تحدثنا عن التغيرات التي نشأت عنها في مجال البحث والتعليم.

عبد الوهاب بوحديبة : لقد كان تعريب الفلسفة بالنسبة إلينا ضرورة وكانت قد اعتبرت كذلك لأنّ الفلسفة كشف على أسس ثقافية حيث تنبني الهوية . و كان التعريب في البدء مطية لتلطيف قطيعة هووية مع التراث وقبل أن نقرر تنفيذ ذلك بكثير كان عدد من الفلاسفة مثل "دي كندياك" و "هنري كوربان". قد حرضنا عليه سنة 1971 مؤكدين أنّ الفلسفة هي التي تستوجب أن تدرس باللغة الأم في ثقافة ما أكثر مما تقتضي ذلك العلوم أو التقنية مهما كانت القيمة الكونية للمفاهيم "الإغريقية" و "الألمانية" أو "الفرنسية" دلك أن أهميتهم تنشأ عن المجابهة أفضل بكثير مما تنشا عن الالتقاء مع اللغة الأم .
لقد بدا لنا التعريب ضروريا منذ زمن بعيد ولكن لم تسنح فرصة المرور إلى التنفيذ إلاّ مؤخرا سنة 1974 وقد أدرك الفاعلون السياسيون ضرورة اتخاذ القرارات المناسبة. ومن الأسباب الأخرى الملزمة أن الفلسفة كانت قد تضررت من فصلها عن تدريس الفكر الإسلامي ومن المفروض أن نوحد التعليمين .

رشيدة التريكي : كيف تصرفتم؟

عبد الوهاب بوحديبة : في البداية ، أعدنا النظر في برامجنا مستشيرين زملائنا من أجل ضبط كتاب فلسفة باللغة العربية للأقسام النهائية بمشاركة نشيطة وهامة من عدد من المدرسين الذين أحييهم بحرارة وجمع هذا الكتاب في الأثناء تشكيلة عريضة و واسعة من نصوص فلسفية ضخمة سواء كانت من الفلسفة العربية أو من الفلسفة الغربية مثل "ديكارت" و "كانط" و"نيتشه" و"شومسكي" و"انجلز" و"ماركس" و"فوكو" إلى آخره. إلى جانب كشف لحوالي ست مائة لفظة فلسفية. كان واضحا بالنسبة إلينا أنّه يجب أن نحافظ على الإرث الجميل للحضور الفرنسي في تونس ذلك المتعلق بتعليم الفلسفة غربية أو غير غربيّة في مستوى نهاية سنوات المعهد، وطبع الكتاب مجانا بالعراق وسحبت قرابة مليون نسخة بيعت خلال سنوات طويلة مقابل دينار ، أي ما يعادل نصف اورو للمجلدين معا . كان حريّا بالتلميذ في نهاية سنوات المعهد بعد تعليم متنوع أن يجد في الفلسفة الفرصة الوحيدة ليتعلم أن يكون نقديا وان يفكر بحرية ولكن انطلاقا من تكوين دقيق و متنوع . لقد كان الأمر يتعلق و حسب طرق تفكير مناسبة بتثقيف وعي حساسية المراهق عنده بقدر ما يتعلّق بتحرير فكره وبهذه الطريقة لم تكن الفلسفة من اليمين ولا من اليسار. إنهّا تستند إلى كل الأفكار لتمكن الناشئ من التفكير بنفسه ، ولذلك كنا قد قاومنا منذ البداية كلّ أشكال التطرف يسارية كانت أو يمينية . كنا في ذلك العهد قد جعلنا عددا من مدرسي الفلسفة يقومون بتربّصات حتى نجعلهم يستفيدون من التجربة المصرية والسورية والعراقية في تعليم الفلسفة بالعربية و ترأسنا عديد الاجتماعات البيداغوجية والتقنية المتصلة بالمنهجية والمعجم كما جلبنا آلاف كتب الفلسفة باللغة العربية. أقول بوضوح يشرّفني أن أكون باعث هذا التعريب و أفخر بذلك بل وأؤكد أنّه يمكننا الحديث اليوم عن مدرسة تونسية تعنى في هذه المادة بتكوين عقول حرة متحررة ومنفتحة و مثقفة و مجهزة لهذا بالعربية بقدر ما هي كذلك بالفرنسية.
رشيدة التريكي: كنتم رئيس قسم الفلسفة بجامعة تونس طوال السنوات التي تلت هذا التعريب فكيف كان الأمر؟

عبد الوهاب بوحديبة: لقد فتحنا أمام الباحثين مجال التراث الفلسفي العربي الواسع وطبعا اشتغل عدد من الباحثين الذين أصبحوا اليوم زملائي، على الفلسفة الغربية ، ولكن نصوص الفلسفة بالعربية مكّنت من تجاوز "طابو" اللغة . لقد درّسنا في قسم الفلسفة باستمرار باللغتين العربية و الفرنسية ولقد أبقي في تعليمنا على اللغة الأصلية لشرح النصوص ( انجليزية و ألمانية أو إغريقية ) . ومن جهة أخرى لقد عملنا بفضل " شهادة التبريز" في الفلسفة على صيانة ازدواجية اللغة وحرصنا على تنويع المعرفة بالنصوص الفلسفية في ترجماتها الأصلية.

رشيدة التريكي: هل تساهم الأكاديمية التونسية للعلوم و الآداب و الفنون التي تترأسها منذ عدة سنوات في تدعيم المكاسب الفلسفية للتراث العربي حتى تنفتح على ما هو كوني.؟

عبد الوهاب بوحديبة : لقد مكنت "الأكاديمية التونسية للعلوم و الآداب و الفنون" من إدارة ماهرة لمشروع تعريب نصوص عظيمة كلاسيكية وحديثة و معاصرة في حوالي عشرين مجلدا .
لقد تعهدنا مع "اليونسكو"، بترجمة كتب مثل "مفاتيح القرن" و "القيم إلى أين؟" و"لنوقّع السلام مع الأرض" ، الذي هو بصدد الترجمة وأعمالا أخرى . "متحضرون على ما يقال" لـ "بالنديي" و "العادل" لـ "بول ريكور"، إلى آخره ...
كان همنا أيضا توفير مساحة اختيار كبرى من النصوص الفلسفيّة المعاصرة من النصف الثاني من القرن العشرين ، ولهذا شرعنا في ترجمة نصوص من الفلسفة العامة ، وفلسفة القانون و "الاستيتيقا" و الفلسفة السياسية مقدمة في شكل انطولوجيا .
يتعلق الأمر بالنسبة إلينا بخلق جسر يصل موروثنا الفلسفي بالفكر الراهن فيما له من بعد عالمي، حتى نقاوم آثار الأيديولوجيات المؤذية و المشئومة ، و التي تحدث كثيرا من الضرر، ونروم الانخراط فيما هو ايجابي أكثر في الكونية .

رشيدة التريكي : ما رأيكم في الحالة الراهنة للفلسفة في تونس وكيف تبدو لكم مكانتها و موقعها بين العلوم الإنسانية ؟

عبد الوهاب بوحديبة : لم تعد العلوم الإنسانية على قدر من التعالي و التعجرف، كما كانت قبل ثلاثين سنة ، فهي توفر كمّا من المعلومات القطعيّة حول المجتمع التونسي من أجل المساعدة على التفكير في حداثتنا فلسفيا .
إذا كان "علم الاجتماع" و "علم النفس"، قد استقلا عن "الفلسفة" ، فان استقلالها كان دليلا على أهمّية مساهمتها في التفكير الفلسفي التي يمكن أن تقرا على مستويين:
فأمّا من ناحية أولى فمن حيث التوثيق الهامّ حول ظواهر، مثل الظروف العمالية والنسائية والجنون والفنون إلى غير ذلك ... فكيف يمكن أن نتحدث عن تلك الظواهر دون إدراجها في محيطها؟ . وأمّا من ناحية ثانية فعبر مشاركة منهجيّة لوضعنة وتحليل حيوي من أجل الفكر الفلسفي عينه . وكذلك من أجل العلوم الصحيحة (الدقيقة) ، فنحن في حاجة إلى كفاءات تونسيّة في العلوم الرّياضيّة والفيزيائيّة و الطبّية ، قادرة على قراءة النصوص الفلسفيّة العربيّة حول العلوم ممّا يحقّق كونيّة الثقافة العربيّة.
ليست كونيّتنا ناجمة عن إرادة قوّة سياسية و إنّما عن وعي مشروع يفخر بمساهمتنا في تاريخ الإنسانيّة . ثمّة آلاف المخطوطات على ذمّة الباحثين ولا زال أمامنا الكثير للقيام به من أجل تعريب مناسب ومثري . وعلى هذا النحو يكون متضمنّا للحداثة الأمر الذي أتاح تحرير آفاقنا والتعريب بإيجاز مشروع جسيم وهامّ لا مناص منه . إنّ المفسّر للأزمنة الحديثة إنما هو المختصّ في العلوم الإنسانيّة أمّا الفيلسوف ، فهو المهندس والمنظم/المخرج لها . إذ تتكفّل الفلسفة بمهمّة مزدوجة : مهمّة بيداغوجيّة مناطها تكوين المواطنين الأحرار و المسؤولين ومهمّة سياسيّة بالمعنى الأرسطي الدقيق للمصطلح، تطمح إلى مساعدة الإنسان في تونس على اصطناع مصيره وتحمّله .

رشيدة التريكي : لقد كتبتم أنتم أيضا بالفرنسيّة كتابا حول الجنسانيّة في الإسلام ترجم اليوم إلى العديد من اللغات .لقد أنشأتم هذا الرّبط بين ثقافة وفلسفة وعلوم إنسانيّة فهل تعتقدون أنّه بواسطة هذا النّوع من المقاربة نستطيع أن نعرف تراثنا وحاضرنا على نحو أفضل ؟

عبد الوهاب بو حديبة : حتما ، فلأبحاثي هدف هو الثقافة العربيّة ، وعلى نحو أدق الثقافة العربية في خصوصيّاتها الإسلاميّة ، وبهذا المعنى تتقاطع فيها اختصاصات ثلاثة : الانثروبولوجيا والفلسفة والإسلاميّات، حتّى وإن طغى على دراسة وافية بالضرورة البعد التجريبيّ و الاجتماعيّ . فالبحث بالنسبة إليّ هوّ إعادة قراءة للتراث، على ضوء الارتباط بالقرن الحالي: ّ أنا أرى أنّ الفيلسوف كما كان يريده " أوغست كونت"- مختص العموميّات – وكما علّمتنا الفلسفات " الرشديّة" و " الديكارتيّة" و" الهيقليّة"، هو بحاجة إلى اعتبار الفروع المتنوّعة وهو الأمر الذي أردت فعله في مناسبات عديدة وهذا يفترض امتلاك معارف ومناهج كثيرة قدر الإمكان



#عُمَر_بن_بوجليدة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عُمَر بن بوجليدة - حوار مع عبدالوهاب بوحديبة / في تعريب الفلسفة