أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد الإله بسكمار - هل النظام الجزائري ثوري حقا ؟














المزيد.....

هل النظام الجزائري ثوري حقا ؟


عبد الإله بسكمار

الحوار المتمدن-العدد: 6762 - 2020 / 12 / 16 - 18:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لعل السؤال نفسه مستفز نوعا ما، إذ قد يجيب البعض : نعم إن الجزائر نالت استقلالها بدماء الشهداء وبنته بسواعد أهلها ووفق النمط الاشتراكي الثوري، هذه عبارات جميلة حقا، فهل تنطبق فعلا على الشقيقة الجزائرالتي قطعت لحد الآن أشواطاما بعد استقلالها الفعلي في عام 1962 وإثرحرب تحرير مريرة استمرت طيلة سبع سنوات ؟
الواقع التاريخي والثقافي ناهيك عن السياسي يقول شيئا آخر تماما، فالثورة الجزائرية تم اختطافها من طرف جيش الحدود بقيادة الكولونيل محمد بوخروبة والمعروف بالهواري بومدين، وليس ذلك فقط، فقد تم إدماج " ضباط فرنسا " كما يسمهيم إخواننا الجزائريون ضمن صفوف جيش الجزائر " المستقلة " أو كما أصبح يسمى " الجيش الوطني الشعبي "، وبموازاة هذا المنعطف السلبي الذي دخلته البلاد بحيث أصبح القدح المعلى لهؤلاء الضباط ومن جايلهم، قلت بموازاة ذلك المنعرج الخطير، تمت تصفية أكثر وجوه النضال الوطني التحرري في القطر الشقيق كمحمد خيضر وكريم بلقاسم وانتهاء بالشهيد محمد بوضياف الذي صدرت منه إشارات إيجابية لما تولى رآسة البلاد في يناير 1992 حول علاقات الجزائر الخارجية، فجازته الدولة العميقة هناك بالاغتيال وإلى آخر لائحة المناضلين، الذين تمت تصفيتهم أو تهميشهم في أحسن الأحوال كأحمد بن بلة وفرحات عباس ومصطفى الأشرف، ولا يمكن بكل الأحوال الطعن في مصداقيتهم الثورية أو النضالية أو الوطنية وبهذه الدرجة أو تلك .
كان النظام البيروقراطي المتعفن هو الحاكم الفعلي في الجزائر، ضمن إطار نوع من رأسمالية الدولة، بسياسة تصنيع متعثرة وإصلاح زراعي فاشل وباسم الاشتراكية دائما، حتى وقوع انتفاضة أكتوبر 1988 والتي فتحت أفقا ما للديمقراطية والحرية وإعطاء الكلمة للشعب الجزائري، سرعان ما تدخل نفس الجيش لإجهاضه – أي الأفق - بعد فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الانتخابات البرلمانية، ودخلت الجزائر بعد ذلك وكما معروف في ما سمي بالعشرية السوداء التي ذهب ضحيتها أزيد من 100 ألف مواطن ومواطنة .
ظلت التوجهات السياسية لكلا النظامين الجزائري والمغربي حجر عثرة في سبيل الاندماج التكاملي والتعاون المثمروالاستغلال المشترك لخيرات المنطقة بما يعود بالنفع على شعوبها، وضمن إطار المغرب العربي أو الإتحاد المغاربي وزاد في الطين بلة التقاطب الذي كان يُنظر له من زاوية أيديولوجية في ما سمى بالحرب الباردة التي كانت مستعرة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي، وشكلت حرب الرمال التي وقعت بين القطرين الجارين في أكتوبر 1963 ذروة الصراع، وفي الوقت الذي وقع المغرب على عهد الملك الحسن الثاني اتفاقية إيفران للمصادقة على الحدود بين البلدين سنة 1969 دخل النظام الجزائري دورة أخرى من التآمروهذه المرة كان الهدف هو المعارضة المغربية اليسارية المقيمة آنذاك بالجزائر، ما أدى في الأخيرإلى هجرة تلك المعارضة إما إلى فرنسا أو حتى عودة عدد من أقطابها إلى المغرب، هذا إلى إلغاء تلك الاتفاقية نفسها فضلا عن غياب مصادقة البرلمان المغربي ليظل مشكل الحدود الموورثة عن الاستعمارقائما لحد الآن .
ولما طرح المغرب مشكل أقاليمه الصحراوية التي كانت تستعمرها إسبانيا بدءا من سنة 1974، كان موقف النظام الجزائري البومدييني لصالح ملف تصفية الاستعماروالوحدة الترابية للمغرب، وقبل ذلك كان هذا النظام نفسه هو من احتضن جبهة البوليزاريو الانفصالية والتي لم تكن بدورها وعند تأسيسها على يد شباب مغاربة صحراويين ومن باقي المناطق المغربية، لم تكن تستهدف الانفصال عن المغرب بل مكافحة إسبانيا البلد المستعمر للمنطقة لا أقل ولا أكثر، ليتضح موقف الجزائر بجلاء حين سطت على قيادة المنظمة بعد مقتل الراحل مصطفى السيد وأصبحت توجهها وفقا لأهدافها المصالحية والاستراتيجية والتي تتجلى أساسا في معاكسة المغرب والسعي لتمزيقه وفصله عن عمقه الإفريقي، ومن ثمة الهيمنة على المنطقة.
لما وقع حدث المسيرة الخضراء التي انخرط فيها الشعب المغربي قاطبة من أجل استرجاع الصحراء، كان رد فعل نظام هوار بومدين هو طرد 80 ألف أسرة مغربية ظلت تعيش في أمن وأمان بالجزائر أي حوالي 350 ألف مواطن مغربي، ظلما وعدوانا وفي مناسبة دينية سامية هي عيد الأضحى، لمجرد كونهم مغاربة أو من أصول مغربية، هل يعد هذا يعد فعلا ثوريا ياترى أم من ممارسات الهمجية التي تعود إلى القرون الوسطى ؟.
استمر النظام العسكري الجزائري في دعم وإيواء حركة الانفصال المذكورة، وتجلى التدخل العسكري المباشر للجيش الجزائري في معارك أمغالا سنة 1976 خاصة، الشيء الذي فضح حكام القطر الشقيق بل وعري طبيعة صراع الصحراء نفسه، باعتباره تجاذبا استراتيجيا وسياسيا واضحا بين المغرب والجزائروما انفصاليو البوليساريو إلا مشجبا علقت عليه القيادة الجزائرية كل شحناتها وأحقادها ومطامعها، ولم يكن الملف في الحقيقة وفي أي وقت من الأوقات مسألة تصفية الاستعمار، كما تدعي أبواق النظام الجزائري، وهكذا أضاعت شعوب المنطقة ما يزيد على 45 سنة من التنمية الاقتصادية والاجتماعية، نصفها تقريبا في حرب ضروس انتهت بتأميم أزيد من 80 في المائة من تراب الصحراء لصالح المغرب وحتى إعلان وقف إطلاق النار من جانبه في 1991، ثم فشل مخطط الاستفتاء وتمحور حق تقرير المصير أساسا في المقترح المغربي للحكم الذاتي الموسع والتدبير الانتخابي المختلف الأشــــــكال .
هو نزاع مفتعل لم يستفد منه إلا أباطرة السلاح وانتهازيوالفرص والمتاجرون في معاناة الشعوب، مما شكل جريمة تاريخية ارتكبها النظام العسكري الجزائري في حق شعوب المنطقة .



#عبد_الإله_بسكمار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الاستفتاء والبعد الديمقراطي في الصحراء
- أي مصيرلقضية الصحراء المفتعلة ؟
- المقاومة المسلحة بتازة : تصويبات وتصحيحات
- عبد الرحمان اليوسفي والمناضلون التقدميون بتازة
- حينما عجزالفكر التقليدي أمام جبروت الأوبئة عبر تاريخ المغرب
- كوارث الأوبئة كمحرك للتاريخ
- معركة بين الصفوف..... في سياق التاريخ النضالي لمنطقة تازة
- بؤس التاريخ ...دروب وانزلاقات
- المدرسة المرينية بتازة عمق تراثي مغربي ووضع قانوني غامض
- بين أنغام الزمن الجميل وضجيج مطربي الكباريهات
- من أسئلة البحث التاريخي بتازة والأحواز مآثر مهددة وخزانة مري ...
- هل ستصلح المراسيم الرسمية ما أفسدته الأيادي المخربة ؟
- ضيف ونغم : على بلاطو منسقية النسيج الجمعوي ومع الباحث أحمد ع ...
- حول - تازة الممر والمستقر ....- قراءة في الكتاب الجديد للأست ...
- من رموز الكفاح الوطني بتازة : إبراهيم الوزاني
- من أسئلة المجتمع المدني والبحث التاريخي
- الحركة الوطنية التحررية بتازة :محطات ورجالات
- كفى من الأوهام والأكاذيب ياقوم
- منسقية النسيج الجمعوي تبهج أجواء صيف تازة بمهرجان شبابي حافل
- تازة في الوثيقة الاستعمارية / نموذج من بداية القرن العشرين


المزيد.....




- غيتار بطول 8 أقدام في موقف للمركبات الآلية يلاقي شهرة.. لماذ ...
- ساعة ذهبية ارتداها أغنى راكب على متن -تيتانيك-.. تُباع في مز ...
- اغتيال -بلوغر- عراقية وسط بغداد.. ووزارة الداخلية تفتح تحقيق ...
- ثوران بركان إيبيكو في جزر الكوريل
- -إل نينو- و-لا نينا- تغيران الطقس في أنحاء العالم
- مكسيكي يقول إنه فاز بشراء أقراط بـ28 دولارا بدل 28 ألف دولار ...
- سيناتور روسي يقيم جدوى نشر أسلحة نووية أمريكية في بولندا
- هذا هو رد بوتين على المساعدات لأوكرانيا من وجهة نظر غربية (ص ...
- الولايات المتحدة تطور طائرة -يوم القيامة- الجديدة
- الجيش الروسي يستعرض غنائمه من المعدات العسكرية الغربية


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد الإله بسكمار - هل النظام الجزائري ثوري حقا ؟