أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خالد الخالدي - أزمات ايدولوجية للمدافعين عن حقوق الإنسان














المزيد.....

أزمات ايدولوجية للمدافعين عن حقوق الإنسان


خالد الخالدي

الحوار المتمدن-العدد: 6760 - 2020 / 12 / 13 - 02:25
المحور: المجتمع المدني
    


على عكس الاعتقاد السائد لدى المتصلين بالعمل النشط بالدفاع عن حقوق الإنسان والذي يقضي بفكرة مفادها أن المدافعين عن حقوق الإنسان كلما زادت مستويات المعرفة والخبرة و المهارة لديهم سيقل لديهم مستوى الضغط لكونهم سيكونون بمنطقة الراحة بسبب ما يمتلكونه من أدوات واسعة بالعمل وهذا تصور يجافي حقيقة الحالة التي يعيشها المدافعين عن حقوق الإنسان.
قد يكون لهذا التصور أسبابه المنطقية العقلانية فالجمهور بشكل عام ينظر إلى جدليات تتصل بالعمل النشط ضمن الحركة الحقوقية حول العالم ويستمع لآراء المدافعين بقضايا تأخذ حيزا واسعا من الحوار والنقاش والجدال و المشكلة الحقيقية تبرز مع تقدم فهم المدافعين عن حقوق الإنسان لجوهر الحق والحرية ليصطدموا بمسائل مثل تساؤلات عن ماهو الحد الفاصل بين حرية التعبير عن الرأي و خطاب الكراهية كيف يمكن ضمانة الأول ومناهضة الثاني؟ كيف نميز بين العنف الأسري و ما يتصل بالسادية والمازوشية وما ينتج عنها من ارتكاب الانتهاكات تحت وطأة الثمالة الجنسية وكيف نفصل بالدفاع عن الحق بالحياة و نبحث بالموت الرحيم وكيف ندعو إلى إنفاذ القانون وعدم الافلات من العقاب و نقوم بمناهضة أحكام الإعدام وهذه قضايا حقوقية ذات طبيعة جدلية بسبب نسبية ثقافة المجتمعات غالبا وتتغير مسألة تبنيها من قبل المدافعين أنفسهم إلا أن التعامل معها بالنهاية لربما يكون بسيط لأولئك المدافعين الباحثين عن صناعة ايدولوجياتهم الخاصة حول ( القضايا التي يعملون عليها) بالتالي يعد خيار التحفظ والحياد خيار مقبول منطقي وعقلاني أمامهم و أمام الكثيرين لسبب بسيط هو ضمانة عدم إمكانية الوقوع بفخ الخطأ حين ابداء رأي أو العمل به.
المشكلة الحقيقية بالصراع الايدولوجي لدى المدافعين تبدأ عندما يكون المدافع على المحك الحقيقي باختبارات ثوابت العمل بالدفاع عن حقوق الإنسان وتبدأ أيضا بشكل تدريجي سرعان ما تتجه إلى أعماق مخيفة ومرعبة خصوصا مع عدم توفر خيارات التحفظ أو الحياد أولاها صراع الهوية الفردية لشخصه كمدافع اوالجماعية فالانسلاخ عنها يشبه انتزاع الجلد عن اللحم وهذه بالمقارنة مع جدلية أخرى تعد مقبولة وهي جدلية بعمق فهم ايدولوجيا المدافعين عن حقوق الإنسان لثوابتهم وهي البحث عن الإجابة لتساؤل "هل اعمل لأجل ذاتي ام اعمل بذاتي؟ "..
باتصال مطول مع احد المدافعين الإقليميين وبخلط عصارة اتجاهين لايتفقان الا بالاقناع انتجنا رؤية مفادها أن العمل لأجل ذات أو بذات المدافع يكمل أحدهم الآخر لا كمال لأحدهم على الآخر ولعل العمل بالاتجاهين بشكل منفرد لن ياتي بنتيجة، فالعمل لأجل الذات سيخلق هذه الذات وخلق الذات من لاشيء سيذهب بالمدافع نهاية المطاف إلى العمل لأجل ذاته.
قد يكون التصور لهذا السرد فلسفيا بظاهره الا ان الحقيقة المجردة تتحدث عن أن هذا السرد ليس إلا وصفا لحقيقة الصراعات الأيديولوجية التي يعيشها المدافعين عن حقوق الإنسان والا لو كان فلسفيا لوجدنا بحثا بالكينونة والمصير و الوجود.
مباركون في كل مكان أولئك العابرون لهوياتهم الفردية والجماعية
سعداء أولئك العاملون على ذواتهم وفائزون أولئك العاملون لأجل ذواتهم
و مساكين أولئك الذين يعيشون صراعات الانسلاخ وأنصهار ايديولوجياتهم وقولبتها
تائهون أولئك الذين لم يصلوا بعد للضفة الأمنة التي لن يصلوا إليها
ومظلومون أولئك الذين يعيشون عزلتهم بسبب اختلاف هويتهم و عملهم وايديولوجياتهم الذين لن يصلوا للضفة الآمنة ابدا...
*** لايوجد هناك ما يتم تفسيره على أنه موجه للذكور دون الإناث أو العكس الا بما يتصل بضرورة باستقامة النص لغويا



#خالد_الخالدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القواعد العرفية بالقانون الدولي
- القتل خارج القضاء او باجراءات موجزة او تعسفية
- مجلس حقوق الانسان ... نقطة ضوء
- الشباب و خفض سن الترشح للإنتخابات في العراق
- التعليقات الثلاثية للحق بالحياة
- جدليات محاولة الاحاطة بالنزاع المسلح غير الدولي
- لمحات من تأريخ المسيحيين في بعقوبة
- القرار ١٣٢٥ المرأة ... الأمن و السلا ...
- الموصل .. الأمن ، مكافحة التطرف العنيف وفرص الإستقرار
- المدافعين عن حقوق الانسان وإقامة العدل
- جريمة الابادة الجماعية / نقل اطفال الجماعة الى جماعة أخرى ال ...
- مدخل الى جريمة التعذيب
- الخصائص المميزة للجريمة الدولية
- مفهوم الجريمة الدولية في القانون الدولي
- مطلب الحماية الدولية للمسيحيين والايزيديين الواقع والمشروعية ...
- النزوح والفرار في القانون الدولي
- اساسيات الرصد الجيد والفعال للانتهاكات حين التعامل مع الشهود ...
- قيمة الاعلان العالمي لحقوق الانسان 1948 بالممارسة
- دور المرأة في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان1948
- المعضلتين الوجدانية للمدافعين عن حقوق الانسان


المزيد.....




- ثاني إعدام بنفس اليوم بقضية -خيانة- السعودية.. المملكة تنفذ ...
- السعودية: العفو الدولية تطالب بالإفراج عن مواطنة محكوم عليها ...
- اليونسكو تمنح جائزتها لحرية الصحافة للصحفيين الفلسطينيين في ...
- اليونسكو تمنح جائزتها لحرية الصحافة للصحفيين الفلسطينيين في ...
- لاوغاي.. معسكرات الاعتقال في الصين (الجزء الثاني)
- قانون تجريم المثلية الجنسية.. التمييز ومطالبات الإلغاء
- اليونيسكو تمنح جائزة حرية الصحافة للصحافيين الفلسطينيين في غ ...
- حرب غزة: قصف متواصل على القطاع واعتقال مشتبه به حاول مهاجمة ...
- -اليونيسكو- تمنح جائزتها لحرية الصحافة للصحفيين الفلسطينيين ...
- لاوغاي.. معسكرات الاعتقال في الصين (الجزء الأول)


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خالد الخالدي - أزمات ايدولوجية للمدافعين عن حقوق الإنسان