أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمير فايز - قراءة فى كتاب (الانسان الجديد) لاوشو.














المزيد.....

قراءة فى كتاب (الانسان الجديد) لاوشو.


أمير فايز

الحوار المتمدن-العدد: 6756 - 2020 / 12 / 9 - 09:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يقول اوشو : لقد اتّبَعَ 99 في المئة من المتديّنين ذات المنهج الذي اتّبعَهُ سالكو دروب العنف والمخدّرات، والحياة التي تحوّلت في أنظارهم إلى جنسٍ دائم. منهجهم هو: اِنْسَ الحيوان الذي بداخلك. ثمّ يبدأون بالأذكار والمانترا والتّراتيل حتّى ينسوا الحيوان الذي فيهم، ويلتهوا بما يردّدونه من كلمات. يردّدون ويردّدون إلى أن يثمَل العقل بذبذبة الكلمة/الكلمات. هذه مجرّد طريقة لتحاشي الحيوان الموجود في الدّاخل. ولكنّه لا يزال موجودًا.
بإمكانك أن تستمرّ في الذّكر والتّرتيل لقرون، لكنّك لن تنجح في تغيير الحيوان لمجرّد اعتمادك حيلةً بسيطة. لن تنجح في خِداع الحيوان. وتديُّنك سيكون سطحيًّا هَشًّا. قُمْ بمداعبة أيّ مُتَديّن بالكلام عن المعتقدات والله والأديان، ولسوف تجد الحيوان الذي بداخله وقد استيقظَ فجأة وظهر للجميع. هذا تديُّن مزيّف. هذا ادّعاء. مجرّد شعائر وطقوس. مجرّد شكل اجتماعيّ.

الشّعائر والطّقوس الدّينيّة تُحيطُ بكَ من كلّ جانب، ولكن مجرّد حدوث شيءٍ بسيط، وسوف ترى الحيوان الذي بداخلك يسخرُ منك. تتحاور مع أحدهم ويُوَجّه لكَ إهانةً، فيستيقظ الغضب ويصبح الحيوان جاهزًا للثّأر. في الحقيقة، المتديّنون هُم الأكثر عُرضةً للغضب من غيرهم من البشر المُتَحَرّرين الذين لا يُعادون الجسد والحياة منذ نعومة أظافرهم، لأنّ هؤلاء المُتحرّرين لم يكبتوا شيئًا طبيعيًّا حيوانيًّا بداخلهم، بل فهموه ودخلوا فيه بوعيٍ وصدق واحترام للذّات والآخر.
والمتديّنون يُعانون من انحرافاتٍ جنسيّة لا يُعاني منها مَن يعيشون حاجات الجسد بصدقٍ ووعي منذ سنّ البلوغ، والسّبب هو أيضًا أنّ المتحرّرين من عُقَد الكَبت والقمع والتّرهيب، لا يقمعون حاجاتهم الفطريّة. لكَ أن تُراقب أحلام الشّخص المُتَديّن الذي لا يتوقّف عن قَمْعِ نفْسِهِ ولَجْمِها خلال النّهار، بينما يفتح عقله اللّاواعي أبوابه خلال اللّيل.

لقد كتبَ المهاتما غاندي أنّ الأحلام الجنسيّة كان تزوره حتّى عندما كان في السّبعين من عمره. أحلامٌ جنسيّة وفي سنّ السّبعين؟
إنّ رؤية سيغموند فرويد هي في غاية الأهميّة ولها قيمة كبيرة، حيث أسَرَّ أنّ معرفة شخص ما حقّ المعرفة تكون بالتّعرُّف إلى أحلامه وليس إلى تصرّفاته في حياته اليوميّة. حياته اليوميّة عبارة عن ادّعاءٍ ونِفاق. أمّا حياته الحقيقيّة فتُعَبّر عن نفْسها في أحلامه، فالحلم لا يعرف السّيطرة ولا التّحكُّم ولا الكبت.
العقل اللّاواعي هو عقلُك الحقيقيّ إذ لا يُشَكّل العقل الواعي سوى 10 في المئة من كلّيّة عقلك. العقل اللّاواعي يفوق عقلك الواعي ويتفوّق عليه قوّةً وسُلطةً بنسبة 90 في المئة.
رجلٌ مثل المهاتما غاندي والأحلام الجنسيّة لم تتوقّف عن مطاردته. هذا يُثبِتُ أنّ جميع المجهودات التي قام بها طيلة حياته ذهبَتْ أدراج الرّياح، وأنّ كلّ ما كان يحاول فِعْلَهُ في حياته اليوميّة لم ينفعْه أبدًا.
ويستمرّ المُتَديّنون بالكبت والقمع، وجميع ما تقمعه وتكبته يتسلَّلُ عميقًا داخل أروقة اللّاوعي ويبحث عن سكنٍ له هناك. يسكُن ويمدّ جذوره في أرضك حتّى يصبح جزءًا من كيانك. بعدها يبدأ بالتّأثير في حياتك وتصرّفاتك ومستقبلك ولكن بطريقة غير واضحة المعالِم، بطريقة لن تلفت نظرَك لحقيقة ما يحدث أو لحقيقة أنّه يتحكَّمُ بكَ وبحياتك. هكذا يعبّر عقلك اللّاواعي عن جميع محتوياته بطرقٍ مُخادعة، فيرتدي الكثير من الأقنعة ويستخدم المُختَلِف من الوجوه.
الألوهيّة هي البذرة الموجودة داخل الإنسان. الألوهيّة هي قُدرة وقدَر الإنسان. وما لَم يحقّق الإنسان ألوهيّته ويكتشفها، فإنّه لن يعرفَ الاكتفاء في حياته أبدًا. وقد حاول النّاس وجرّبوا هذا الطّريق: كيف نصبح مُقدّسين؟ كيف نبلغ حال القداسة؟ وما الذي سوف نفعله بالحيوان الذي بداخلنا؟ وكان الحلّ الأبسط الذي تمّ اتّباعه على مرّ العصور: كَبْت الحيوان. إنّه الحلّ نفْسه: إمّا أن تكبت الإلهيّ الذي فيك وتقمعه من خلال العنف، الجنس، والمخدّرات، فتنسى أمره. هذا حلّ لم يفلحْ في يومٍ من الأيّام، ولن ينجح أبدًا. هذا حلّ مُقَدَّر له الفشل. وإمّا أن تكبت الحيوان الذي فيك وتقمعه لتنسى أمره وتتحاشى النّظر إليه. اِرْمِ هذا الحيوان بعيدًا في أعماق لاوعيك حيث الظّلام الدّامس هناك سوف يمنعك من رؤيته، فتتظاهر بأنّه غير موجود. وهذا حلّ لم يفلحْ في يومٍ من الأيّام أيضًا، ولن ينجح أبدًا.

هذا ما فعلَهُ 99% من المُتدَيّنين على مرّ العصور. الواحد في المئة المُتبقّي يشمل المستنيرين مثل بوذا وكريشنا وكابير وغيرهم. أمّا ال99 في المئة من المتديّنين فقد حاولوا فِعْل المُستحيل.
حاولوا قمع الحيوان وكَبْته. وإنّك لن تستطيع أن تكبتَ الحيوان ما حَييت، لأنّ الحيوان يمتلك طاقةً مَهولةً جبّارة. هذا الحيوان يختصرُ ماضيك الطّويل البعيد. وماضيك يبلغ من العمر الملايين والملايين من السّنوات. ماضيك جدًّا عتيق. ماضيك تمتدُّ جذورُه عميقةً فيك، لذا لن تتمكّن من التّخلُّص منه بسهولة لمجرّد أن تغلق عينيْك وتتحاشى رؤيته. هذا قمّة الغباء.
الحيوان هو أساسُك. هو قاعدتُك الأصليّة، ونقطة انطلاقك. قد وُلِدْتَ كحيوانٍ دون أيّ اختلاف عن أيّ حيوانٍ آخر. بإمكانك أن تصبحَ مختلفًا عن الحيوان، ولكنّك لم تولَدْ مُختلفًا. نعم أنت تمتلكُ جسدًا مختلفًا، لكنّ هذا الاختلاف ليس بالاختلاف الكبير. كما وتمتلكُ نوعًا مختلفًا من الذّكاء، ولكنّه ليس مختلفًا كثيرًا. الاختلاف هو اختلاف كَمّ وليس اختلاف نوع.
الأبحاث العلميّة الجديدة تُشير لأنّ النّباتات تمتلكُ ذكاءً وإحساسًا ويقظةً ووعيًا، فما بالك بالحيوانات؟ كما وتوجدُ بعض الأبحاث التي تُثبت أنّ المعادن تمتلكُ نوعًا من الذّكاء يخُصُّها. هذا هو الاختلاف بين الإنسان والفيل، الإنسان والدّلفين، الإنسان والقرود. إنّه ليس اختلاف نوعيّة بل كَمّيّة. هو اختلافٌ في الدّرَجات فقط. نحن نمتلكُ المزيد من الذّكاء. هذا كلّ ما في الأمر.



#أمير_فايز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمير فايز - قراءة فى كتاب (الانسان الجديد) لاوشو.